أوباما في الوقت الضائع! - عادل الحربي

  • 3/16/2016
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

لم يسكن البيت الأبيض رئيس بضعف السيد باراك أوباما، بدأ عهده بالوعود وانتهى إلى نقضها، لقد كان بارعاً في التنظير وهو يتجه إلى الرياض ثم إلى جامعة القاهرة محاضراً في أول جولة خارجية يدشن بها عهده الرئاسي ووعوده التي انتهت إلى هزال لم يسبق له مثيل. لم يلتزم الرئيس أوباما تجاه الشرق الأوسط إلا بالوعود الفارغة وتراجعت جميع القضايا في عهده إلى مراتب متأخرة في أولويات البيت الأبيض وجرى تسطيحها بشكل لا يليق بدولة عظمى أضحت تتردد بين المشاركة والانسحاب، قدَم هنا وأخرى هناك؛ حتى بات الجميع يتفوق على دورها في المنطقة. انسحب الجيش الأميركي من العراق وخلف جيشاً هزيلاً، ثم ارتبك وتعددت خطوطه الحمراء في دمشق، ثم تنازل لإيران بخارطة طريق ملتوية، ليفتح الطريق أمام التدخلات في المنطقة التي أحالتها إلى لقمة سائغة لكل من يريد العبث بمقدرات الشعوب السورية والعراقية واللبنانية، ثم تواصلت حالة الهزال باحتلال ما يسمى ب(داعش) لمناطق واسعة من العراق وسورية، وانتهت بالتدخل الروسي الذي فرض نفسه فوق الجميع بما فيهم القرار الأميركي. أشهر قليلة ويغادر أوباما البيت الأبيض.. بعد سنوات من اختطاف قراره من قبل مجموعة من «المنظرين» الذين ثبت عدم معرفتهم وربما يشك المتابع أن أحداً منهم لم يزر الشرق الأوسط قط، ثم تأتي حصيلة ذلك بتصريحات متناقضة تساوي بين الصديق والعدو وتتبنى سطحية الدعوة إلى المشاركة بين المملكة وإيران في حل قضايا الشرق الأوسط. هل يصعب على الرئيس أوباما مصارحة أصدقائه الإيرانيين الجدد؟ لقد جاءت تصريحات أوباما ودعوته للمملكة وإيران ل»التعايش معا والتوصل إلى سبيل لتحقيق السلام» لتثبت للمتابع سطحية النظرة الأميركية للأزمات في الشرق الأوسط، هذه الدعوة تأتي في الوقت الذي يقاوم فيه البيت الأبيض استحقاق فرض عقوبات اقتصادية جديدة على إيران على خلفية قيامها مؤخراً بإجراء تجارب صاروخية مخالفة لقرارات مجلس الأمن الدولي!. هذه المخالفة وإدانة المجتمع الدولي لها تضاف إلى أن جميع المنظمات الدولية أصدرت خلال الأشهر الماضية العديد من البيانات التي تدين التدخلات والاعتداءات الإيرانية في المنطقة، ومن المؤكد أنها بذلك لا تنحاز للسعودية؛ بل للقانون والأعراف الدولية؛ التي تواصل إيران انتهاكها غير عابئة بأي إجماع دولي ربما لأن الصديق الأميركي الجديد بات يغض الطرف وربما يتواطأ معها. الخلاف مع إيران معروفة أسبابه ومحاولات الصلح الإيرانية لازالت أقوال صادرة من مسؤولين لا يملكون قرارهم، لذلك من المنطقي أن لا تأخذها الحكومة السعودية على محمل الجد، لكن الجديد في هذا السياق هو الانحياز الأميركي للطرف الإيراني إذ أن أوباما بدعوته لما يسميه «سلام» فإنه يتهرب من دوره كرئيس دولة عظمى يفترض بها أن تحرص على تطبيق القانون الدولي الذي يجرم كل التدخلات والعبث الإيراني في المنطقة. أوباما في أيامه الأخيرة لم يعد لديه إلا المزيد من الكلام، ومن البديهي أن يكثر من الكلام لأنه الشيء الوحيد الذي أجاده خلال الثماني سنوات الماضية.

مشاركة :