تصعيد متبادل بين إسرائيل وحزب الله ينذر باشتعال الجبهة الشمالية

  • 10/11/2023
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

بيروت - عاد التوتر إلى الحدود اللبنانية الإسرائيلية، بعد إطلاق ما يقارب تسعة صواريخ الأربعاء من الأراضي اللبنانية في القطاع الغربي باتجاه شمال إسرائيل، فردت عليه القوات الإسرائيلية بقصف بلدة ‎الضهيرة اللبنانية، فيما تقول إسرائيل أنها مستعدة على كافة الجبهات، رغم أن الحرب مع حزب الله مختلفة عن حماس. ويرى متخصصون في الشأن الإسرائيلي أنّ التطورات الأخيرة بمثابة مؤشر للساعات المقبلة باعتبارها حاسمة في شأن مآلات الأوضاع على الجبهة الشمالية، من منظور الجهات الأمنية والعسكرية الإسرائيلية. وأفادت مصادر لبنانية بمشاركة طائرات مسيّرة إسرائيلية في القصف على محيط القطاع الغربي. وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه تم "استهداف أحد مواقعه في الجبهة الشمالية بصاروخ مضاد للدبابات أطلق من لبنان"، وأضاف أن هناك إمكانية "الاشتباه في عملية تسلل في منطقة رأس الناقورة الحدودية مع لبنان". وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي فيديو لاستهداف مركبة إسرائيلية على الحدود بين لبنان وإسرائيل من قبل حزب الله. وتمت عملية الاستهداف للمركبة الإسرائيلية وهي من نوع "زيلدا" وفق وسائل إعلام لبنانية محلية غرب بلدة صلحا بصاروخ موجه وتم إصابتها ‏وتدميرها. وذكرت قناة المنار الناطقة باسم حزب الله، أن "المقاومة ردت على الاعتداءات الإسرائيلية التي أدّت إلى مقتل عدد من عناصر حزب الله، باستهداف موقع الجرداح الإسرائيلي مقابل منطقة الضهيرة بالصواريخ المُوجّهة مما أدى إلى سقوط عدد كبير من الإصابات المؤكدة في صفوف القوات الإسرائيلية. وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية انه "طُلب من السكان في رأس الناقورة الدخول إلى الأماكن المحصنة". وقال مسؤول أمني كبير للقناة 14 الإسرائيلية "ما حدث للتو في الشمال يغير قواعد اللعبة". كما سجل سماع صوت صفارات الإنذار في مراكز "اليونيفيل" في البلدات التي يطالها القصف المعادي. وترى وسائل إعلام إسرائيلية أن إسرائيل تتعامل حاليا مع ثلاث ساحات صعبة ومعقدة، التسللات القادمة من الجنوب، والغارات التي ينفذها سلاح الجو على قطاع غزة وفي الشمال التوتر المتصاعد مع حزب الله". ونشر مراسل القناة الإسرائيلية 12،  فرات نصار في صفحته على فيسبوك فيديو قصير، قال فيه أنه تمّ تجهيز الطابق السفلي سالب 3، المخصّص أساساً مواقف للمركبات في مستشفى رامبام، من أجل تحويله مركزاً لاستقبال الإصابات التي تقع في أي حرب قد تنشأ مع حزب الله. وأضاف أنّ المكان سيُجهّز بنحو 700 سرير طبي بعدما خُصّص سابقاً مركزاً لاستقبال مرضى كورونا. وتمنّى نصار ألّا تقع هذه الحرب. وجاء الإعلان عن هذه الاستعدادات في مستشفى رامبام، بالتزامن مع تعليمات وجّهتها الجبهة الداخلية الإسرائيلية إلى جميع الإسرائيليين بضرورة التزوّد بالمياه والغذاء تكفيهم على الأقل لمدة 72 ساعة، وأن يكونوا قريبين من أماكن محصّنة للذهاب إليها في حالة الطوارئ. وأجرى رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، الجنرال هرتسي هاليفي، جلسة لتقييم الوضع في القيادة الشمالية برفقة قائد المنطقة الشمالية وقادة القوات المنتشرة على الجبهة الشمالية في إطار جاهزية جيش الدفاع على كافة الجبهات. ويقول الكاتب الإسرائيلي يوسي يوشع في صحيفة يديعوت أحرونوت، أن السؤال الذي يدور في أذهان الجميع هو ما إذا كانت هذه المناوشات ستبقى فقط في المناطق الواقعة على طول الحدود أم أنها قد تخرج عن نطاق السيطرة وتتحول إلى حرب شاملة على الجبهة الشمالية أيضا؟ فكما قيل عشرات المرات من قبل: الحرب مع حزب الله تختلف عن الحرب مع حماس، ولها تداعيات أكثر خطورة على الجبهة الداخلية. وتابع الكاتب الإسرائيلي أن الميزة التي يتمتع بها الجيش الإسرائيلي الآن بعد الانتشار المكثف لقوات الاحتياط هي أنه مستعد وسلاح الجو في حالة تأهب قصوى، فضلا عن وجود حاملة الطائرات الأميركية يو إس إس فورد. ويبدو أن يوشع كما الكثير من الإسرائيليين الذين يقرعون طبول الحرب وينادون بالانتقام، حيث علق إذا لم تندلع الحرب الشاملة الآن، فقد نتساءل لاحقا عن سبب عدم قيام إسرائيل ببدئها، نظرا لضرورة تغيير النموذج في الشرق الأوسط، وآمال إسرائيل في تطوير منطقتها الشمالية رغم تعرضها باستمرار للتهديد من وحدة الرضوان -وحدة النخبة التابعة لحزب الله اللبناني-، الأكثر احترافية من حركة حماس في غزة. وأشار إلى أنّه على الرغم من التكاليف والأثمان التي ستدفع مع وجود ثغرات على صعيد التحصينات والاستعدادات، فإن على إسرائيل الاستعداد لإزالة تهديد في الشمال يُعد أكبر بعشرات الأضعاف من تهديد حماس في الجنوب. وكانت مصادر إعلامية لبنانية أفادت الثلاثاء، بأن القوات الإسرائيلية ألقت عددا من القنابل المضيئة عند الحدود اللبنانية، قرب بلدة بليدا، فيما تشهد المنطقة تحليقا مكثفا لطيران الاستطلاع. وقال مراسل قناة المنار التابعة لحزب الله إن عددا من القنابل المضيئة سقطت في "خربة شعيب" في خراج بليدا جنوب لبنان ما أشعل حريقا سارع الدفاع المدني لإخماده. وأفاد بأن الطائرات الإسرائيلية المسيرة تحلق بشكل متواصل على طول الحدود مع لبنان.  

مشاركة :