بدأ العدّ التنازلي لانطلاق الدورة الـ 34 من أيام قرطاج السينمائية والتي تُعقد هذا العام من 28 أكتوبر/تشرين الاول إلى 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2023. وَفِيًّا لتوجهّات المؤسسين في الاحتفاء بالسينما العربية والإفريقية، تنزل السينغال ضيف شرف الدورة الجديدة، والتي تعتبر"رفيق درب أيام قرطاج السينمائية منذ التأسيس" وصاحب أول تانيت ذهبي تُوِّجَ به عصمان صمبان سنة 1966 عن فيلمه الروائي الطويل الأول "La Noire de"، فيما خُصّصَ قسم "سينما تحت المجهر 2023" للأردن صاحبة التجربة السينمائية العربية الناشئة والتي "تشهد تطورا واعدا بفضل دينامكية جديدة تدعم السينما وتعكس جودة أفلامها". وفي البرنامج احتفاء بسينماءات السينغال والأردن بحضور وفود رسمية وبرمجة تتخللها تكريمات لوجوه سينمائية، عروض أفلام وتعبيرات فنية أخرى تشكل إلى جانب الفن السابع، ملامح من الهوية الثقافية للبلدين من كتب، منشورات، موسيقى وأزياء. كما يكرّم المهرجان، المخرج الفلسطيني هاني أبو أسعد وذلك تقديرا لمقاربته الإبداعية، التي عكست ملامح سينما فلسطينية بديلة، عبر قصص مرئية مستلهمة من وقائع حقيقية ومظاهر اجتماعية كشفت المسكوت عنه من قضايا لشعب "تحت الحصار". وتمثّل التتويجات العالميّة التي حازتها أفلام هاني أبو أسعد وهو الذي يُعدُّ أبرز وجوه السينما الفلسطينية الجديدة ومن أكثرها غزارة إنتاجيّة "تُمثّل اعترافات وانتصارات ثمينة بالنظر لصلابة القيود المضروبة على ما يحدث في فلسطين من مظالم ومن انتهاكات". ذاع صيت المخرج الفلسطيني هاني أبو أسعد من خلال أفلام تميّزت على الصعيد العالمي على غرار فيلم "الجنّة الآن"، وحصد عنه جائزة غولدن غلوب لأفضل فيلم أجنبي سنة 2006 وفيلم "عمر" المتوج بالتانيتالذهبي لأيام قرطاج السينمائية خلال دورة 2014، فضلا عن ترشيح "الجنّة الآن" و"عمر" لمسابقة الأوسكار في قسم أفضل فيلم ناطق بلغة أجنبيّة. مخرج تشادي يرأس لجنة تحكيم الأفلام الروائية وفي سياق استعدادات المهرجان لانطلاق الدورة الجديدة، أعلنت الهيئة المديرة عن اختيار المخرج التشادي محمد صالح هارون رئيسا للجنة تحكيم الأفلام الروائية الطويلة والقصيرة وأفلام التحريك في دورتها الرابعة والثلاثين وتقام من 28 أكتوبر/تشرين الاول إلى 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2023. وسبق للمخرج التشادي أن شارك بعدد من أفلامه ضمن فعاليات أيام قرطاج السينمائية من مسابقات رسمية وأقسام موازية فقد توج بالتانيت الفضي سنة 2006 عن فيلمه “دارات” وشارك في مسابقة الأفلام الوثائقية بفيلمه "حسين حبري: تراجيديا تشادية" سنة 2016 . وفي الدورة التاسعة والعشرين عاد السينمائي التشادي بفيلمه A Season in France سنة 2018، في الاختيار خارج المسابقة الرسمية كما يعتبر من المخرجين القلائل الذين افتتحوا أيام قرطاج السينمائية في مناسبتين "الرجل الذي يصرخ"سنة 2010 و"الروابط المقدسة" سنة 2021. ومحمد صالح هارون هو أول مخرج سينمائي تشادي وأحد أهم صناع الأفلام الأفارقة، درس السينما والصحافة بفرنسا، مقر إقامته منذ سنة 1982 وتولى في سنة 2017 منصب وزير الثقافة ببلاده تشاد ليستقيل بعد سنة ويعود لشغفه الأبدي الكتابة والإخراج. بوشوشة على رأس لجنة تحكيم الأفلام الوثائقية الطويلة والقصيرة كما أعلنت الهيئة المديرة للدورة الـ34 من أيام قرطاج السينمائية عن اختيار المنتجة التونسية درة بوشوشة، رئيسة للجنة تحكيم الأفلام الوثائقية الطويلة والقصيرة. ولدرة بوشوشة حضور هام في تاريخ الإنتاج السينمائي العربي، الافريقي والعالمي، وعرفت بدعمها لسينما المؤلف والتزامها بالدفاع عن السينما الإفريقية وسينماالجنوب والترويج لها. وسبق أن تولت بوشوشة إدارة أيام قرطاج السينمائية لثلاث دورات وذلك سنة 2008، 2010 و2014 حيث أصبح المهرجان موعدا سنويا وأطلقت فعاليات أيام قرطاج السينمائية في الجهات وأسست ورشة تكميل لدعم صناع الأفلام العرب والأفارقة.
مشاركة :