إحياء موروثاتنا الشعبية.. حل مشكلة سكن العزاب.. تطوير الأحياء القديمة نحتاج إلى تشريعات تلزم الشركات بتخصيص مدن عمالية بعيدة عن العوائل توفير مواقف للسيارات وسيلة لتشجيع الأهالي على العودة إلى المحرق أجرت الحوار - مروة أحمد: تصوير – محمود بابا رفع سلمان بن عيسى بن هندي المناعي محافظ محافظة المحرق باسمه وباسم جميع أهالي مدينة المحرق أسمى آيات الشكر والامتنان إلى المقام السامي لحضرة صاحب الجلالة ملك البلاد المعظم على ما تفضل به من خلال كلمة جلالته السامية خلال افتتاح دور الانعقاد الثاني من الفصل التشريعي السادس لمجلسي الشورى والنواب، حيث أشار إلى أن هذه الكلمة حوّلت ليالي مدن المحرق وقُراها إلى أفراح وأعراس، وقال إن سكان المحُرق انطلقوا ليباركوا الكل وتبادل الجميع عبارات التهاني، وباعتباره فردا من أهالي المحرق أضاف المحافظ بأنه غير قادر على وصف جلّ مشاعره وإحساسه بعد النطق السامي لجلالة الملك المعظم، وكونه محافظا لمحافظة المحرق استشعر حجم المسؤولية حيث باشرت المحافظة فور صدور التوجيهات من صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الاستعداد لمشاركة وزارات وأجهزة ومؤسسات الدولة لتنفيذ كل ما جاء بالكلمة السامية لجلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه. ومن هذا المنطلق حاورت «أخبار الخليج» سلمان بن عيسى بن هندي المناعي محافظ محافظة المحرق وذلك للنظر في زوايا وتفاصيل آليات تطبيق مضامين الخطاب السامي لحضرة صاحب الجلالة ملك البلاد المعظم حول المحافظة على الهوية التاريخية والثقافية لمدينة المحرق إلى جانب خطّة المحافظة للوقوف على الملفات البلدية والاجتماعية وذلك تعزيزًا لتطبيق مضامين الخطاب السامي.. وهذا نص الحوار: * هل هناك خطة لإعادة تسمية الفرجان القديمة بأسمائها المتعارف عليها قديمًا؟ - لا يمكن أن نطلق على ذلك مسمى الخطة، بل هو واقع ويجب الحفاظ عليه، فنحن بالمحرق نعمل دائما على الحفاظ على الهوية التراثية والتاريخية، ونعمل على عدم المساس بها بالمطلق، فتراثنا هو هويتنا، توارثناه من الآباء والأجداد، وهي أمانة ننقلها لأجيالنا القادمة، فلا يمكن أن نغفل فرجاننا القديمة، ولا سكانها وعوائلها الذين نحمل لهم كامل الاحترام والتقدير، وبالتالي فإن أسماء الفرجان هو أمر لا يمس، ولا يمكن تبديلها أو تغييرها، ولا حتى تطوير الأسماء، فهي تعود إلى حقب من الزمن شاهدة على العطاء والولاء والإخلاص الذي قدمته تلك العوائل ورجالاتها للقيادة الحكيمة وللوطن، وكذلك للمجتمع والحي، ونحن نعمل على تعزيز تلك الأسماء وبقائها، خاصة في المحرق القديمة، وكذلك ببقية مدن وقرى المحافظة. * ما أبرز الملفات التي سيتم الوقوف عليها للمحافظة على هوية جزيرة المحرق؟ - في الواقع هناك عديد من الملفات، ومن ضمنها الحفاظ على الموروثات الشعبية، والعادات والتقاليد، والأسواق القديمة، وحل وجود سكن العمال من فئة العزاب وسط فرجاننا وعوائلنا الذين نكن لهم كل الاحترام والتقدير. فالمحافظة استشعرت منذ الوهلة الأولى مكانة المحرق وتاريخها العريق، وأعدت في سبيل الحفاظ على ذلك التاريخ العديد من الملفات، ومنها ملف تكريم رواد العمل الوطني، والذي تهدف من خلاله إلى المحافظة على تكريم الكوكبة من رجال ونساء المحرق ممن ساهموا في بذل العطاء الوطني في كل المجالات الأدبية والثقافية والرياضية والعلمية، وترسم من خلال ذلك التكريم الطريق للجيل الحالي والأجيال القادمة ليحذوا حذو آبائهم وأجدادهم. ومن ضمن الملفات يأتي ملف الموروث الشعبي والتراثي، ونحن هنا نعمل على إحياء العادات القديمة ومنها على سبيل المثال لا الحصر فعالية القرقاعون خلال شهر رمضان المبارك، ونحرص على إقامته في المواقع الشعبية والتراثية، ونشرك من خلاله طلبة المدارس وخاصة المرحلة الابتدائية منها، بغرض استمرار تلك الموروثات والحفاظ عليها من الاندثار. وكذلك الحية بية، وهذه الفعالية بالإضافة إلى الحفاظ عليها، فإننا نسوق من خلالها سواحلنا وشطآننا، ونهدف كذلك إلى تسليط الضوء على المساحات والواجهات البحرية غير المستغلة، ونجحنا في ذلك ولله الحمد، فبعد أن أقمنا هذه الفعالية بعدد من السواحل، تم بعد ذلك تطويرها لتشكل مواقع سياحية وترفيهية تستقطب المواطنين والمقيمين وكذلك السياح. وعملنا أيضا مع الجهات الحكومية من وزارات ومؤسسات وهيئات على تسهيل خدمات المواطنين وخاصة الإسكانية منها، لتكون تلك الوحدات السكنية امتدادا لمدن وقرى المحافظة، وبقاء أهاليها بها بعد أن كانوا ينتقلون إلى محافظات أخرى بعد الحصول على الخدمات الإسكانية. والعمل جار ومستمر على حلحلة ملف سكن العمالة الوافدة من فئة العزاب وسط أحيائنا السكنية وفي بيوتات عوائلنا القديمة، حيث يعتبر هذه الملف من أهم الملفات التي نوليها كل الاهتمام والمتابعة، وشكلنا في سبيل ذلك العديد من اللجان المعنية والمختصة، وتعاونا مع القطاع الخاص، ولكن سيبقى هذا الملف من ضمن أولويات عملنا حتى تكون المحرق كما عهدناها في الماضي، أحياء وفرجان تقطنها العوائل وتزدان بمجالسها وبساحاتها الشعبية وبمقاهيها. وأيضا نحمل على عاتقنا بقاء واستمرارية المجالس الأهلية، التي تفخر بها المحافظة، حيث تشكل تلك المجالس جزءا مهما من الأدوات التي تضمن بقاء واستمرار عاداتنا وتقاليدنا وهويتنا. ولم نغفل في الوقت ذاته دور الفن التي اشتهرت به المحرق منذ قديم الزمن حيث إننا نعتبر تلك الدور من الكنوز التي نحافظ عليها وشاهدة على العراقة والتاريخ، في المقابل أيضا نعمل على بقاء المدارس القديمة والتراثية، وخير شاهد على ذلك مدرسة الهداية الخليفية وهي أول مدرسة نظامية في البحرين والخليج العربي، وتعتبر مزارًا للسياح والمقيمين. * من باب المحافظة على الهوية التاريخية والثقافية للمحرق هل سيتم إرساء حلول متعلقة بالملفات الاجتماعية مثل سكن العمالة والبنية التحتية للمحرق إلى جانب مسألة مواقف السيارات في سوق المحرق بشكل خاص وفي المدينة بشكل عام؟ - نحن دائما نبحث عن الحلول وتنفيذها فورا، خاصة للملفات التي يعتبرها البعض شائكة ومعقدة كملف سكن العمالة من فئة العزاب، حيث يتطلب هذا الملف عددا من التشريعات التي تلزم أصحاب الشركات ومؤسسات القطاع الخاص إقامة المدن العمالية البعيدة عن الأحياء والفرجان الشعبية ومناطق العوائل. أما بالنسبة إلى البنية التحتية فالمحرق ولله الحمد تمتاز ببنية تحتية متقدمة ومتطورة، والعمل بها مستمر، والجهات المعنية قائمة دائما على التطوير والتحديث، فنحن لا نخشى على المدن والجزر الجديدة بالمحافظة، فهي وبسبب حداثتها تتميز ببنية تحتية وخدمات نموذجية، ولكن الإنجاز الحقيقي يكمن في المناطق القديمة، وهذا ما سيتم العمل من خلال خطة تطوير الأحياء القديمة. وحول ما يتعلق بمواقف السيارات، فهناك عديد من الحلول المطروحة على طاولة المناقشات، وتم بالفعل بناء وإنشاء أكثر من ثلاثة مواقف للسيارات، بالإضافة إلى المواقف التي سيتم إنشاؤها من خلال مشروع تطوير الأحياء القديمة، فسوق المحرق في طور التجديد والتطوير بما لا يتعارض مع حفاظه على هويته القديمة، ويمتاز أيضا بوجود مساحات ستقام من خلالها مواقف للسيارات في القريب العاجل، أما بالنسبة إلى المواقف داخل الأحياء القديمة، فهناك خطة عمل طموحة، تتمثل في استملاك عدد من المنازل وتحويلها إلى مواقف للسيارات تضمن بقاء الأهالي، بالإضافة إلى ترميم المنازل التراثية، وإنشاء ساحات وخدمات وغيرها من الخدمات. * هل هناك خطط لاستقطاب العوائل التي استقرت قديمًا في المحرق ونقلت سكنها إلى مناطق اخرى؟ - بلا شك هناك العديد من الخطط، ومن أهمها إعادة تأهيل الفرجان القديمة، وتطوير الخدمات والبنية التحتية، وترميم واستملاك المنازل المهجورة، وإيجاد حل جذري لسكن العمالة الوافدة من فئة العزاب، كل تلك العوامل ستكون سببا رئيسيا في استقطاب وعودة العوائل التي خرجت من المحافظة وخاصة من المحرق القديمة، والمحافظة عملت على ذلك منذ الوهلة الأولى التي أصدر من خلالها جلالة الملك المعظم عبر خطابه السامي خلال افتتاح دور الانعقاد الثاني من الفصل التشريعي السادس لمجلسي الشورى والنواب هذه التوجيهات، والتي تتضمن توجيها مباشرا بوضع خطة عمل تختص بالمحافظة على الهوية التاريخية والثقافية لمباني ومدن البحرين، وإحياء الأحياء المعروفة بمدينة المحرق والتطلع إلى عودة أهلها لها، تكريما لذلك المجد الوطني المشهود في وطن الطيبة والكرامة. * بالتنسيق مع الجهات المعنية، ما المدة المستغرقة لتطبيق كامل الخطة الحكومية لإعادة هوية المحرق التاريخية والثقافية؟ - نحن نعمل بالشراكة مع كل الوزارات والأجهزة الحكومية لتنفيذ خطة الحكومة بما يتماشى وتنفيذ الأمر الملكي السامي من لدن جلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه، ولكننا نعد بأن طموحنا يعادل طموح الأهالي بعودة لأحياء القديمة إلى سابق عهدها، وتستعيد الفرجان بريقها وتزدان بوجود العوائل المحرقية بها.
مشاركة :