ذكاء شيخة.. وفراسة حَمَد

  • 3/17/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

يوماً بعد يوم تزيد قناعتي بامتلاك الطالب الكويتي قدرات عقلية وذهنية عجيبة، وصور وشواهد هذا الأمر كثيرة.. منها أنك حين ترى حوار المتعلم مع معلمه _ وقد رأيتُه على مدى سنوات _ تمتلكك الدهشة، وتأخذك الحيرة؛ إذ ترى صاحب السنّ الصغيرة بعد ثوانٍ يمتلك زمام الحوار.. وتراه بعين الإنصاف أمام معلمّه راشداً.. فكلام الطالب لم يعد يشبه حديثنا سابقاً.. ورؤيته للأحداث والدنيا لم تعد كرؤيتنا.. ولعلّ وسائل الاتصال والتقنية الحديثة قد لعبت دوراً كبيراً في صقل مواهب الطالب وتنمية مواهبه واتساع مداركه.. العجيب هو تلك القدرة الهائلة لدى الطالب الكويتي على نقل جوانب الحوار مع معلّمه.. والتفاف زملائه حوله.. وسرعة إدراكهم لما يقول.. وترجمة ذلك انفعالهم الجماعي فترى الابتسامة الخاطفة وأحياناً الضحكات الهادئة وربما الصاخبة.. وهنا قد تتفاجأ بأن المعلم لا تتضح لديه الصورة الكاملة للمشهد الذي يراه فيبادر بالسؤال عن سبب الابتسام ومحاولة ترجمة انفعالات الطلاب مع زميلهم.. هنا قد يدور في أذهانكم سؤال منطقي.. أين هذا الكلام عن ذكاء طلابنا وعجيب قدرتهم وسعة إداركهم من نتائجهم الدراسيّة؟! وأين هذه الصورة الوردية عن مواهب أبنائنا من النتائج الدوليةّ؟ دعوني أجذب الحوار منكم أيّها السائلون.. أليس من الإنصاف أن تأخذوا موقف المجيب لا السائل؟.. أليس من الإنصاف أن نسأل أنفسنا: هل قدّرنا أن الزمن قد تغيّر؟.. هل أدركنا أن أسلوب الحوار قد تطوّر؟.. هل أدركنا أن جهازا تضمه يد الطفل الصغيرة ينقله في عوالم الدنيا بمجرد لمسة؟.. هل أدركنا سرعة التجاوب ووحدة الموقف بين متعلمينا بمجرد إشارة أو همسة؟.. نضع حملاً على ظهور أبنائنا من الكتب والدفاتر كلّ صباح دون أن نخلق لديه الحافز والدافع ونطلب منه المهارة والإبداع.. نتحاور في حصصنا الدراسية بأسلوب الستينيات ونطلب من متعلمينا التجاوب والانصياع.. نغفل عن التطوّر الهائل في التقنيات وقفزات كل لحظات.. نصب اهتمامنا في حشو العلوم في الأذهان دون أن نأخذ خلق الهدف لدى أبنائنا في الحسبان.. لنكن منصفين ونقدر ذكاء أبنائنا.. لنكن واقعيين ونترجم التطوّر في مناهجنا.. لا تطلبوا نتائج دون عطاء.. لا تدرسوا بطرائق عفا عليها الزمن وأبناؤنا عنها في غناء.. قبل حشو الكتب بالمناهج اشرعوا في تحديد الهدف وخلق الحوافز وتنمية الرغبة لدى المتعلمين.. لنضع نصب أعيننا أن أعظم المهن هي التعليم.. وأن هذا النشأ أمانة سنحاسب عليها أمام رب العالمين.. د.محمد السيد العقيد @m_alakeed

مشاركة :