شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية ظهر اليوم (السبت) هجمات جوية مكثفة على قطاع غزة ما خلف عشرات القتلى والجرحى، في حين أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس عن هجوم جديد لمقاتليها جنوب إسرائيل. وذكرت مصادر فلسطينية لوكالة أنباء ((شينخوا)) أن الطائرات الإسرائيلية قصفت مربعا سكنيا مكتظا في دير البلح وسط قطاع غزة، ما أدى لسقوط عشرات القتلى والجرحى. وأشارت المصادر إلى انتشال عشرات القتلى والجرحى من تحت أنقاض منازل تم قصفها في دير البلح، في وقت تواجه فيه الطواقم الطبية صعوبة بالوصول إلى المكان بسبب تدمير الطرق والبنية التحتية. وأعلنت وزارة الصحة في غزة في وقت سابق اليوم ارتفاع حصيلة القتلى والجرحى الفلسطينيين منذ بدء جولة القتال الحالية يوم السبت الماضي إلى 2215 قتيلا و8714 جريحا. في المقابل، أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس ظهر اليوم عن دخول جديد لمقاتليها إلى جنوب إسرائيل من قطاع غزة. وقالت الكتائب في بيان إن مجموعة من مقاتليها عبروا السياج الفاصل شرق خانيونس جنوب قطاع غزة وهاجموا تحشدات قوات الجيش الإسرائيلي ودمروا ثلاث آليات عسكرية. كما تبنت كتائب القسام في بلاغات أخرى إطلاق رشقات صاروخية باتجاه مدينتي تل أبيب وعسقلان وبلدة سديروت "رداً على التهجير واستهداف المدنيين" في غزة. وفي ظل تواصل القتال بين حماس وإسرائيل، استمر نزوح الفلسطينيين من مناطق شمال ووسط القطاع إلى المناطق الجنوبية وسط ظروف إنسانية صعبة، حيث تواجه وكالة الأمم لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) صعوبة بتوفير الخدمات الأساسية لهم. وقال الفلسطيني نايف أبو محمد الذي نزح إلى المناطق الجنوبية إنهم يقيمون في مراكز إيواء بعد أن أرغمهم القصف الإسرائيلي على النزوح وسط ظروف صعبة. وأضاف أنهم يعيشون "بدون كهرباء ولا ماء ولا وقود، والناس تشردت إما في مدارس أو الشوارع ومنهم من بقي في العراء بسبب امتلاء المدارس وعدم قدرتها على استيعاب مئات الآلاف". وأِشار الى أن الأونروا كانت تقدم بعض المعونات للنازحين في بداية الصراع، ولكن الآن لم يعد لديها شيء تقدمه هي وبقية المؤسسات الإنسانية العاملة. من جهته، قال الفلسطيني وليد الديري إن الوضع الإنساني صعب للغاية، ويزداد هذا الضغط مع استمرار عمليات النزوح الى المناطق الجنوبية في ظل عمليات القصف التي تطال المنازل والمؤسسات المدنية. وأكد أن المواطنين اضطروا للنزوح مشيا على الأقدام كل هذه المسافات لأن إسرائيل دمرت الطرق وقصفت مركبات أثناء نزوحها رغم أنها وضعت الرايات البيضاء لإظهار بأنها مركبات مدنية وتقل نازحين. وكان الجيش الإسرائيلي قد أمر الجمعة سكان غزة بإخلاء منازلهم والتوجه إلى المنطقة الجنوبية من الجيب الساحلي. وقال الجيش في بيان إنه "يدعو جميع المدنيين إلى إخلاء منازلهم... من أجل سلامتهم وحمايتهم"، مضيفا "لن تتمكنوا من العودة إلى مدينة غزة إلا عندما يصدر إعلان آخر يسمح بذلك". وتأتي هذه التطورات بعدما شنت حركة حماس هجومًا واسعا وغير مسبوق على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر الجاري أدى إلى مقتل 1300 شخص على الأقل، حسب إحصائيات إسرائيلية. وردا على ذلك، أطلقت إسرائيل عملية "السيوف الحديدية"، وحشدت نحو 360 ألف جندي احتياطي على الحدود مع غزة خلال الأيام الماضية، مما أثار تقديرات بأنها ستشن هجوما بريا على القطاع المحاصر.