هجمات إسرائيلية مكثفة على جنوب غزة

  • 1/17/2024
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

غزة - شنّت إسرائيل ليل الثلاثاء الأربعاء غارات جوية مكثفة على مناطق في جنوب غزة، بعد ساعات من إعلان توصل الدولة العبرية وحماس بوساطة قطرية، الى اتفاق يتيح إدخال مساعدات إنسانية الى القطاع المحاصر وأدوية للرهائن المحتجزين لدى الحركة. وأفاد صحفيون بوقوع ضربات جوية ليلاً قرب مستشفى ناصر في خان يونس كبرى مدن جنوب القطاع حيث تتركز العمليات العسكرية منذ أسابيع. وأشار شهود الى أن الغارات أثارت الذعر لدى مئات النازحين الذين لجأوا الى المستشفى، بينما أعلنت وزارة الصحة التابعة لحماس أن القصف الليلي على خان يونس ومناطق أخرى في قطاع غزة، أدى الى مقتل 81 شخصا على الأقل. وقال مكتب الإعلام الحكومي التابع لحماس إن "الاحتلال يشن عشرات الغارات الجوية ويواصل القصف المدفعي المكثف في أعنف وأشرس عدوان الليلة على خان يونس" منذ بدء الحرب. من جانبه  قال الجيش الأردني يعلن إصابة أحد عناصره في مستشفاه الميداني بخان يونس جنوب قطاع غزة إثر اشتباكات وقصف إسرائيلي في محيطه محملا القوات الاسرائليلية مسؤولية أية استهداف في المنطقة. واندلعت الحرب بعد هجوم غير مسبوق شنّته حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على جنوب إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر أدّى الى مقتل نحو 1140 شخصا، غالبيتهم من المدنيين، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس استنادا إلى مصادر إسرائيلية رسمية. وردّا على الهجوم، تعهدت إسرائيل "القضاء" على حماس وتشن منذ ذلك الحين حملة كثيفة من القصف والغارات المدمرة أتبعتها بهجوم بري اعتبارا من 27 تشرين الأول/أكتوبر، ما أدّى الى مقتل 24448 شخصا غالبيتهم من النساء والفتية والأطفال بحسب آخر حصيلة لوزارة الصحة التابعة لحماس. وأطبقت إسرائيل حصارها على القطاع منذ التاسع من تشرين الأول/أكتوبر وقطعت امدادات المياه والكهرباء والوقود. ومنذ بدء الحرب، تدخل المساعدات الإنسانية بشكل متقطع بعد الموافقة الإسرائيلية عليها. وتؤكد الأمم المتحدة ومنظمات دولية أن الكمية تبقى أقل بكثير مما يحتاجه 2,4 مليون نسمة يقطنون القطاع. وحذّرت الأمم المتحدة من الوضع "الكارثي" وخطر الجوع الذي يتهدد القطاع حيث بات 85 بالمئة من أهله نازحين يقيمون في مدارس تابعة للمنظمة الدولية أو لدى أقارب أو في مخيمات عشوائية تعاني ظروفا مأسوية خصوصا في أيام المطر والبرد. وذكر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش اليوم الأربعاء أن طرفا الصراع في غزة "يسحقان" القانون الدولي وحثهما على وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية. وقال في كلمته أمام المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، إن طرفا الصراع "يتجاهلان القانون الدولي ويضربان باتفاقيات جنيف عرض الحائط بل ينتهكان ميثاق الأمم المتحدة". من جانبه قال جير بيدرسن مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا الأربعاء إن العالم يحتاج إلى إنهاء حرب غزة سريعا مضيفا في حديث بالمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس إنه قلق للغاية بسبب "اتساع نطاق الحرب والتصعيد". وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الأربعاء إن المعاناة التي يشهدها الفلسطينيون في قطاع غزة جراء الحرب الإسرائيلية "تفطر" القلب، داعيا إسرائيل إلى دعم تطوير سلطة فلسطينية إصلاحية بدلاً من معارضتها بشدة، لتحقيق السلام مضيفا "ما نراه كل يوم في غزة أمر مؤلم، والمعاناة بين الرجال والنساء والأطفال الأبرياء تفطر قلبي". وتابع "الوضع في غزة مدمر ويعزز قناعتي بضرورة إيجاد طريقة أخرى تجيب عن المخاوف العميقة لإسرائيل"، حسب قوله. ورأى بلينكن أن "على إسرائيل دعم تطوير سلطة فلسطينية إصلاحية قادرة على الاعتناء بشعبها" مضيفا  أن "السلطة الفلسطينية، حتى الأكثر فعالية، ستواجه صعوبات إذا عارضتها إسرائيل بشدة". وقال "أشعر بالحاجة الملحة لإحراز تقدم نحو السلام في منطقة الشرق الأوسط، لكن إسرائيل بحاجة إلى التكامل والشعور بالأمان، لا يمكن أن يتكرر ما حدث في 7 أكتوبر (تشرين الأول 2023)". واعتبر  أن "التحدي الآن هو مدى استعداد المجتمع الإسرائيلي للتعاون لتحقيق رؤية جديدة مع المنطقة وشعوبها". وشدد على أن التكامل المطلوب لا يمكن بلوغه إلا عن طريق "دولة فلسطينية"، لافتا إلى أن "ثمة فرصة كبيرة للتطبيع مع إسرائيل بالشرق الأوسط والتحدي يكمن في استغلالها". ونظرا للدمار الذي لحق بمناطق واسعة جراء القصف والعمليات العسكرية، يواجه سكان القطاع صعوبة في إيجاد مكان للعيش حتى متى انتهت الحرب. وأظهر فيديو دمارا واسعا في مخيم المغازي وسط القطاع الثلاثاء، حيث هدمت مبانٍ بأكملها، وغطى الركام الطرق والشوارع. وعمل سكان على البحث بين الحطام علّهم يعثرون على حاجيات لا تزال صالحة للاستخدام. وقالت فاطمة المصري وهي تقف أمام مبنى تعرض لدمار واسع "حسبي الله ونعم الوكيل. الجيش الإسرائيلي قتلوا الشباب والأطفال ودمّرونا ورمونا في الصقيع والبرد، لكننا صامدون". وأضافت متوجهة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو "أسراك عندنا، اذا أردت أن تحصل عليهم، فُكّ الحرب". وخلال هجوم حماس خُطف نحو 250 شخصًا واحتجزوا رهائن، لا يزال 132 منهم في القطاع، وفقًا للسلطات الإسرائيلية. وقضى 27 رهينة في الأسر وفق تعداد بناء على أرقام معلنة. وأكدت سلطات كيبوتس بئيري في جنوب إسرائيل الثلاثاء إنّ الرهينتين اللذين أعلنت حماس الإثنين أنّهما قتلا بقصف للجيش الإسرائيلي، قد "تمّ قتلهما". كذلك أطلق سراح أكثر من مئة رهينة بموجب هدنة في أواخر تشرين الثاني/نوفمبر، لقاء الإفراج عن 240 معتقلاً فلسطينيا من سجون إسرائيلية، وفق وساطة قادتها قطر بالتعاون مع مصر والولايات المتحدة. وأعلنت الدوحة الثلاثاء أنّ إسرائيل وحماس توصلتا بوساطتها وبالتعاون مع باريس إلى اتفاق "يشمل إدخال أدوية وشحنة مساعدات إنسانية إلى المدنيين في قطاع غزة، لا سيما في المناطق الأكثر تأثراً وتضرراً، في مقابل إيصال الأدوية التي يحتاج إليها المحتجزون في القطاع". وأعلن المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري أنّ "الأدوية والمساعدات سترسل غداً (الأربعاء) إلى مدينة العريش" المصرية "على متن طائرتين تابعتين للقوات المسلحة القطرية، تمهيداً لنقلها إلى قطاع غزة". وأكد نتانياهو الاتفاق موضحا أن "الأدوية ستنقل بواسطة ممثلين قطريين في قطاع غزة إلى وجهتها النهائية". بدوره، أبدى البيت الأبيض الثلاثاء "تفاؤله" بشأن المباحثات التي تجرى بوساطة قطرية للتوصل إلى اتفاق جديد للافراج عن رهائن محتجزين في غزة. وأوضح الناطق باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جو كيربي "لا أريد أن أقول الكثير بما أن لدينا مباحثات وكلنا أمل بأن تؤتي ثمارها قريبا". وباستثناء هدنة الأيام السبعة أواخر تشرين الثاني/نوفمبر، تواصلت الحرب بلا هوادة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر. وينفذ الجيش الإسرائيلي عمليات قصف من الجو والبر والبحر، إضافة الى عملياته البرية داخل القطاع. في المقابل، تعلن حماس وفصائل أخرى أبرزها حركة الجهاد الإسلامي، أن عناصرها يواصلون التصدي للجنود الإٍسرائيليين في الميدان، وإطلاق رشقات صاروخية نحو إسرائيل. وأعلن الجيش الإسرائيلي مقتل جنديين إضافيين في قطاع غزة، ليرتفع عدد جنوده الذين قُتلوا منذ بدء الهجوم البرّي الإسرائيلي في 27 تشرين الأول/أكتوبر، إلى 192 جندياً.

مشاركة :