تقرير :  تحرك الأكراد لإعلان نظام اتحادي قد يعقّد مباحثات السلام السورية في جنيف

  • 3/17/2016
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

يستعد أكراد سوريا للإعلان غدا الخميس عن نظام اتحادي في المناطق الخاضعة لسيطرتهم في شمال سوريا في خطوة من المرجح أن تزيد من تعقيد مباحثات السلام التي تجري في جنيف بهدف إنهاء القتال المستمر منذ أكثر من خمس سنوات.وسحبت روسيا المزيد من طائراتها الحربية من سوريا ووصلت شحنة جديدة من المساعدات الإنسانية إلى محافظة حلب الشمالية في حين اختار مبعوث الأمم المتحدة بشأن سوريا ستافان دي ميستورا شخصية روسية ضمن فريق مستشاريه في قرار يعكس أهمية الدور الروسي في إنهاء الصراع. لكن رغم صمود اتفاق وقف الأعمال القتالية لأكثر من أسبوعين وقرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بسحب بعض القوات الروسية من سوريا بعدما قلب وجودها موازين القوى لصالح قوات الرئيس بشار الأسد إلا أن الأمل في تحقيق انفراجة خلال مباحثات السلام مازال ضئيلا. وقالت وزارة الدفاع الروسية اليوم الأربعاء إنها سجلت عشرة انتهاكات جديدة للهدنة في حين يبدو أن الأكراد يتجهون لإدارة شؤونهم بأنفسهم بعد استبعادهم من مباحثات جنيف -التي بدأت يوم الاثنين الماضي- وقرروا ضم ثلاث مناطق يسيطرون عليها تتمتع بإدارة ذاتية فيما سموه النظام الاتحادي الديمقراطي لروج آفا- شمال سوريا. وتتمتع المناطق الثلاث بالفعل بإدارة ذاتية وبينما لم تتضح بعد ملامح النظام الجديد فإنه لم يشمل أي إشارة للانفصال عن سوريا. وسيعلن الاتفاق الجديد غدا الخميس بعد أن أقره مؤتمر عقد في مدينة رميلان التي يسيطر عليها الأكراد ولا شك أنه سيثير حفيظة دول مجاورة مثل تركيا التي تخشى أن يؤدي النفوذ المتنامي للأكراد في سوريا إلى إثارة مشاعر انفصالية بين الأقلية الكردية الموجودة على أراضيها. وقال مسؤول بوزارة الخارجية التركية الوحدة الوطنية لسوريا وسلامة أراضيها أمر جوهري بالنسبة لنا. أي شيء بخلاف ذلك سيعد قرارات أحادية لا تتمتع بالشرعية. وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إنها لن تعترف بأي منطقة شبه مستقلة أو حكم ذاتي في سوريا. وتعتبر وحدات حماية الشعب الكردية السورية حليفا مهما للولايات المتحدة ودول أخرى في حملة عسكرية ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا لكن هذا الأمر يمثل نقطة خلاف بين الولايات المتحدة وتركيا حليفتها في حلف شمال الأطلسي. وفي جنيف رفض بشار الجعفري الذي يرأس الوفد السوري في المباحثات بدوره أي حديث عن نموذج اتحادي في سوريا واستبعد التفاوض المباشر مع الهيئة العليا للمفاوضات التي تمثل فصائل معارضة. وقال الجعفري أيضا إن إعلان بوتين سحب جزء من قواته المسلحة من سوريا يوم الاثنين الماضي لم يكن مفاجئا للحكومة السورية ووصفه بأنه قرار مشترك اتخذه بوتين والأسد. ورغم أن بعض المسؤولين والمعلقين الغربيين تكهنوا أن يكون هدف بوتين من إعلان الانسحاب الجزئي لقواته هو إجبار الحكومة السورية على تخفيف موقفها في المباحثات لزيادة فرص نجاحها لكن لم يبد في حديث الجعفري أي مؤشر على التغيير. وجاء الإعلان الروسي مفاجئا للغرب. وأشار بوتين إلى النجاح العسكري الروسي في سوريا كسبب لخفض القوات لكن ثقته في أن التدخل منح موسكو مقعدا على طاولة إدارة الشؤون العالمية كشف عن نواياه. ويؤيد هذا التحليل قرار دي ميستورا بتعيين فيتالي نعومكين ضمن فريق مستشاريه. ونعومكين ضابط سابق بالجيش السوفيتي وخبير في شؤون العالمين الإسلامي والعربي وعمل كوسيط في مرحلة مبكرة من المباحثات السورية التي استضافتها موسكو. لكن في حديثه عن الجولة الجديدة من المباحثات قال نعومكين لوكالة الإعلام الروسية لا توجد أي توقعات. الأمر صعب وعملية التفاوض معقدة. ومباحثات جنيف جزء من محاولة دبلوماسية أيدها الأمريكيون والروس لإنهاء الصراع الذي أودى بحياة أكثر من ربع مليون شخص وسبب للعالم أسوأ أزمة مهاجرين وسمح بصعود تنظيم الدولة الإسلامية. وساهم التعاون الأمريكي الروسي بالفعل في إبطاء وتيرة الحرب من خلال اتفاق وقف الأعمال القتالية رغم تسجيل عدد كبير من الانتهاكات. وأظهرت حسابات أجرتها رويترز استنادا للقطات بثها التلفزيون الروسي المحلي رحيل عدد يقل بقليل عن نصف القوات الجوية الروسية عن سوريا خلال اليومين الماضيين. وتحيط السرية بعدد الطائرات التي تحتفظ بها روسيا في قاعدة حميميم الجوية في محافظة اللاذقية السورية. لكن تحليلا لصور الأقمار الصناعية وللغارات الجوية ولبيانات وزارة الدفاع الروسية يشير إلى أن العدد كان في حدود 36 طائرة حربية. وأظهرت اللقطات التلفزيونية أن 15 على الأقل من تلك الطائرات قد حلقت خلال اليومين الماضيين بينها مقاتلات طراز سوخوي-24 وسوخوي-25 وسوخوي-30 وسوخوي-34 لكن لم يتسن لرويترز التحقق من تحركات الطائرات من مصدر مستقل. ورغم الانسحاب الجزئي لا تزال طائرات حربية روسية تنفذ طلعات جديدة ضد مواقع لتنظيم الدولة الإسلامية غير مشمولة باتفاق وقف الأعمال القتالية. المصدر: جنيف : وكالة رويترز

مشاركة :