تمكن ملايين من سكان أمريكا الشمالية والجنوبية من مراقبة كسوف حلقي، غطى خلاله القمر الشمس لبضع دقائق. وأثناء الكسوف الحلقي، يكون القمر بعيدا قليلا عن الأرض مقارنة بـما يكون عليه أثناء الكسوف الكلي، وبالتالي يبدو قطره، للناظرين إليه، أصغر قليلا من قطر الشمس، ما ينتج عنه هذا اللون البرتقالي "الحلقي". ووفق "الفرنسية"، قال مبارك سوكونبي الذي جاء ليعاين الكسوف على هامش مهرجان سنوي كبير لمنطاد الهواء الساخن في ألبوكيرك (جنوب غرب الولايات المتحدة)، إن المشهد أشبه "بالثقب الأسود"، مضيفا "القمر يغطي الشمس ومن ثم هناك دائرة حوله". وشوهد الكسوف بعد ذلك في المكسيك، ثم في أمريكا الوسطى، في هندوراس وكوستاريكا ونيكاراجوا على وجه الخصوص. وكانت كولومبيا أول دولة في أمريكا الجنوبية يسجل فيها هذا الكسوف الحلقي. وفي مركز مراقبة الفلك في بوجوتا، حبس ألف شخص أنفاسهم عند الظهر عندما انكشحت السماء فجأة، وأصبحت مرئية. ثم علت أصوات الضحكات وذرفت الدموع تأثرا. وبثت وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) مقطع فيديو للحدث على موقعها الإلكتروني، مع بث مباشر من نيو مكسيكو وتكساس. وفي أمريكا، كان هذا الحدث بمنزلة مقدمة قبل الكسوف الكلي المرتقب في أبريل 2024. وقالت مادهوليكا جوهاثاكورتا، العالمة في قسم الفيزياء الشمسية في وكالة ناسا هذا الأسبوع: إن هذين الخسوفين- الحلقي والكلي- "سيكونان مثيرين للغاية للبحث العلمي". وأوضحت أنه "خلال كسوف الشمس، يحدث انخفاض كبير في كثافة الإلكترونات في طبقة الأيونوسفير"، وهي طبقة من الغلاف الجوي. وشددت على أنه "حتى لو أن التأثيرات الجوية لكسوف الشمس تشكل محور دراسات منذ أكثر من 50 عاما، فإن كثيرا من الأسئلة لا تزال قائمة". على سبيل المثال، "ما مقدار تأثر طبقة الأيونوسفير؟ وكم يمتد هذا الأمر؟ ولماذا يحدث ذلك؟" وكانت ناسا قد أعدت إطلاق ثلاثة صواريخ سبر من قاعدة وايت ساندز العسكرية في نيو مكسيكو: واحد قبل الكسوف، وواحد أثناءه، وواحد أخير بعد الحدث. ويهدف ذلك إلى جمع بيانات عن المجالات المغناطيسية والكهربائية، وكثافة الإلكترونات، ودرجة الحرارة التي انخفضت بسبب الظل الناتج عن القمر. وقد يؤدي هذا أيضا إلى اضطرابات لدى الحيوانات. حدث كسوف كلي في عام 2017 في أمريكا. وبعد أبريل، يرتقب الحدث التالي من هذا النوع في عام 2044 في البلاد. وسيكون كسوف كلي مرئيا أيضا في إسبانيا في أغسطس 2026.