تسبب دخول العمالة السائبة إلى سوق لقاح النخل، في إحداث فوضى وعشوائية في عمليات البيع، نتج عنها كثرة الغش، وهروب الباعة السعوديين، فضلا عن انخفاض الأسعار، حيث يستغل بعض العمالة الحدائق العامة، للحصول على لقاح من فحول النخل، وبيعه قبل نضجه، وعرضه بأقل الأسعار، الأمر الذي أدى إلى تدهور اقتصادي في هذا القطاع. ورصدت "الاقتصادية" من خلال جولة ميدانية مخالفات وعشوائية في منافذ البيع، حتى وصلت العشوائية إلى تخصيص مواقع غير مرخصة لبيع اللقاح بالقرب من مبنى المحكمة العامة في الرياض. وأوضح سعيد المرشدي أحد الباعة - يعمل في مجال لقاح النخل منذ أكثر من25 سنة -، أنهم يعانون منذ سنوات طويلة من سوء تنظيم عملية بيع وشراء لقاح النخيل، إضافة إلى عدم وجود مواقع مخصصة للبيع والشراء، الأمر الذي دفع البعض إلى تخصيص أسواق في أماكن غير مناسبة تتسبب في فوضى مرورية، فضلا عن الأضرار التي تلاحق المواطنين والمقيمين نتيجة العشوائية في هذه المواقع. وقال المرشدي إن العمالة السائبة تسيء لسمعة سوق لقاح النخيل، الذي يعد مهنة تخصص فيها الآباء والأجداد، حيث إنهم يسوقون للقاح غير نافع، ما يتسبب في ضرر التمر وإفساد نخل المزارع ، إضافة إلى ميل بعض العمالة لممارسة الغش عن طريق وضع الصالح في الواجهة وفي الأسفل اللقاح الفاسد. وأفاد أن أغلبية العمالة السائبة لا يمتهنون زراعة النخيل، وليس لديهم خلفية كافية عن اللقاح ونوعيته وصلاحيته، بل همهم البيع بأي ثمن دون الاكتراث للعواقب. وأكد أبوعبد الله الحميد أحد الباعة - يعمل في بيع لقاح النخل منذ أكثر من 16 سنة -، أن معاناتهم ليست بالجديدة، حيث إن هذه المعاناة تتكرر في موسم اللقاح كل عام، مطالبا بعمل سوق خاص لهم مثل سوق بريدة في القصيم، الذي يعد مثالا جذابا لسوق لقاح النخيل، كما أنه لا يسمح بدخول اللقاح غير الصالح للنخيل، إضافة إلى سوق المدينة المنورة الذي يستفيد منه المزارعون، لتنظيمه الجيد في عملية البيع والشراء. ودعا البلديات إلى النزول لتلك المواقع لمراقبة نوعية اللقاح، والتأكد من عدم دخول لقاح غير صالح للاستخدام، فضلا عن تنظيم السوق، للحد من الغش والفوضى، مبينا أنه يفكر في ترك المهنة نهائيا، التي استولت عليها العمالة السائبة منذ سنوات طويلة. من جهته، أكد لـ"الاقتصادية" المهندس أنور قلم، مدير قسم السلامة في أمانة الرياض، أن الأمانة حريصة على عملية تنظيم مثل هذه الأسواق، موضحا أنهم سوف يأخذون بعين الاعتبار رصد "الاقتصادية" لهذه المخالفات والعشوائية. بدوره، قال لـ"الاقتصادية" المهندس محمد الحسيني رئيس مركز النخيل والإنتاج في وزارة الزارعة، إن اللقاح الفاسد أو غير الناضج، يتسبب في خسائر اقتصادية فادحة على المزارع والدولة. يشار إلى أن موسم لقاح النخيل يبدأ مع نهاية فصل الشتاء من كل سنة، وبداية دخول الصيف، ويصل سعر طلع النخلة أو جني النخلة المتمثل باللقاح من 10 إلى 20 ريالا حسب بداية الموسم ونهايته، ويصل في وقت "تفليق" النخل، الذي يعد وقت ذروة الطلب إلى 25 ريالا.
مشاركة :