مكتب العاصمة واس يلفت نظر زوّار معرض الرياض الدولي للكتاب صورة مبنى قديم يتوسط مدينة الرياض القديمة شيّد بأمر الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله على نفقته الخاصة قبل 79 عامًا، ليكون مسكنًا لطلبة العلم الذين يأتون إلى الرياض في ذلك الزمن من مختلف مناطق ومحافظات المملكة لدراسة القرآن الكريم، والعلوم الشرعية على أيدي بعض المشائخ، وأطلق عليه مسمى رباط العلم، واستمر السكن فيه 16 عامًا، حيث أزيل المبنى بعد قرار تطوير مدينة الرياض والتوسع في مساحاتها. وأطلق أهالي الرياض مسمّى رباط العلم على هذا المبنى بوصف الرِباط يُطلق على من يرابط في سبيل الله وطلب العلم وفقا للمؤرخ المعروف راشد بن محمد بن عساكر، الذي أوضح في حديث لـ واس أن مبنى الرباط بناه البنّاء حمد بن قباع على شكل مستطيل يمتد من الجهة الشرقية من مدينة الرياض القديمة إلى الجهة الغربية منها، وبدأ السكن فيه عام 1358هـ واستمر إلى عام 1374هـ. وبحسب المؤرخ العساكر فقد بُني رباط العلم في ميدان دخنة في الجزء الجنوبي خلف سوار مدينة الرياض القديمة التي كانت محاطة بأسوار وتسعة أبواب، ويتكون من طابقين (سفلي وعلوي) والسفلي يضم عددًا من محلات بيع المواد الغذائية بالجملة ويعود ريعها إلى تأمين مسكن رباط العلم، والعلوي يضم 50 غرفة صغيرة لسكن الطلاب تستوعب كل غرفة ثلاثة إلى أربعة طلاب، ويمنح الطالب المتميز منهم في الدراسة غرفة مستقلة لتشجيعهم على العلم، بينما في الجهة المقابلة للمبنى يقع الميزان الكبير الذي يتوسط السوق. وأشار إلى أن الملك عبدالعزيز آل سعود رحمه الله اهتم ببناء ذلك المبنى لعنايته بطلبة العلم الذين يأتون من خارج مدينة الرياض بعد توحيد المملكة، وتزايدت أعدادهم في تلك الحقبة، مفيدًا أن الملك المؤسس رحمه الله وجه كذلك بصرف مكافأة شهرية لطلبة العلم في رباط العلم تتراوح مابين 15 إلى 50 ريالاً، تُصرف لهم إما عن طريق أموال نقدية أو بإعانة عينية تتكون من : التمر، والبر، إلى جانب تزويدهم بالإعاشة اليومية التي تأتيهم من قصر خريمس الموجود في داخل مدينة الرياض. وبين أن موقع مبنى رباط العلم كان يقوم على المحكمة الكبرى سابقًا في الرياض، وحاليًا دخل ضمن مساحة الجامع الكبير في دخنة المسمى في هذا الوقت ( مجامع الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله -).
مشاركة :