سفير المكسيك لـ «الجريدة•»: الكويت أصبحت وطني الثاني وهي بلد رائع للدبلوماسيين

  • 10/19/2023
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

عشية مغادرته الكويت بعد نحو ثماني سنوات أمضاها سفيراً لبلاده المكسيك، أعرب ميغيل آنخيل إيسيدرو عن حزنه الشديد لنهاية مهمته في «الكويت... وطني الثاني»، لافتاً إلى عجزه «عن قول وداعاً للعديد من أعز الأصدقاء الذين تعرفت عليهم هنا، لأنهم أصبحوا جزءاً من العائلة يختارهم قلبك». وفي حوار وداعي خصّ به «الجريدة» قبل ساعات من صعوده الطائرة عائداً إلى المكسيك، قال إيسيدرو: «ستبقى الكويت دائماً في قلبي وعقلي، وسأتطلع دائماً للقاء جميع أصدقائنا الكويتيين الطيبين في المستقبل»، لافتاً إلى أنه سيفتقد «المجبوس، والموسيقى التقليدية، والملابس، ولدي بالفعل دشداشة في حقيبتي». وفيما يلي نص الحوار: • أكثر من 8 سنوات قضيتها في الكويت... أخبرنا عن هذه الرحلة. - بداية أود أن أتقدم بالشكر الجزيل لجريدة «الجريدة» على إتاحة هذه الفرصة لي كي أبعث بهذه الرسالة، لقد كان لي عظيم الشرف أن أمثل بلدي في هذا البلد الجميل والنابض بالحياة. وخلال فترة عملي سفيراً، عملت على تعزيز العلاقات الثنائية بين المكسيك والكويت والترويج للثقافة والتجارة المكسيكية في الكويت. وأنا فخور بأن العلاقات بين المكسيك والكويت أصبحت أقوى خلال فترة عملي، وفي المجال السياسي، قمنا بتنظيم عدة زيارات رفيعة المستوى، أبرزها زيارة الرئيس المكسيكي السابق في يناير 2016. وقمنا بزيادة حجم التجارة بين بلدينا، وخصوصاً في المنتجات الغذائية الزراعية. وقمنا كذلك بتوسيع نطاق التعاون في عدد من القضايا المهمة المتعددة الطرف، وغيرها مثل الترويج للسياحة. وأنا فخور أيضاً أن أقول إن الثقافة المكسيكية أصبحت الآن أكثر تقديراً ومعرفة في الكويت. فقد أقمنا عدداً من الفعاليات الثقافية في الكويت، مثل المهرجانات السينمائية والمعارض الفنية وحفلات «مارياتشي». وعملنا أيضا على الترويج للمطبخ المكسيكي والسياحة في الكويت. كما عملنا على تعزيز الأعمال التجارية المكسيكية في الكويت. • يعتقد بعض السفراء أن الكويت هي أفضل بلد لأي دبلوماسي، فهل تتفق مع هذا القول وماذا أضافت لك هذه التجربة؟ - أؤكد بأن الكويت بلد رائع للدبلوماسيين. وهناك عدة أسباب لذلك: الكويت دولة مستقرة ومسالمة، والكويت بلد متنوع جداً، مما يعني أن الدبلوماسيين لديهم الفرصة للتعرف على الثقافات ووجهات النظر المختلفة، والكويت بلد مضياف جداً، ما يعني أن الدبلوماسيين يشعرون بالترحيب والاحترام. • ما الأشياء التي ستفتقدها أكثر في الكويت؟ - هناك أشياء كثيرة سأفتقدها في الكويت عندما أغادرها. ولكن إذا كان لا بد لي من تسليط الضوء على بعض منها، فهو بالتأكيد الشعب الكويتي، لأنهم من أكثر الشعوب وداً وترحيباً على الإطلاق. إنهم دائماً على استعداد لمساعدة الشخص الغريب، ويجعلونك تشعر وكأنك في وطنك. كما يجب أن أذكر الطعام وسأفتقد بشكل خاص المأكولات البحرية الطازجة والمجبوس. ولا ننسى أن نذكر أن الثقافة الكويتية غنية ونابضة بالحياة. سأفتقد الموسيقى التقليدية والرقص والملابس. ولدي بالفعل دشداشة في حقيبتي. • في كل مناسبة تتحدث عن التقاليد الكويتية... ماذا تعني لك هذه التقاليد؟ - لدى الكويت والمكسيك العديد من العادات والتقاليد المشتركة، فعلى سبيل المثال لا الحصر، أود أن أسلط الضوء على أن مجتمعاتنا تُعنى بالعلاقات الأسرية، وفي المكسيك، كما هو الحال في الكويت، العائلات تحب أن تجتمع خلال عطلة نهاية الأسبوع، وتستمتع بتناول وجبة طعام مميزة وقضاء وقت ممتع مع الأقارب. كان هذا التقليد يذكّرني دائماً ببلدي ويجعل الكويت مكاناً مميزاً لي ولعائلتي. لقد أصبحت الكويت حقاً وطننا الثاني. كما أن العادات والتقاليد الكويتية مهمة بالنسبة لي لأنها تمثل الثقافة والتراث الفريد للشعب الكويتي. إنها وسيلة للتواصل مع الماضي والحفاظ على هوية البلاد. التقاليد الكويتية هي أيضاً وسيلة لإظهار الاحترام لكبار السن والمجتمع. إنها تذكير بالقيم المهمة للشعب الكويتي، مثل الأسرة والضيافة والكرم. ولا يفوتني أن أذكر الديوانية، فهي مكان تجمع كويتي تقليدي للرجال. إنه مكان يمكنهم من خلاله التواصل الاجتماعي ومناقشة الأحداث الجارية وممارسة الألعاب. تعتبر الديوانية جزءاً مهماً من الثقافة الكويتية وهي وسيلة للتواصل بين الناس. • لماذا تشير دائماً إلى قلبك عندما تتحدث عن اقتراب مغادرتك من الكويت؟ - من الصعب أن أقول وداعاً للعديد من أعز الأصدقاء الذين تعرفت عليهم في الكويت. في المكسيك، لدينا رأي مفاده بأن الأصدقاء يصبحون أفراداً وجزءاً من العائلة تختارهم أنت من القلب. لدينا العديد من الذكريات الطيبة التي أحرص على الاحتفاظ بها، كذلك بعض الذكريات الحزينة، أثناء إقامتنا في الكويت. وستبقى هذه الذكريات في قلوبنا مدى الحياة. زوجات الدبلوماسيين... بطلات خلف الستار قال السفير المكسيكي، ردّاً على سؤال عن الدور الذي أدته زوجته خلال عمله في الكويت: «عادة تؤدي زوجات الدبلوماسيين دوراً مهماً جداً في المجتمع الدبلوماسي. غالباً ما يكنّ أول الأشخاص الذين يلتقي بهم الأجانب عندما يأتون إلى بلد جديد. وهن مسؤولات أيضاً عن تمثيل بلدهن وثقافتهن. وغالبا ما تكون زوجات الدبلوماسيين بطلات خلف الستار، لكنهن يؤدين دوراً حيوياً في دعم أزواجهن وتعزيز الدبلوماسية». وأضاف إيسيدرو: «لقد لعبت زوجتي باتريشيا دوراً مهماً جداً خلال عملي هنا، فقد كانت دائماً الداعم الأكبر لي ومن دون هذا الدعم لم أكن لأنجح في عملي بالتأكيد. لقد كانت أيضاً سفيرة عظيمة لبلدنا ومثلت نفسها والمكسيك بكرامة وعزة. وكانت دائماً على استعداد للقاء أشخاص جدد والتعرف على الثقافة الكويتية. إنها مصدر الدعم والمشورة بالنسبة لي».

مشاركة :