بقلم : د. نايف بن عبدالله التويم يعتبر هذا المرض من الأمراض الشائعة في بلادنا خاصة في فصل الشتاء ويعاني من يصاب به معاناة كبيرة حيث إنه يشل الجهة المصابة من الوجه، فيشطح العين (توسعها وعدم إغماضها) ويميل الشفة السفلى مما يؤدي إلى عدم التحكم في الشرب والأكل فهو معاناة لمن يصاب به بما تحمله هذه الكلمة من معنى، وهذا المرض منتشر في العالم منذ القرن التاسع عشر الميلادي واكتشفه الطبيب الاسكتلندي تشالرزبيل bells palsy عام 1829م وأصبح يطلق عليه علميا (مرض بيل نسبة لهذا الطبيب) حيث قام بدراسة هذا المرض ثم قام بوصفه وعلاقته بالعصب السابع الذي يمتد من مؤخرة الرأس إلى أسفل الأذن من ثم للعينين والشفاه (عصب الوجه)، فهو شلل مؤقت ويمتد من أسبوعين إلى ستة شهور على حسب شدة الإصابة وعمر المصاب حيث إن الشباب وصغار السن تقل فترة الإصابة به واصحاب الأمراض المزمنة كالسكر والضغط تطول معهم الإصابة إذا لم يتحكم المصاب فيهما ويصاب به الرجال والنساء خاصة في آخر الحمل لضعف مقاومة النساء في هذه الحالة ويصاب به الصغار والكبار. كما أنه يشفى منه المريض طبيعيا حسب ما أشار المتخصصين في أمراض الأعصاب، ولكن مع هذه المعاناة والانتشار في بلادنا فإن أطباءنا وبعثاتنا التخصصية الطبية لم تتناول هذا المرض المزمن الشتوي في بلادنا ولم يتناوله إلا طبيب واحد بمستشفى الملك فهد بجازان (أحمد بن سليمان النجدي) والذي توصل لتشخيصه من خلال جهاز الرنين المغناطيسي ونال على هذا الاكتشاف عدة جوائز لمشاركته بهذا البحث في عدة مؤتمرات دولية وسجل له تحت مظلة الاختراعات الحديثة لعام 2013م ولكن مع هذا الاكتشاف القيم لم تتواصل الأبحاث حياله، فهذا الباحث فتح الطريق للباحثين من أبناء هذا الوطن لمواصلة البحوث حيال هذا المرض الذي مازال الطب حائرا فيه، هل هو وراثي أم فيروسي يصاب به الفرد بالعدوى أم بيئي بسبب اختلاف البيئة بين الحرارة والبرودة لأنه أطلق عليه مرض الشتاء إلا انه أصيب به بعض المواطنين في فترة الصيف كذلك بالنسبة لعلاجه فالمواطنون ما زالوا حائرين في علاجه فمنهم من يعتمد على الكي ومنهم من يعتمد على الأعشاب ومنهم من يعتمد على العقاقير الطبية والعلاج الطبيعي ومنهم من يعتبره نوعا من الحسد أو مس من الجن يعالج بالورد اليومي من القرآن والسنة، فما زال المواطن حائرا في علاجه، فهل توجه وزارة الصحة ووزارة التعليم العالي منسوبيها من الأطباء خاصة البعثات الخارجية لتناول هذا المرض الذي يعاني منه المواطنين، وحاولت التواصل بالأخ الدكتور (أحمد النجدي) لمعرفة هل واصل بحثه بعد التشخيص للوقاية منه ومن ثم العلاج هذا ما نأمل أن نعرفه منه؟ نقلا عن المدينة
مشاركة :