«العصب السابع».. شلل نصفي بالوجه

  • 2/26/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

يحتوي جسم الإنسان على نوعين من الأعصاب، نوع يخرج من الجهاز العصبي الموجود داخل الجمجمة، وتسمى الأعصاب المخية، وأعصاب تخرج من أجزاء الجهاز العصبي الموجودة بالعمود الفقري، وتسمى الأعصاب الشوكية، ويوجد من هذه الأعصاب زوجان من كل عصب تغذي كل جانب من جوانب الجسم، ويطلق عليها أسماء تأخذ اسم المنطقة التي يخرج منها العصب، أو رقم يميزه عن غيره من نفس المنطقة، والأعصاب المخية تتكون من عشرة أزواج، منها زوج مسؤول عن حركة عضلات الوجه التي تتحكم في التعبيرات التي تظهر عليه، وهو العصب الذي يحمل رقم سبعة، إضافة إلى تغذيته لعضلات الوجه فإن له وظائف أخرى، منها تغذيته لجزء من اللسان وبعض الغدد اللعابية والدمعية، يسلك العصب السابع طريقاً شائكاً ومعقداً قبل أن يصل إلى الأجزاء التي يغذيها حركياً وحسياً، وربما يكون هذا هو السبب الذي يجعله أكثر عرضة للإصابة، ويتضمن نوعين الأول حركي وهو الأكثر انتشاراً، والثاني حسي ويسمى أيضاً بالعصب الوجهي، حيث يعطي الأوامر الخاصة بتعابير الوجه المتعددة، مثل الابتسامة، والعبوس والضحك والبكاء، وللعصب الوجهي أهمية كبيرة، فيقوم بتحفيز وتغذية الغدد اللعابية والدمعية، وكذلك عضلة الركابة في الأذن الوسطى، وهو المسؤول عن الحاسة التذوقية، وفي حالة أي خلل في العصب السابع يصاب الشخص بشلل الوجه النصفي أو «شلل بيل»، نسبة إلى أول من قام بوصفه الطبيب الإسكتلندي تشارلز بيل في القرن التاسع عشر، وتحديداً في عام 1821، حيث قام بتوضيح وشرح مكونات عصب الوجه ووظائفه، ويتعرض لهذا المرض الأشخاص الذين تخطوا سن الأربعين، لكنه من الممكن أن يصيب بعض الحالات في مختلف الأعمار، فيتعرض للإصابة به الأطفال والنساء والرجال، لكن النساء الحوامل يصبن بهذا المرض أكثر من الأطفال والرجال. الفيروس والوراثة والسكري يمكن لعدة أمراض أن تسبب شللاً في عضلات الوجه منها جلطات أو أورام في المخ، لذا يجب التحقق أولا، فإذا لم يثبت أي مسبب منها لهذا الشلل، فحينئذ يعرف بأنه «شلل بيل» أو التهاب العصب السابع، وظل هذا المرض مجهول السبب لعقود طويلة، إلا أن العديد من الأبحاث والدراسات الحديثة مؤخرا أشارت إلى أن سببه إصابة بفيروس، كالمسبب للبرد العادي، وعندما يصيب العصب ينتفخ قليلا بفعل التهاب العدوى، ما يسبب انحشاره في القناة الضيقة التي يمر خلالها للخروج من الجمجمة لتغذية العضلات في الخارج، والبعض يقول إن سببه يرجع لعامل نفسي، وهناك عدد من الأسباب الأخرى التي من الممكن أن تلعب دورا في الإصابة به، منها العوامل الوراثية، ولها دور في إصابة ما يزيد على 10% من الحالات، والأمراض الفيروسية مثل الحصبة والنكاف، والتقلبات الجوية، والتعرض المفاجئ للتيارات الهوائية الباردة، حيث تزداد نسبة الإصابة بهذا المرض في فصل الشتاء، وأيضا الحوادث الرضية والعمليات الجراحية، وكذلك الحوادث الدماغية الوعائية، والأورام الدماغية والقحفية، والمصابون بمرض السكري يتعرضون لشلل العصب أربع أضعاف غيرهم، كما تكون النساء عرضة للإصابة به أكثر بثلاث مرات في الأشهر الأخيرة من الحمل.وجه مشوه وانطواء يبدأ مرض التهاب العصب السابع بشكل مفاجئ وحاد، ويؤدي إلى تشوه وجه الشخص المصاب بهذه الحالة المرضية، ومن ثم يعاني حالة نفسية صعبة، وهناك الكثير من الأشخاص المصابين بهذا المرض يصبحون انطوائيين، ويتجنبون الاحتكاك بالآخرين، وفي هذا الالتهاب يحدث ارتخاء في أحد جانبي الوجه، وعدم القدرة على إغماض العينين، وتنزل السوائل من جانب الفم، وتغيب التجاعيد الطبيعية للجبهة، ومن الممكن أن يصاحب هذه الأعراض ألم خلف إحدى الأذنين، ويمكن للأعراض أن تزداد سوءا خلال الـ 48 ساعة التالية لبدء المرض، حتى مع العلاج المبكر. من الأعراض المصاحبة أيضاً التغير في شكل الوجه فينحرف الفم إلى أحد الجانبين، ويظهر ذلك بشكل واضح عندما يقوم الشخص بالضحك أو الابتسام، وفي دموع العين في الجهة المصابة، ومن الممكن أن يحدث جفاف في العين، نتيجة عدم القدرة على غلقها، وذلك بسبب ضعف عضلات الوجه، وجفاف في الفم، وربما تغير في حاسة التذوق، والشعور بتنميل حول محيط الشفتين، في النصف المصاب من الوجه، وحدوث اضطراب عند تناول الطعام، أو عدم الشعور به في الفم، وصعوبة في الكلام وكذلك الصوت، الإحساس بالصداع، حساسية شديدة تجاه الأصوات، ويفقد المريض القدرة على التصفير أو النفخ.تدابير احترازية ينقسم هذا المرض إلى 3 أقسام، النوع الأول الإصابة المعتدلة أو البسيطة، والتي تؤدي إلى ما يعرف بالشلل المؤقت للعصب، ويكون الشفاء في هذه الحالة سريعاً، والنّوع الثاني الإصابة المتوسطة فيحدث تدهور وانتكاس للعصب خلال أسبوعين إلى 3 أسابيع، إلّا أنّ الشفاء التام يستغرق حوالي الشهرين، والنوع الثالث الإصابة الخطيرة فيحدث الانتكاس خلال مدة قصيرة من 3 إلى 5 أيام ويتطلب الشفاء منه وقتاً طويلاً، وربما يفشل العصب الوجهي في الشفاء، ما يؤدي إلى نمو ألياف عصبية جديدة تتصل بعضلات الوجه بشكل خاطئ، وهو ما يؤدي إلى ضرر أو إعاقة دائمة ويسمى بالتزامن أو الالتحام، ويتم اكتشاف المرض عندما يقوم الطبيب بفحص وجه الشخص المصاب، والاستماع إليه عندما يصف أعراضه، وإذا لم يستطع الطبيب تحديد وتشخيص المرض بدقة يلجأ إلى مرحلة التخطيط الكهربائي والمعروف باسم MEG، حيث يستخدم الأطباء في بعض الأحيان الأشعة السينية، أو الرنين المغناطيسي MRI، وذلك للتأكد من سبب حدوث المرض وعدم وجود أسباب أخرى، لأنه في بعض الحالات يمكن أن يختلط الأمر مع أمراض أخرى كالجلطة أو نزيف المخ أو بعض الأورام، وهناك عدد من التدابير يمكن استخدامها للوقاية من هذا المرض، منها ضرورة استعمال الدموع الاصطناعية للحفاظ على قرنية العين، ومنع تعرضها للجفاف وبالتالي للتقرح الخطير، كذلك حماية العين من الأشعة الشمسية ومن الأنوار المبهرة باستعمال النظارات أو حتى بتغطية العين برقعة من القماش أو بضمادة طبية إذا لزم الأمر.3 أنواع يستغرق علاج العصب السابع وقتا حتى يأتي بنتيجة جيدة، ومن الممكن أن تتحسن بعض الحالات خلال أسابيع، لكن في معظم الحالات يتعافى العصب بعد مرور فترة من الزمن، تتراوح ما بين عدة أسابيع إلى بضعة أشهر، وتكمن أهمية العلاج في وقف أو تقليل الالتهاب، وتخفيف الضغط على العصب في موضع انحشاره، والعناية بالعين والعضلات، ويشتمل العلاج على 3 أنواع، الأول الدوائي يرتكز على الأدوية التي تحتوي على الكورتيزون مثل «البريدنيزون» بالجرعة المناسبة (من 60 إلى 80 ملغ)، وإنقاص الجرعة تدريجياً خلال الخمسة أيام الأخرى، وهناك سيناريو علاجي آخر تمخض عن دراسة حديثة أجريت على عدد من المصابين تم فيها إعطاؤهم الكورتيزون مدعوماً بجرعات من عقار «اسيكلوفير» في الأيام الثلاثة الأولى من المرض، وذلك لمدة عشرة أيام، فكانت النتائج أفضل مما عليه الحال عند إعطاء الكوتيزون وحده، لكن تلك النتائج ما زالت محل دراسة وبحث، العلاج الثاني وهو الطبيعي، وهذا العلاج يعتبر فعالا في حالة تشنجات وشلل الوجه النصفي، وفي الكثير من الحالات يبدأ هذا العلاج في مرحلة التشخيص، حيث يقوم الطبيب المخصص باختبار وتقييم حالة المريض، ثم يضع خطة علاجية خاصة به ويشتمل على تمارين الوجه الحركية وعلاج بالكهرباء، فيقوم الأخصائي بالعلاج الطبيعي باستخدام الجهاز الكهربائي المنبه لتنشيط الأعصاب الأساسية المغذية للوجه وتحفيزها، والعلاج الثالث الجراحي، في الحالات التي لم تشف بعد، إلّا أنّه من الأمور المثيرة للجدل بين الأطباء لخطورته في حالات شلل الوجه. أخطاء شائعة يصيب المرض كل الأعمار، ولكنه أكثر شيوعاً في الفئة العمرية من 10 إلى 30 سنة، ولدى أولئك الذين تجاوزوا السبعين من العمر، وتعتمد مدة الشفاء على نوع الإصابة إلا أن نسب الشفاء تتجاوز 80 % من الحالات، وهناك أخطاء شائعة يقع فيها المصابون، أولها الإكثار من مضغ اللبان (العلكة)، بحجة أن هذا تمرين لعضلات الوجه، وهذا خطأ لأن عضلات المضغ تغذى بالعصب الخامس وليس السابع، والإكثار من مضغ اللبان وخصوصاً في المراحل الأولى للمرض قد يؤذي عضلات الخد، التي تكون مرتخية بسبب المرض، والثاني إبقاء المريض في غرفة مظلمة، أو ارتداء نظارات سوداء، وهذا يسبب إرهاقاً نفسياً للمريض بدون داع يمكن أن يسبب تأخر الشفاء، وحماية العين تكون من الأتربة لأن الجفون لا ترمش بالشكل الطبيعي وليس من الضوء، والثالث منع المريض من تناول بعض الأطعمة، والعكس صحيح فالمريض بالتهاب العصب السابع يجب أن يتناول طعاماً متنوعاً ومتوازناً غنياً بالفيتامينات والأملاح المعدنية، ولا توجد أية أطعمة يمنع منها مريض التهاب العصب السابع، إلا إذا كان يعاني ارتفاعاً في السكر فهنا يجب عليه اتباع إرشادات طبيب السكر بالنسبة للطعام والدواء.

مشاركة :