سوريات يتبنين "السياسة المؤنسنة" لحلحلة عقد "الأزمة السورية"

  • 3/18/2016
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

أكدت السيدة ديانا جبور عضو المجلس الاستشاري النسائي السوري في محادثات "جنيف" لـ CNN بالعربية أن: "الحل للأزمة السورية هو سياسي، ولا ينبغي أن يكون غير ذلك، فالسلاح لن يجلب إلا المزيد من الدمار، والعالم أدرك كون النار تحرق الجميع، مع وجود كم هائل من التفاعلات والتعقيدات، وبات هناك مصلحة للجميع بمعالجة الأمر عبر الطرق السياسية والسلمية، ومَنْ يصر على الشروط المسبقة، يضع العربة قبل الحصان." تصريحات جبوّر لـ CNN بالعربية أتت خلال تواجدها في جنيف، لمواكبة استئناف الجولة الثالثة من المحادثات بين الحكومة السورية والمعارضة منتصف مارس/ آذار الجاري، بعد تعليقها مطلع فبراير/ شباط الماضي، حيث تستكمل عملها مع سيدّات سوريّات أخريات يمثلن توجهاتٍ سياسية مختلفة من "الأزمة السوريّة"، ضمن إطار المجلس الاستشاري النسائي السوري، الذي شكلّه مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا "للاستفادة من المساهمة المجدية للنساء السوريات، وإيصال أفكارهن وتوصياتهن، بشأن جميع الموضوعات التي تتم مناقشتها خلال المحادثات، إلى المبعوث الخاص للأمم المتحدة لسوريا." وحول اختيارها لعضوية المجلس أوضحت ديانا جبوّر أنّ معظم مكوناته كانت: "تمثل المعارضة، وبناءً على إرادة السيد دي ميستورا، تم توسيع التمثيل النسائي ليشملني أنا كمستقلة، وموظفّة بمنصب مدير عام لإحدى المؤسسات التابعة للحكومة السورية، (بما تعنيه هذه الثنائية)، وكذلك السيدة إنصاف الحمد بوصفها ناشطة وأستاذة جامعية معروفة في سوريا، ومنتسبة لحزب البعث." ويضم المجلس الذي تترأسه السيدة نوال يازجي أيضاً، كلاً من السيدّات: "ريم تركماني، أميرة حويجة، سوسن زكزك، رجاء التلي، أسماء كفتارو، ماجدولين حسن، منى غانم، ونوبهار ادار"، إلى جانب سيدّة ترفض الكشف عن هويتها لاعتبارات خاصّة بها. ديانا جبّور نوهّت في حديثها لـ CNN بالعربية، لكون: "هذه التجربة تشكّل سابقة في تاريخ الأمم المتحدّة، أن يشكّل مبعوثاً خاصّاً لحل إحدى النزاعات أو الحروب مجلساً استشارياً نسائياً، تؤخذ توصياتهن بعين الاعتبار." ولكن ألا يمكن اعتبار المجلس الاستشاري النسائي السوري، فكرة مشابهة لقوائم "الكوتا النسائية" التي يتم تعيينها في البرلمانات العربية؟ أجابت جبّور على سؤالنا: "لا الأمر هنا مختلف، وأعتقد أن الفكرة نابعة من نوايا حقيقية، بإنصاف دور المرأة، والتعويل على وجهات نظرها، إنسانيتها، ورحابة رؤيتها، ووعيها السياسي، وقد يكون هذا المجلس خطوة لتكريس الحضور النسائي بشكل وزان، في كل فعاليات وتجليّات الحالة السياسية السوريّة، وهذا ما يتوافق مع مطالب النساء السوريّات سابقاً، وحاضراً، ومستقبلاً." وعن تقييمها لجلسات العمل، قالت ديانا جبّور: "التشكيلة الحاليّة للمجلس الاستشاري قدمت صورة إيجابية حول قدرة السوريين على التوافق، عندما تتوفر الإرادة المخلصة، فخلال فترة قليلة، نجحنا في رفع مقترحاتنا، أو توصياتنا للمبعوث الخاص، مع التنويه للنقاط التي شهدت استقطاباً حادّا، وانتهى حولها النقاش للانقسام بين رأيين تبنتهما السيدات المشاركات بالمجلس، وكانت هذه الحالات نادرة لحسن الحظ." وأضافت: "هذا الإنجاز يمكن تلخصيه بالنجاح في التوافق على مصلحة السوريين، وكان لافتاً بالنسبة للمبعوث الخاص دي ميستورا، الذي حيّا قدرة النساء السوريّات على تجاوز التجاذبات السياسيّة، والخلافات الشخصيّة بما يحقق المصلحة العامّة لسوريا، ووقف حمّام الدم الحالي." كيف بدت أجواء النقاش بينكن، بما تمثلنّه من توجّهات سياسية قد تكون متباينة إلى حدٍّ كبير؟ جبوّر فضّلت الإجابة على هذا السؤال بمثال رأت أنّه يمكن أن يشرح الحالة، قائلةً: "طرحتُ ضرورة السعي لرفع العقوبات عن الشعب السوري، وكانت هناك أصوات داخل المجلس قالت إنّ ذلك ليس من أولوياتنا خلال هذه المرحلة، لكن أخريات وهنّ من المعارضة أيضاً دافعن عن الطرح، لأنّ السوريين بكلّ أطيافهم موالاةً ومعارضة، يعانون الويلات بسببها، وليس فئة محددة بولاء سياسي معين، وأفضى النقاش في النهاية إلى تبني التوصية." وفيما يتعلقّ بآفاق عمل المجلس الاستشاري النسائي السوري خلال المرحلة المقبلة أو المراحل التالية من المباحثات، وهل يمكن لأعضائه أن يجلسن ضمن قاعة المفاوضات المباشرة بين الوفود الرسمية، رجحتّ ديانا جبّور أن يكون ذلك ممكناً، بقولها: "هذا ما قاله السيد ميستورا، وتم تخصيص قاعة لنا ضمن مبنى الأمم المتحدة بجنيف، على مقربةٍ من الوفود المفاوضة، لتقديم بعض وجهات النظر، ومتابعة مجريات المحادثات، وحينما تصل لنقطة واضحة المعالم، أو مفترق مفصلي، ويكون المطلوب أن يشمل التمثيل طيفاً أوسع من مكوّنات المجتمع السوري؛ ربما سنكون حاضرين بقاعة المفاوضات إلى جانب المبعوث الخاص، ولكن ليس مع إحدى الضفتيّن." وختمت ديانا جبّور حديثها لـ CNN بالعربية، حول دور المجلس الاستشاري النسائي السوري، وآليات عمله في مباحثات جنيف، بالقول: "حينما نتحرر ولو قليلاً من وطأة الاعتبار السياسي المباشر، ونعود للجذر الإنساني نستطيع التوافق، ونصل لاقتراحات مشتركة للحل تراعي مصلحة سوريا والسوريين... أعتقد أننا نجحنا كسيدّات ضمن المجلس في ممارسة ما يمكن وصفه السياسة المؤنسنة، وهذا ما نأمل بأن يحكم مساعي الأطراف الفاعلة الأخرى، وصولاً لحل ينهي هذه المأساة."

مشاركة :