التصميم سيّد منصات أسبوع الموضة العربي

  • 3/18/2016
  • 00:00
  • 65
  • 0
  • 0
news-picture

وسط أجواء ممطرة تظلل سماء دبي في افتتاح اسبوع الموضة العربي في موسمه الثاني أول من أمس، اكتظت منصة العروض المكشوفة في باحة فندق سانت ريجيتس دبي بحضور كثيف للنقاد والصحافيين والمتخصصين، فالأزياء التي قدمها معظم المصممين، دعمت بروح الابتكار ولم تفتقد إلى الجنون المعهود والشطحات، التي كانت تخلق مواضيع دسمة لا يمل المتابع من الحديث بتشكيلات غردت بالألوان والقصات. إجراءات صارمة خبرة المخضرم كافالييري ماريو بوزيلي- الرئيس الفخري لمجلس الأزياء العربي والغرفة الوطنية للأزياء الإيطالية، أظهرت حرفية وجدية العمل في أجواء تنذر بهطول الأمطار في أي لحظة، ما قد يعرقل سير العروض المكشوفة بباحة الفندق. هذا التوتر والقلق قاد جايكوب أبريان، مؤسس مجلس الأزياء العربي إلى اتخاذ إجراءات صارمة بتسريع دفة العمل وتقليص الفواصل الزمنية بين العروض، ولن نبالغ إن ذهبنا إلى أبعد من ذلك بالقول: إن عروض اليوم الأول انتعشت في تلك الأجواء ودب الحماس والنشاط بين الجميع وأشعلها مصمموها ابتكاراً وحيوية، تحتفل بما قد يكون أهم وأقوى أسبوع في تاريخها، والذي يمكن القول بثقة، إنه بلغ سن الشباب واكتمل عوده. أناقة الصغار مهرجان من الألوان والأقمشة والنقوشات والابتكارات العملية التي يسهل تسويقها، كانت السمة المشتركة بين معظم العروض. أول من أمس، انطلقت فعاليات الأسبوع ولكن بافتتاحية مختلفة مع عارضي الأزياء الأطفال، الذين قدموا أحدث صيحات الموضة العالمية لملابس الصغار التي سيطرت على المشهد وقدمت 5 صيحات منوعة شارك خلالها كل من داربيكو بلانو PINCO PALLINO التى أرسلت عارضيها الصغار بأناقة طفولية راقية لتصاميم ملونة من درجات الباستيل وخفة الأقمشة المعدنية، في حين سارت تصاميم MSGM باتجاه آخر من تدرجات الأبيض والأسود لم تخل من الرشقات المعدنية إلى جانب السترات والمعاطف الشتوية المرحة التي تضج بالألوان على مساحات متعددة من فكرة التصميم، ودخلت تصاميم مسيز بلومارينMISS BLUMARINE عالم الكبار، والتقطت من قوالبها الفخمة بأحجام مصغرة لافتة لانتباه، وبروح أناقة الشارع قدمت دار مسيز غرانتMISS GRANT التي تخوض غمار الرومانسية مع الحفاظ في الوقت نفسه على كلاسيكية المظهر العام المقترن بتفاصيل بريئة، تنبض بالحيوية والألوان والمتعة والقوة والمرح. لوحة متحركة التلاعب على الحجم والنعومة كان ثيمة حاضرة في عرض المصممة الإماراتية حمدة الفهيم، التي عرضت مثالاً يستند إلى دراسة فنية لخطوط كبار المصممين في مزج واع تغلفه بصماتها الواعدة انطلاقاً من دبي التي ظهرت على المنصة المكشوفة خلفية لتشكيلة فنية بكل المقاييس، لكنها فنية عملية جداً، جعلت كل الحاضرات يحلمن بها واستحقت عليها تصفيقات حارة، لعبت على ألوان أكثر توهجاً وتصميمات أكثر انسيابية مع لمسات هندسية، ما يفسر النقوش الخفيفة، جعلت من القطع أشبه ما يكون بلوحات فنية متحركة. الاهتمام بالتفاصيل لحسن حظ أسبوع الموضة العربي في دورته الثانية أن عرض الإيطالية لورا مانتشيني كان مكتمل التفاصيل والأناقة، تعيد إلى الأذهان روائع الأربعينيات الكلاسيكية التي يحن لها معظمنا، فالأنوثة لا تعني كشف مفاتن الجسم، لورا مانتشيني قدمت هي الأخرى مجموعة راقية تعتمد على إبراز الخصر لا إخفائه، مترجمة ذلك بحضور متوازن من خلال استعمالها السخي للأقمشة الفاخرة. و ما يحسب لها في هذه التشكيلة أنها أولت اهتماماً إضافياً للتفاصيل، الأمر الذي بدا واضحاً في كل قطعة، وفي نوعية الأقمشة والخياطة المفصلة واستخدامها المتكرر لتصميم معطفالكاب ومزج خامات الأقمشة ودمج ألوانها بشكل معقد يعتمد على الحرفية والخبرة أقل ما يمكن أن يقال عن هذه التشكيلة إنها تضج بالأناقة والعملية. لمسات عبد محفوظ تتحدى زخات المطر رغم هطول الأمطار الخفيفة والمتوسطة لم يغادر الجمهور مقاعده استعداداً لحضور العرض الأخير، وسط حاله من التأهب والاستنفار من طاقم الأسبوع الذي حرص على توزيع المظلات بامتنان لهذه اللافتة من عشاق الموضة والأوفياء للمصمم العالمي اللبناني عبد محفوظ، الذي وللعام الثاني على التوالي يختم عروض اليوم الأول من أسبوع الموضة العربي من خلال تصاميمه التي لن تجد صعوبة أبداً في اقتحام خزاناتنا هذا الموسم وكأنها بتلات ورد، والتي تستحضر أحياناً أسلوب القرن الثامن عشر، فهي عملية من جهة، لما تضيفه على المظهر من شكل راق يحاكي الهوت كوتير، وأنيقة من جهة ثانية، لما تضفيه على الوجه من إشراق خصوصاً أنها تحدده وتؤطره ليظهر وكأنه لوحة مرسومة. الجميل، تتراقص التصاميم بخفة على إيقاع المطر الذي تصاعدت حدته مع مرور آخر عارضة على المنصة وكأنها مؤثرات فنية متعمده تبنتها الطبيعة احتفاء بالعرض الختامي، حيث جاءت التشكيلة مثالية ومعاصرة من خلال التنوع في الأساليب والخطوط الذي تجعل المتتبع لهذا العرض أن يشعر أن المصمم عبد محفوظ عازم بشدة على تغيير جلده، والكشف عن روح مقاتله من أجل نبذ التقليدية والنمطية من خلال تفاصيل ديناميكية تناشد رياح المعاصرة، ومفتاحها التزاوج الموفق بين الألوان، مثل فستان قصير ناعم باللون الأبيض ونقوش الأزرق، المرأة الهادئة كان لها أيضاً نصيب كبير، مثل فستان طويل يغطي الركبة باللون الأسود بتنورة خضراء تميل إلى الانتفاخ عند الجيوب لتعطي الخصر نحولاً والجسم جمالية ناعمة. وتحلى المصمم عبد محفوظ بالكثير من الجرأة لتغير أسلوبه المعتاد والذي اشتهر من خلاله سواء من حيث الخطوط المعمارية أو التخفيف من البريق. التبرير كان أنه عاد فيها إلى عوالم البساطة الرفيقة الذوق التي استلهم من روحها وخطوطها الكثير. شرح عبد محفوظ هذا التغيير بأنه ضروري بالنسبة لأي مصمم، لأنه جزء من تطوره. مشهد فخ الازدواجية أغرقت المصممة الإيطالية جيادا كورتي تصاميمها من الملابس الجاهزة في فخ الازدواجية بين استخدامها لمسات تزيينية متضاربة وقصات شفافة وجريئة للغاية، ومن ثم جاءت الكشاكش الكثيرة حول العنق أو تحت فستان قصير ناعم مصنوع من الحرير أو الكريب جورجيت، ونقوشات تفتقر إلى التناغم إضافة إلى الفساتين المنسابة التي حددت بعضها أحزمة من القماش اللامع، والكثير من القطع المنفصلة التي لا يمكن تنسيقها نظراً لتجاهلها للحس الفني والذوق. ابتكار معمار الموضة في غمرة رحلة عروض اليوم الأول الاستكشافية للتصاميم تسرق الانتباه المصممة البريطانية جي جوردي خريجة كلية سانت مارتينز المركزية للفنون والتصميم التي عرضت أعمالها الهندسية والمعمارية في العديد من أهم متاحف ومعارض العالم، واليوم تخوض مغامرتها الأولى في تصميم الأزياء انطلاقاً من دبي لتقدم رؤيتها المستوحاة أيضاً من عوالم المعمار الهندسي المتداخل التراكيب على جسد القماش، وتمت إعادة صنع التصاميم الضخمة للدار لتبدو مألوفة وغريبة في آن معاً، إضافة إلى نماذج ناعمة وواضحة المعالم بالتوازي مع القصات العصرية غير المتماثلة.

مشاركة :