بروكسل - وكالات: التقت الدول الـ 28 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي مساء أمس في بروكسل لوضع اللمسات الأخيرة على اتفاق مهم مع تركيا بشأن ملف اللاجئين يثير مضمونه تحفظات كبيرة خصوصاً لدى قبرص، وسط توقعات بأن يسود الخلاف بين القادة قبل لقائهم صباح اليوم الجمعة برئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو. وأكدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أنها ترى فرصة أولى لتسوية جماعية لأزمة الهجرة في إبرام اتفاق مع أنقرة، لكنها رفضت في الوقت نفسه الموافقة على كل مطالب تركيا. وقالت ميركل أمام مجلس النواب خلال المجلس الأوروبي أمس في بروكسل: "سنرى إن كنا سنتوصل إلى اتفاق يمنحنا للمرة الأولى فرصة حقيقية لحل دائم وأوروبي لمسألة اللاجئين". وأضافت المستشارة أن الخطة قيد الدرس حالياً، وتقضي بوجود تحالف مع تركيا من أجل "تقاسم عبء" أزمة الهجرة. وانتقدت ميركل غياب التضامن من قبل بعض الدول الأوروبية بشأن أزمة اللاجئين. من جهته، قال رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك: إن "الهدف واضح وهو اتفاق مقبول من الدول الـ 28 الأعضاء ومن قبل شركائنا الأتراك أيضا". واعترف توسك -في رسالة الدعوة التي وجهها لقادة الدول الـ28- بأن لائحة المشاكل التي يجب حلها قبل إبرام الاتفاق تبقى طويلة، مشدداً على أولوية ضمان تطابق أي اتفاق محتمل بين الجانبين مع قوانين الاتحاد والقانون الدولي. وينص مشروع الاتفاق الأوروبي التركي على موافقة أنقرة على أن تعيد إلى أراضيها اللاجئين السوريين الذين يحاولون التوجه إلى اليونان ثم إلى شمال أوروبا بطريقة غير شرعية، على أن يستقبل الأوروبيون على أساس "طوعي" عدداً مماثلاً من اللاجئين السوريين الذين ينتظرون في تركيا في إطار آلية منظمة. بالمقابل، استبعدت المفوضية الأوروبية أول أمس أي مشروع لما وصفته بـ"إبعاد جماعي" للمهاجرين إلى تركيا، كرد فعل على هذه النقطة التي تعد من أكثر القضايا إثارة للخلاف في الخطة الأوروبية التركية. من جهته، قال رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي إن بلاده تدعم إبرام اتفاق مع تركيا بشأن اللاجئين، كما تدعم تقارب أنقرة مع الاتحاد الأوروبي. وتطالب أنقرة الأوروبيين بإحياء المفاوضات المتعلقة بانضمامها للاتحاد الأوروبي، وضمان حرية تنقل مواطنيها في أوروبا، وبمساعدة مالية أكثر بمرتين من تلك المقرّرة.
مشاركة :