غزة 20 أكتوبر 2023 (شينخوا) نجحت القنوات الدبلوماسية عبر مصر وقطر والأمم المتحدة، وتدخلات عربية وإقليمية، في إبرام أول وساطة بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) بعد 14 يوما من أعنف جولة قتال بينهما في قطاع غزة. وقال مصدر فلسطيني مطلع لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن اتفاقا أُبرم بين إسرائيل وحماس بوساطة قطر ومصر والأمم المتحدة ودول إقليمية، لوقف إطلاق نار غير معلن لعدة ساعات لإفساح المجال لإنجاز ملفين، الأول يتعلق بإطلاق سراح محتجزتين أمريكيتين في غزة ونقلهما إلى مصر من خلال اللجنة الدولية للصليب الأحمر. ويتعلق الملف الثاني بدفع المحادثات بين الأطراف المعنية كافة لإنجاز آلية إدخال أول قافلة مساعدات إلى غزة عبر مصر بما في ذلك منح حرية الحركة والأمان للعاملين في الأمم المتحدة لإجراء الترتيبات اللازمة. وبحسب المصدر، فإن إطلاق سراح الأمريكيتين تم بطلب مصري قطري وعربي لتسهيل إدخال المساعدات الإنسانية على أمل أن يفتح ذلك بابا لفتح ملفات أخرى وصولا بشكل تدريجي إلى "وقف إطلاق نار كامل". وأعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس في وقت سابق اليوم إطلاق سراح محتجزتين أمريكيتين في غزة لدواع إنسانية بوساطة قطرية. وقال المتحدث باسم كتائب القسام أبو عبيدة في بيان مقتضب إنه استجابة لجهود قطرية أطلقت الكتائب اليوم سراح محتجزتين أمريكيتين، هما أُم وابنتها، من قطاع غزة. وتابع أبو عبيدة أن الخطوة تأتي "لدواع إنسانية، ولنثبت للشعب الأمريكي والعالم أن ادعاءات (الرئيس الأمريكي) بايدن وإدارته الفاشية هي ادعاءات كاذبة لا أساس لها من الصحة". وعقب ذلك، أكدت حركة حماس أنها تعمل مع جميع الوسطاء لتنفيذ قرارها بإغلاق ملف المدنيين "حال توفرت الظروف الأمنية المناسبة". ويبلغ عدد الأسرى الإسرائيليين لدى حماس ما بين 200 إلى 250 أسيرا، وفقا لما أعلنته كتائب القسام يوم الاثنين الماضي. وأشار أبو عبيدة حينذاك إلى وجود مجموعة من الأسرى من حملة الجنسيات الأجنبية، مؤكدا الحرص على حمايتهم وتأمينهم واعتبارهم "ضيوفا"، وأن القسام "ستقوم بإطلاق سراح الجنسيات المختلفة" عندما تسمح الظروف الميدانية بذلك. ولم تعلق إسرائيل على هذه التطورات، إلا أن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي قال للإذاعة الإسرائيلية إن الجيش يتحرك بكل الطرق الممكنة لإطلاق سراح المختطفين لدى حماس وتحديد مواقعهم. وأشار المتحدث إلى أن "الغارات ستستمر ولن تتوقف وستطال كل من كانت له يد في مذبحة السبت"، في إشارة إلى الهجوم الذي شنته حماس على إسرائيل في السابع من شهر أكتوبر الجاري. وأعلن الجيش الإسرائيلي في بيان أمس أن هناك 200 شخص محتجزون كرهائن في قطاع غزة، إضافة إلى ما بين 100 إلى 200 إسرائيلي في عداد المفقودين. وشنت حماس قبل أسبوعين هجوما غير مسبوق على إسرائيل تحت اسم "طوفان الأقصى" تضمن إطلاق آلاف القذائف الصاروخية وعمليات تسلل لمقاتلين فلسطينيين داخل الأراضي الإسرائيلية. وعقب ذلك أعلنت حماس عن أسر عشرات الإسرائيليين بينهم ضباط وجنود واقتيادهم إلى قطاع غزة. -- ترقب دخول أول قافلة مساعدات إلى غزة ولا تزال الأنظار مسلطة باتجاه معبر رفح بين قطاع غزة ومصر لدخول أول قافلة مساعدات منذ بدء إسرائيل هجومها العسكري واسع النطاق ردا على هجوم حماس، وفي ظل تحذيرات من كارثة إنسانية شاملة بسبب الهجمات الدموية في قطاع غزة. وقال مصدر فلسطيني مطلع لـ ((شينخوا)) إن قوات الأمن المصري أزالت حواجز إسمنتية وضعتها قبل نحو 10 أيام أمام بوابة معبر رفح تمهيدا لدخول المساعدات. لكن المصدر أكد الحاجة للاتفاق على كافة الترتيبات لحل خلافات بين الأطراف المعنية بشأن الاتفاق على آلية التفتيش للمساعدات قبل دخولها إلى قطاع غزة بما في ذلك تلبية شرط إسرائيل بضمان عدم وصولها إلى حماس. وانتقدت حماس إدخال وتوزيع المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بشكل جزئي واقتصارها على مناطق معينة، ورأت أن ذلك بمثابة عامل ضغط إضافي لزيادة عدد النازحين من السكان. واعتبرت الحركة في بيان أن اقتصار الحديث عن إدخال 20 شاحنة فقط من المساعدات إلى غزة هو محاولة أمريكية إسرائيلية "لخداع الرأي العام بحل الأزمة الإنسانية الكارثية في قطاع غزة" الذي كان يستقبل 500 شاحنة يوميا. ودعت حماس إلى فتح معبر رفح بشكل دائم لنقل الجرحى للعلاج والمساعدات إلى كل مناطق قطاع غزة شمالا وجنوبا برعاية الأمم المتحدة ووكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) وجمعية الهلال الأحمر. جاء ذلك بينما دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من أمام معبر رفح، إلى وقف إطلاق نار إنساني للسماح بإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة "بأسرع وقت ممكن وعلى نطاق واسع". وفرضت إسرائيل منذ بدء الهجوم على قطاع غزة إغلاقا شاملا وقطعت كافة إمدادات الكهرباء والوقود والمواد الغذائية عن السكان، ولاحقا استهدفت معبر رفح مع مصر بغرض منع دخول أي إمدادات إنسانية. وحذر برنامج الأغذية العالمي من أن مخزونات السلع الغذائية الأساسية في قطاع غزة آخذة بالنفاد. فضلا عن ذلك، فإن أولى قوافل المساعدات إلى غزة لم تتضمن كميات من الوقود في ظل أزمة انقطع كامل للكهرباء في القطاع منذ 11 من الشهر الجاري الأمر الذي أدى بدوره إلى إغلاق محطة توليد الكهرباء الوحيدة في غزة. ونزح نحو مليون من سكان شمال قطاع غزة ومدينة غزة منذ السابع من الشهر الجاري إلى جنوب ووسط القطاع يقيم معظمهم في 147 مدرسة تابعة للأونروا ويشتكون حاليا من نقص احتياجاتهم الإنسانية. -- تبادل متقطع للقصف الصاروخي في هذه الأثناء، استمرت الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة. وأعلن الجيش الإسرائيلي أن سلاح الجو يواصل الهجمات على قطاع غزة منذ أسبوعين، مشيرا إلى أن "الحرب ستستمر لأسابيع طويلة". وقال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إن 352 فلسطينيا قتلوا في غارات إسرائيلية على قطاع غزة خلال الـ 24 ساعة الماضية. وبحسب مصادر أمنية فلسطينية، شن الطيران الإسرائيلي نهار ومساء اليوم هجمات في مناطق متفرقة من قطاع غزة مستهدفا منازل سكنية ومقرات مدنية ومواقع لحركة حماس، مما أدى إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى. وذكرت المصادر لـ ((شينخوا)) أن الغارات دمرت عدة أبراج سكنية في مدينة الزهراء السكنية لليوم الثاني، وطالت عددا كبيرا من المنازل بعضها جرى قصفها فوق رؤوس قاطنيها لا سيما في مدينة غزة وشمال القطاع. وفي أحدث تطور، أشارت المصادر إلى أن الجيش الإسرائيلي أنذر مجددا بإخلاء مستشفى (القدس) التابع لجمعية الهلال الأحمر في حي تل الهوا في غزة وطالبت وكالة أونروا بإخلاء مدارسها وإخراج النازحين منها بجوار المستشفى. وبحسب المصادر، رفضت إدارة المستشفى إخلاءها لا سيما أنها تضم أكثر من 400 مريض ونحو 12 ألف نازح من المدنيين الذين لجأوا إلى المستشفى باعتباره مكانا آمنا فضلا عن الطواقم الطبية. في المقابل، تبنت كتائب القسام هجمات صاروخية على مدن القدس وعسقلان واسدود وسديروت برشقات صاروخية. كما أعلنت الكتائب قصف تحشدات لقوات إسرائيلية قرب غزة بقذائف الهاون، ونشرت مقطع فيديو لإسقاط قذيفة مضادة للدروع على دبابة "ميركافا 4" للجيش الإسرائيلي شرق خان يونس جنوب القطاع. إلى ذلك، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة اليوم ارتفاع إجمالي عدد القتلى الفلسطينيين إلى 4137 والجرحى إلى أكثر من 13 ألفا. وأفادت الوزارة بأن لديها بلاغات بأكثر من ألف مفقود أغلبهم من الأطفال يعتقد أنهم لا يزالون تحت ركام الأحياء السكنية المدمرة في مناطق متفرقة من قطاع غزة. وفي الضفة الغربية، قتل فتيان فلسطينيان في مواجهات مع الجيش الإسرائيلي في كل من رام الله ونابلس، وفق ما أعلنت مصادر طبيبة وأمنية فلسطينية. وارتفعت حصيلة القتلى في الضفة الغربية منذ بداية موجة التصعيد الحالية إلى 83 إضافة إلى أكثر من 1300 جريح، بحسب إحصائيات حكومية فلسطينية.
مشاركة :