تقرير إخباري: مساع دبلوماسية بالأردن لوقف إطلاق النار في غزة وسط اشتداد القتال بين إسرائيل وحماس

  • 11/5/2023
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

انعقد اجتماع أمريكي عربي طارىء بمشاركة السلطة الفلسطينية اليوم (السبت) في محاولة لتعزيز الجهود الدبلوماسية لوقف إطلاق النار في غزة، في وقت اشتد فيه القتال الميداني العنيف بين الجيش الإسرائيلي المتوغل في أطراف القطاع ومسلحين من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وفصائل أخرى. وأعلنت إسرائيل في السابع من شهر أكتوبر الماضي حالة الحرب لأول مرة منذ خمسين عاما، ردا على هجوم غير مسبوق شنته حماس على البلدات الإسرائيلية المتاخمة لقطاع غزة، أودى بحياة أكثر من 1400 قتيل إسرائيلي، بحسب مصادر إسرائيلية. -- محاولات لحلول دبلوماسية واستضافت العاصمة الأردنية عمان اليوم اجتماعا على المستوى الوزاري، ضم كلا من الأردن ومصر والسعودية وقطر والإمارات وفلسطين والولايات المتحدة الأمريكية. وقال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي خلال مؤتمر صحفي عقب الاجتماع، إن النقاش كان شاملا وشفافا وعكس "مواقف متباينة". وأكد الصفدي خلال المؤتمر الصحفي الذي ضم وزيري الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن والمصري سامح شكري، الحرص على وقف الحرب في غزة، لافتا إلى أن المواقف أكدت ضرورة إيصال المساعدات الكافية "فورا" إلى قطاع غزة ووقف تهجير الفلسطينيين. فيما دعا شكري إلى وقف إطلاق النار "دون قيد أو شرط". كما طالب بالعمل على إعادة إحياء عملية السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين في أسرع وقت ممكن. من جهته، قال بلينكن عن سبب رفض وقف إطلاق النار في غزة حاليا إن التوصل إلى وقف إطلاق النار الآن يترك حماس في مكانها، وستتمكن من إعادة تجميع قواها وتكرار ما فعلته يوم 7 أكتوبر مرة أخرى. وكشف عن إمكانية التوصل إلى إيقاف مؤقت لإطلاق النار "لأهداف إنسانية" يمكن من خلاله إدخال المساعدات للمدنيين ومنحهم حرية التحرك للوصول إلى أماكن آمنة، وهو "أمر ضروري". وأوردت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا) أن الاجتماع الذي دعا له الأردن، جرى خلاله "بحث السبل لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والضفة بما فيها القدس". وقدم رئيس الوفد الفلسطيني أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حسين الشيخ شرحا تفصيليا للموقف الفلسطيني، وطالب بـ"الوقف الفوري للعدوان الإسرائيلي" على غزة، مشددا على "ضرورة تجنيب المدنيين ويلات الحرب". وأكد ضرورة فتح "ممرات انسانية دائمة" بأسرع وقت ممكن، مشيرا إلى أن "الحلول الأمنية والعسكرية لن تؤدي إلا للمزيد من إراقة الدماء واستمرار دوامة العنف". وشدد الشيخ على أن "قطاع غزة هو جزء لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية"، وأن الحل السياسي "يجب ان يكون شاملاً". -- اشتباكات من نقطة صفر في هذه الأثناء، استمرت حدة الاشتباكات وسمع دوي الانفجارات في عدة محاور من جنوب وشمال وغرب مدينة غزة بين مقاتلين من حماس وفصائل أخرى، مع قوات الجيش الإسرائيلي المتوغلة بريا منذ عدة أيام. وأعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحماس تدمير وإعطاب مقاتليها خلال اليومين الماضيين 24 آلية عسكرية خلال توغلها في قطاع غزة. وقال الناطق باسم الكتائب المكنى "أبو عبيدة" في كلمة صوتية إن الآليات المستهدفة للجيش الإسرائيلي تنوعت بين دبابة وناقلة جند وجرافة. وأضاف أن كتائب القسام تقاتل في "محاور تقدم الجيش الإسرائيلي في شمال غرب مدينة غزة وجنوبها وبيت حانون شمال القطاع، وأنها "وجهت ضربات بصواريخ موجهة مضادة للدروع تجاه الآليات العسكرية الإسرائيلية". ونشرت كتائب القسام مشاهد مصورة من "التحام" مقاتليها مع قوات الجيش الإسرائيلي على مشارف مخيم الشاطئ وحي الشيخ رضوان في مدينة غزة وتدمير 10 آليات واعتلاء إحداها. وظهر اليوم أعلنت القسام مهاجمة عناصرها قوة إسرائيلية متحصنة في مبنى شمال غربي مدينة غزة، والاشتباك معها بالأسلحة الرشاشة والقنابل، مؤكدة الإجهاز على 5 جنود وإصابة آخرين. كما أعلنت أنها استهدفت ميناء "إيلات" بصاروخ (عياش 250) فيما قالت وسائل إعلام إسرائيلية إنه تم اعتراض الصاروخ. وتبلغ المسافة بين غزة وإيلات 250 كيلومتراً وهي أبعد مسافة تصل إليها صواريخ حماس حتى الآن. بموازاة ذلك، أفادت كتائب القسام بأنه منذ السابع من أكتوبر حتى الآن، تسببت الغارات الإسرائيلية في فقدان أكثر من 60 رهينة من الإسرائيليين لديها في غزة. وقالت في بيان مقتضب إنه "بعد عمليات البحث لا زالت 23 جثة منهم مفقودة تحت الأنقاض حتى الآن، ويبدو أننا لن نستطيع الوصول إليها أبداً بسبب استمرار العدوان الوحشي على غزة". من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل 4 من جنوده خلال معارك غزة بينهم ضابط "قائد سرية"، وإصابة اثنين آخرين بجروح خطيرة، مما يرفع عدد القتلى العسكريين إلى 29 منذ بدء اجتياحه البري للقطاع. وأكد الجيش استمرار الهجوم البري على قطاع غزة، وقال إنه قتل عددا من المسلحين الفلسطينيين، واكتشف أنفاقا ودمر بنية تحتية لحماس في عدد من المناطق. وأضاف أن الجيش لديه قائمة أولويات فيما يتعلق باغتيال قادة حماس، وان مسؤول الحركة يحيي السنوار على رأس هذه القائمة، مشيرا إلى أن الجيش مستمر في توسيع غاراته. -- نزوح إلى الجنوب ونزح مزيد من الفلسطينيين اليوم من مدينة غزة سيرا على الأقدام إلى جنوب القطاع بعد إعلان جديد أصدره الجيش الإسرائيلي بفتح طريق رئيسي في القطاع لعدة ساعات ، بحسب مصادر محلية وشهود عيان. وقالت المصادر وشهود العيان لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن العشرات من المدنيين النازحين عبروا من فوق مناطق مدمرة ومحطمة في شارع صلاح الدين الذي يربط شمال القطاع وجنوبه. وكان الجيش الإسرائيلي أعلن أنه سيسمح لمن تبقى من الفلسطينيين في شمال قطاع ومدينة غزة باستخدام الطريق لإخلاء المدنيين من مناطق القتال. ونشر الجيش في منشور باللغة العربية على منصة (إكس) أنه "سيسمح بالمرور على طريق صلاح الدين اليوم بين الساعة الواحدة (13:00) والساعة الرابعة (16:00) مساء.. من أجل سلامتكم، انتهزوا الوقت القادم للتحرك جنوبا إلى ما بعد وادي غزة". وتضمن المنشور عبارة "إذا كنتم تهتمون بأنفسكم وبأحبائكم، فاتجهوا جنوبا". وطالبت إسرائيل جميع المدنيين بمغادرة شمال قطاع غزة الشهر الماضي، وحذرت في منشورات أسقطتها من طائرات من لا يمتثل لتلك الأوامر أنه من الممكن تحديده على أنه "شريك بتنظيم إرهابي". وطوّق الجيش الإسرائيلي مدينة غزة الخميس الماضي مع استمراره في قصف مواقع في جنوب القطاع، لكن عشرات الآلاف من السكان رفضوا الرحيل وفضلوا البقاء في منازلهم أو في ملاجيء ومستشفيات ومراكز تابعة للأمم المتحدة.

مشاركة :