ذوو أطفال التوحد يطالبون بمركز في الباحة

  • 3/18/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

طالب عدد من ذوي أطفال التوحد بإنشاء مركز متخصص لاضطراب التوحد في منطقة الباحة، مشيرين إلى أنه وفقا لمختصين فإن بالمنطقة أكثر من 100 مصاب منهم 38 طفلًا في محافظة واحدة، ولفت هؤلاء إلى أن الندوات واللقاءات التي تنظمها بعض الجهات لأطفال التوحد وأسرهم لا تعدو أن تكون استعراضًا للتلميع الإعلامي لهذه الجهة أو تلك دون تقديم خدمة ملموسة لأسر الأطفال الذين يكتوون يوميًا بمعاناة أطفالهم في ظل عجزهم عن تقديم خدمة علاجية وتأهيلية مناسبة لهم،لاسيما أنها لا تتوافر إلا في مراكز باهظة التكلفة خارج المنطقة، فيما استعرضت عدد من الأمهات تجاربهن المريرة في البحث عن ما يخفف معاناة أطفالهن مع هذا الاضطراب السلوكي وانعزالهم عن إخوتهم، معربات عن أملهن في اعتماد مركز مختص بالتوحد. الوزارة من جهتها أكدت على لسان مساعد مدير الشؤون الاجتماعية بالمنطقة أنه تم اعتماد المركز وسيباشر عمله خلال شهرين. جهود ذاتية لمواجهة التوحد تقول أم مالك: إن ابنها (7) أعوام لم تكتشف حالته الا بعد الكشف عند اختصاصيين خارج المنطقة وبدأت في البحث عن مختصين في المنطقة ولم تجد من يستقبلها وقالت: عندما لم أجد من يلتفت لمعاناتي ركزت على تطوير نفسي من خلال مقاطع الفديو والمواقع الرسمية والتواصل مع مختصين خارج المنطقة من خلال الاتصال أو متابعة حساباتهم الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي والحمد لله حالته تتحسن بفضل الله،مشيرة إلى أنها حضرت لقاءات وندوات في المنطقة لأطفال التوحد وأسرهم ولكنها كانت مجرد استعراض للبهرجة الإعلامية وتابعت: في رمضان الماضي وعدنا بفتح مركز متخصص للتوحد بحضور محافظ بلجرشي لكن لم نرَ شيئا على أرض الواقع وعندها قمت بتسجيل ابني في الروضة وتم قبوله في الترم الأول ورفض الترم الثاني مطالبين بتسجيله في التأهيل الشامل، لافتة إلى أنها فقدت الأمل في علاج ابنها لعدم وجود مراكز متخصصة في المنطقة والتكاليف الباهظة لتلك المتوافرة خارج المنطقة، معربة عن أملها في اعتماد الوزارة لمركز متخصص في الباحة لإنهاء معاناة الأسر. انعدام التشخيص وحيرة الأمهات وأشارت سليمة الغامدي إلى أنها لم تكتشف حالة ابنها إلا بعد مرور ثلاثة أعوام من عمره حيث بدأ باعتزال أقرانه ودخوله في نوبات بكاء إضافة إلى تعلقه بالألعاب وعند الكشف عليه في زيارة لأحد اختصاصيي التوحد أكد أن عليه متابعة علاجه في مركز متخصص إلا أنني صدمت بالتكاليف المرتفعة إذ تبلغ تكاليف الجلسة الواحدة ٤٠٠ ريال وكشف اختبار السمع يتجاوز ٣٠٠ ريال بينما إعانة الشؤون الاجتماعية لا تغطي التكاليف لافتة إلى أنها لم تعد تدرك كيفية التعامل مع حالة ابنها وتتحين الفرص لإقامة الندوات واللقاءات لعرضه على مختصين. صعوبات مراجعة المختصين وتقول أم فيصل: إنها كانت تلاحظ على ابنها العزلة وعدم رغبته في اللعب مع أقرانه وإخوته فضلًا عن اضطراب سلوكه وانشغاله لفترات طويلة في لعبة محددة وعند اقامة ملتقى التوحد في الباحة عرضته على مختص وأكد أنه يعاني اضطراب السلوك «التوحد» وعلينا مراجعة مختصين وللاسف تكاليف السفر والاقامة والعلاج خارج المنطقة مكلفة ولم استطع متابعة حالته وأخيرًا استبشرنا خيرًا بوعود المسؤولين في الشؤون الاجتماعية والصحة والتعليم بافتتاح مركز متخصص للتوحد في رمضان الماضي ولم نر شيئا حتى الآن وأملنا كبير في اعتماد الوزارة لمركز متخصص لاضطراب التوحد في المنطقة 100 حالة توحد بالباحة بينها 38 في محافظة واحدة كشف الدكتور صالح السويلم اختصاصي أمراض اللغة والنطق بمستشفى الملك عبدالله بجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن أن وزارة الصحة قامت بمبادرة لعمل احصائية من خلال البرنامج الوطني لاضطراب النمو والسلوك وقد رفعت هذه المبادرة لمجلس الخدمات الصحية وتمت الموافقة عليها ولكنها لا تزال تحت المراجعة والتدقيق مشيرًا إلى أن الاحصائيات الموجودة حاليا والتي تشير الى ٢٠٠ ألف حالة توحد في المملكة غير دقيقة ومجرد اجتهادات صحفية. وقال الدكتور السويلم: إن عدم وجود إحصائية دقيقة لإعداد أطفال التوحد في المملكة ولا سيما منطقة الباحة، يبين العجز في الخدمات التي تعاني منه منطقة الباحة في تقديم الخدمات التخصصية لهؤلاء الأطفال لعدم وجود مراكز تخصصية تقدم إحصائيات دقيقة وجمع البيانات وإعداد البحوث وهناك تواصل مع المختصين في المنطقة بينت وجود أكثر من ١٠٠ حالة منها ٣٨ في إحدى محافظات المنطقة فضلا عن الحالات الأخرى التي لم تسجل ولم تراجع مضيفا: إن المنطقة تفتقر إلى خدمات ما بعد الكشف والتشخيص سواء على مستوى التعليم الأكاديمي أو الصحي وحتى الشؤون الاجتماعية وليس بينها عمل منظم والموجود بعض الاجتهادات من المختصين وشاهدت ذلك عند زيارتي للمنطقة. وأضاف الدكتور السويلم: إن أطفال التوحد بحاجة إلى مراكز متخصصة للتعامل مع هذه الفئة تحديدًا كون هذه الفئة ليس لديها إعاقة عقلية ولا جسدية ومشكلتها في التواصل كما أن عمر اكتشاف اضطراب التوحد لا يتجاوز سبعين عامًا لذلك أرى أنه لا بد من توفر ثلاثة عناصر أولها: توفر الكوادر المدربة مع حاجتها للتدريب المستمر، مؤكدًا وجود عجز كبير في الكوادر المتخصصة ومنطقة الباحة تحديدًا لا يوجد بها مختصون نهائيًا وأغلب أهل المنطقة يزورون المناطق الكبيرة للعلاج ويأتي ثاني العناصر المطلوبة: توفر مراكز تقدم ثلاث خدمات: التشخيص والتأهيل والتدخل المبكر والتعليم الاكاديمي. وآخر هذه العناصر: هي مجموعة خدمة المرضى مهمتها توحيد جهود الوزارات الثلاث: -التعليم، والصحة، والشؤون الاجتماعية- وفكرة توحيد الجهود يتم دراستها حاليا في منطقة الرياض بحيث يسهل على المختص وذوي اطفال التوحد التواصل مع كافة الجهات دون تشتت وتبعثر للجهود. أسر تواجه جملة من الصدمات النفسية عبدالمحسن الزهراني الاختصاصي النفسي في مجال ذوي الاحتياجات الخاصة أكد ان في الباحة ما يقارب من مائة حالة بين المتوسط والبسيط والشديد هذا خلاف الحالات التي رحل بها اسرهم لمناطق أخرى للبحث عن الخدمات، لافتا إلى أن الاسر تمر بجملة من الصدمات النفسية من ولادة طفل مختلف الى تشخيص غير جيد الى خدمات ذات جودة متواضعة إضافة إلى تشتت مراجعاتها لعدد من الجهات مبينا أن الاتجاهات العالمية الحديثة ترفض البيئة المقيدة لاسيما لأطفال التوحد نعم هناك حالات تحتاج لعملية تأهيل ولكن ليس على طول الوقت فلابد من التأهيل ثم الاتجاه بها لمراحل الدمج الكلي هناك حالات توحد تصنف بطيف التوحد البسيط وهذه الحالات مكانها الطبيعي رغم ما يصاحبها من تبعات في المدرسة العادية مع أقرانهم العاديين مع ضرورة توفير غرف مصادر لتقديم الخدمات المساندة. إطلاق مركز للتوحد بالباحة خلال شهرين من جهته قال مساعد مدير الشؤون الاجتماعية بمنطقة الباحة خالد الزهراني: إن وزير الشؤون الاجتماعية خصص جزءًا من وقته للالتقاء بذوي أطفال التوحد والاستماع لمطالبهم مضيفا: إن الشؤون الاجتماعية متلزمة بوعدها في إنشاء مركز للتوحد وقد حصلنا على الموافقات والدعم وقد تم الاعلان عن استئجار مبنى ملائم للتوحد وآخر للرعاية وسيبدأ تجهيزهما والإعلان عن وظائف للمختصين وسيبدأ العمل فيه خلال شهرين بإذن الله. المزيد من الصور :

مشاركة :