اجتذب رجل الأعمال الثري المرشح الجمهوري المحتمل للرئاسة الأميركية دونالد ترامب، بعض الجماهير بخطابه الخشن، لكن هناك مجموعة كبيرة في الولايات المتحدة لم تتأثر بأسلوبه، وهي النساء. وأظهر استطلاع لـ «رويترز/ إبسوس»، أن نصف الأميركيات لديهن وجهة نظر «معارضة جداً» لترامب، ارتفاعا من 40 في المئة كان لهن الرأي ذاته في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي. ورأى مكتب الإحصاء الأميركي، أن زيادة الشعور المناهض لترامب بين النساء قد تمثل مشكلة في سعيه للوصول إلى البيت الأبيض. وتشكل النساء أكثر من نصف السكان في أميركا، وشاركن بمعدلات أعلى من الرجال في كل الانتخابات منذ 1996. وقال الخبير الاستراتيجي الجمهوري ديفيد كارني: «إذا أجريت الانتخابات الرئاسية غداً، ستكون النساء مشكلة كبيرة لترامب، لكن ما زال الوقت أمامه لتجاوزها». ولفت عدد من الأميركيات اللواتي يعارضن ترامب وأجرت «رويترز» مقابلات معهن، الى أن استنكارهن بُني على مجموعة من العوامل منها تعليقاته المهينة عن النساء اللواتي لا يحبهن مثل مذيعة «فوكس نيوز» ميغين كيلي، إلى وجهات نظره المتشدّدة في شأن الهجرة وأسلوب تعامله البذيء مع خصومه. وفي الوقت ذاته، قالت مجموعة من مؤيدات ترامب إنهن أعجبن بصراحته وحديثه المباشر، ويعتقدن أنه قد يعزز موقف أميركا على الساحة العالمية. وتظهر استطلاعات أنه إذا خاض ترامب الانتخابات الرئاسية ضد الديموقراطية هيلاري كلينتون، فإنه يحتمل أن تدعم الناخبات وزيرة الخارجية السابقة بنسبة تصل إلى نحو 14 نقطة مئوية. في غضون ذلك، أفادت شبكة «فوكس نيوز» بأنها ألغت مناظرة بين المرشحين الرئاسيين للحزب الجمهوري مقررة الأسبوع المقبل في ولاية يوتا، بعدما أبلغها ترامب الذي يتصدر المتنافسين أنه لن يحضر لأنه يعتقد أن الجمهوريين «أجروا مناظرات كافية». من جهة أخرى، اعتبرت وحدة المعلومات التابعة لمجلة «ذي إيكونوميست» البريطانية، أن وصول ترامب الى رئاسة الولايات المتحدة سيشكّل خطراً عالمياً بمستوى الخطر الذي يمثله التطرف الجهادي الذي يزعزع الاقتصاد العالمي. وفي تقييمها الأخير لمستوى الأخطار العالمية، صنّفت الوحدة المرشح الجمهوري الأوفر حظاً في المرتبة 12 في قائمة احتلّ فيها «الهبوط المتعثر» للاقتصاد الصيني المرتبة 20. وفي تبريرها لمستوى الخطر، ألقت وحدة المعلومات الضوء على مواقف ترامب ضد الصين وتصريحاته في شأن التشدّد الإسلامي، وذلك عندما دعا الى منع المسلمين من دخول الولايات المتحدة، قائلاً أنهم «يشكلون أداة تجنيد قوية للمجموعات الجهادية». ورفعت أيضاً خطر قيام حرب تجارية في ظل رئاسة ترامب، مشيرة إلى أن سياسته «متقلّبة». وأوردت أن «ترامب كان غالباً عدائياً في شكل استثنائي إزاء التجارة الحرة، بما فيها اتفاق نافتا (اتفاق التجارة الحرة لأميركا الشمالية)، واتهم الصين مراراً وتكراراً بأنها «تتلاعب بالعملة». وأضافت: «اتخذ ترامب أيضاً، موقفاً يمينياً في ما يتعلق بمنطقة الشرق الأوسط والإرهاب الجهادي، بما في ذلك الدعوة إلى قتل عائلات الإرهابيين والقيام بعملية برية في سوريا للقضاء على تنظيم الدولة الإسلامية (والاستيلاء على المنشآت النفطية التي يسيطر عليها». ورأت أن فوز ترامب سيفسد اتفاق الشراكة عبر المحيط الهادئ بين الولايات المتحدة و11 دولة أميركية وآسيوية أخرى، والذي تم توقيعه في شباط (فبراير) الماضي، في حين أن «موقفه العدائي إزاء التجارة الحرة، وعداءه الظاهر للمكسيك والصين، يمكن أن يؤديا إلى حرب تجارية سريعاً». وتابعت: «تزداد خطورة هذه التوقعات في حال حصول هجوم إرهابي على أراضي الولايات المتحدة أو حصول انكماش اقتصادي مفاجئ». وأشارت وحدة المعلومات الى أنها لا تتوقع أن يهزم ترامب منافسته الديموقراطية المحتملة هيلاري كلينتون في الانتخابات، كما لا تتوقع أن يقر الكونغرس اقتراحات ترامب الأكثر راديكالية في حال فوزه في اقتراع تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل. ووصف وزير الصناعة الأسترالي كريستوفر باين، وهو وزير بارز في الحكومة الأسترالية، أمس، حملة دونالد ترامب للفوز بترشيح الحزب الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأميركية بأنها «مرعبة»، محذراً من أنها تعرّض الحزب لخطر الانزواء إذا فاز ترامب بالترشيح. في الوقت ذاته، هاجم الكرملين تسجيلاً مصوراً ترويجياً لترامب، معتبراً أنه يشوذه صورة روسيا. وقال ديمتري بيسكوف، الناطق باسم الكرملين، في تصريح للصحافيين عبر دائرة تلفزيونية: «شاهدت التسجيل ولست متأكداً مما إذا كان (الرئيس) فلاديمير بوتين شاهده. لكن انطباعنا سلبي». ويحاول التسجيل أن يلقي ظلالاً من الشك على قدرة المرشحة الديموقراطية المحتملة كلينتون على التعامل مع بوتين، الذي وصفه بأنه خصم للولايات المتحدة. وفي عرضه لما يعتبره أشد خصوم الولايات المتحدة على الساحة الدولية، أظهر التسجيل الزعيم الروسي وهو يطرح بسهولة منافسه في الجودو أرضاً، قبل أن ينتقل إلى لقطة لمحمد إموازي، عضو تنظيم «داعش» والملقب بالجهادي جون. وانتقل التسجيل بعدها الى لقطة لكلينتون تصاحبها أصوات أشبه بنباح كلب ثم يظهر بعدها بوتين وهو يضحك.
مشاركة :