قالت مصادر فلسطينية وشهود عيان إن الطيران الإسرائيلي زاد من تكثيف غاراته على عشرات المنازل المأهولة خلال الساعات الماضية من اليوم (الاثنين) مما أدى إلى مقتل المزيد من السكان الفلسطينيين في مناطق مختلفة من قطاع غزة. وقال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة في بيان تلقت وكالة أنباء ((شينخوا)) نسخة منه إن سلاح الجو الإسرائيلي شن عشرات الغارات في مختلف أنحاء القطاع استهدفت بعضها بالقصف المباشر أكثر من 20 منزلا وبناية سكنية مأهولة بالسكان أسفرت عن عشرات القتلى ومئات الإصابات، أبرزها استهداف منزل شمال القطاع ما أدي إلى مقتل 17 شخصا فيه. بدورها، قالت وزارة الداخلية في غزة إن 29 قتيلا معظمهم أطفال ونساء جرى انتشالهم جراء قصف إسرائيلي ثلاثة منازل متجاورة في رفح أقصى جنوب القطاع. فيما أعلن الجيش الإسرائيلي أنه هاجم أكثر من 320 هدفا في أنحاء قطاع غزة خلال الساعات الأخيرة، من ضمنها أنفاق تضم نشطاء حماس، وعشرات من مقرات العمليات. وقال اياد البزم المتحدث باسم وزارة الداخلية في غزة إن جيش الاحتلال يرتكب مجازر دموية بحق المدنيين ويزيد من تكثيف غاراته. من جهتها، أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس في بيان عسكري، عن قصف مدينة عسقلان برشقة صاروخية ردا على استهداف المدنيين في غزة. ومساء أمس، أعلنت كتائب القسام عن صد أول توغل بري على أطراف قطاع غزة لقوة من الجيش الإسرائيلي الذي أفاد بمقتل أحد جنوده بإطلاق نار. وجاءت هذه التطورات مع مواصلة إسرائيل التلويح بإتمام الاستعدادات لإطلاق عملية توغل برية في قطاع غزة الذي تصاعدت فيه التحذيرات من نكبة إنسانية بفعل عدم دخول مساعدات وقطع إمدادات الوقود. وأدخلت السلطات المصرية الليلة الماضية قافلة مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة هي الثانية خلال 24 ساعة تحت إشراف الأمم المتحدة بعد تأخرها لساعات بفعل التوتر الميداني في محيط معبر رفح. من جهته، قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية (أوتشا) إن المستشفيات والمراكز الصحية في قطاع غزة على وشك الانهيار بسبب نقص الكهرباء والأدوية والمعدات والكوادر المتخصصة. وذكرت أوتشا في بيان تلقت ((شينخوا)) نسخة منه أنه تتم معالجة أعداد كبيرة من المرضى على الأرض نظراً لعدم وجود أسرة كافية في المستشفيات. وأوضح البيان أن ثمانية مراكز صحية تابعة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) من أصل 22 مركزا تقدم خدمات الرعاية الصحية الأولية. وبحسب البيان، يعالج مستشفى الشفاء في مدينة غزة، وهو الأكبر في القطاع، حاليًا حوالي 5 ألاف جريح، وهو ما يفوق بكثير طاقته الاستيعابية البالغة 700 مريض، بالإضافة إلى ما يقرب من 45 ألف نازح يلجأون داخل المستشفى وحوله. فيما يستوعب مستشفى القدس التابع لجمعية الهلال الأحمر الفلسطينية، الموجود أيضًا في مدينة غزة، أكثر من 400 مريض وحوالي 12 ألف نازح، علما أنه تلقى عدة إنذارات من الجيش الإسرائيلي للإخلاء. وفقًا لوزارة الصحة في غزة، فإن حوالي 130 رضيعا في جميع أنحاء قطاع غزة، يخضعون للعلاج في الحضانات من أجل بقائهم على قيد الحياة، معرضون لخطر متزايد. وحذر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة في غزة من نكبة إنسانية وشيكة في القطاع جراء استمرار الإغلاق الإسرائيلي وإغلاق المعابر أمام إدخال المساعدات. وأكد أن فتح معبر رفح بشكل دائم وتدشين الممر الآمن لإدخال الاحتياجات الحياتية بات ضرورة ملحة وعاجلة جدا لإنقاذ الوضع الإنساني الكارثي في قطاع غزة، وسرعة الاستجابة للأولويات وفي مقدمتها الوقود. فيما قالت وزارة الصحة في غزة إن إدخال عدد محدود من الشاحنات إلى القطاع يشكل 3 % فقط اليوم وأمس مما كان يدخل في يوم واحد، من الاحتياجات الصحية والإنسانية قبل هجمات إسرائيل. وحذرت الوزارة من أن استثناء إدخال الوقود ضمن المساعدات الإنسانية سيبقي الخطر قائمًا على حياة المرضى والجرحى، واستمرار الخدمات المنقذة للحياة. ودفع ذلك المسئولون الطبيون في غزة إلى إطلاق نداء لأصحاب محطات الوقود والسكان ممن لديه أي كمية من السولار بالتوجه فورًا للمستشفيات والتبرع بها لإنقاذ حياة الجرحى والمرضى. وبحسب أخر إحصائيات فلسطينية رسمية ارتفع إجمالي قتلى هجمات إسرائيل منذ السابع من الشهر الجاري إلى 4651 ، فيما أصيب أكثر من 14 ألف أخرين بجروح. وأعلنت الجهات الصحية في غزة تلقيها 1450 بلاغا عن مفقودين مازالوا تحت أنقاض ركام المباني السكنية المدمرة منهم 800 طفل. ووفقاً للإحصائيات نفسها فقدت 98 عائلة فلسطينية 10 من أفرادها أو أكثر، و95 عائلة فلسطينية فقدت ما بين 6 إلى 9 أفراد؛ وفقدت 357 أسرة ما بين اثنين إلى خمسة من أفرادها. ورصد تقرير صادر عن هيئة الأمم المتحدة للمرأة تزايد عدد الأرامل اللاتي تعلن أسرهن بأكثر من 1000 أرملة، بعد مقتل أزواجهن. وتحدثت مصادر محلية فلسطينية عن مقتل مواطنة روسية متزوجة من فلسطيني الليلة الماضية في قصف إسرائيلي تعرض له منزل عائلته في دير البلح وسط قطاع غزة. فيما أعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) اليوم عن مقتل 13 من موظفيها في غزة ما يرفع العدد إلى 29 منذ السابع من الشهر الجاري. وشنت حماس يوم السابع من أكتوبر الجاري هجوما غير مسبوق على إسرائيل تحت اسم "طوفان الأقصى" تضمن إطلاق آلاف القذائف الصاروخية وعمليات تسلل لمقاتلين فلسطينيين داخل الأراضي الإسرائيلية، ما أودى بحياة أكثر من 1400 إسرائيلي. وردت إسرائيل بإطلاق عملية "السيوف الحديدية" ضد وشنت منذ ذلك الوقت آلاف الغارات الجوية على مناطق متفرقة من قطاع غزة وسط تهديدات مستمرة بشن غزو بري.
مشاركة :