أبوظبي/موسكو - أعلنت شركة روساتوم الحكومية الروسية للطاقة النووية اليوم الثلاثاء عن إطلاق مشروع مشترك مع شركة دي بي ورلد الإماراتية أكبر مشغلي الموانئ في العالم لتطوير شحن الحاويات عبر القطب الشمالي في إطار مبادرة يروج لها الرئيس فلاديمير بوتين. ويعطي الاتفاق مع أحد أكبر مشغلي الموانئ في العالم إشارة واضحة على قدرة موسكو على جذب شركاء دوليين كبار لمساعدتها على تحقيق خططها الطموح لما تطلق عليه اسم الممر البحري الشمالي. وتحدث بوتين كثيرا عن إنشاء هذا الممر بما في ذلك الخطاب الذي ألقاه في منتدى الحزام والطريق في الصين الأسبوع الماضي، في ظل سعي روسيا لتحويل تجارتها شرقا ردا على العقوبات الغربية بسبب حربها في أوكرانيا. وصار هذا الممر ممكنا مع ذوبان الجليد في بحر القطب الشمالي بسبب تغير المناخ ويمتد الممر من مورمانسك بالقرب من حدود روسيا مع النرويج إلى مضيق بيرنج بالقرب من ألاسكا. وقال بوتين في بكين الأسبوع الماضي "فيما يتعلق بالممر البحري الشمالي، فإن روسيا لا تكتفي بدعوة شركائها إلى الاستفادة من إمكانات العبور التي يوفرها الممر بفعالية بل سأقول أكثر من ذلك: إننا ندعو الدول المهتمة إلى المشاركة بشكل مباشر في تطويره". وجرى تسجيل المشروع المشترك في 20 أكتوبر/تشرين الأول برأس مال قدره 960 مليون روبل (10.3 مليون دولار) وسيكون مملوكا بنسبة 51 بالمئة لوحدة تابعة لشركة روساتوم، مشغل البنية التحتية للممر البحري الشمالي و49 بالمئة للوحدة الروسية التابعة لشركة دي بي ورلد. وقالت روساتوم "يهدف التعاون بين الشركتين إلى تطوير ممر تجاري إضافي لنقل الحاويات البحرية عبر الممر البحري الشمالي"،  مضيفة أن الأهداف المباشرة لهذا المشروع تشمل استكمال تصميم مرافق البنية التحتية وتحديد حجم الاستثمارات المطلوبة. وأعلنت الشركتان لأول مرة في عام 2021 أنهما ستعملان معا على تجربة شحن الحاويات بين شمال غرب أوروبا وشرق آسيا عبر القطب الشمالي. وجعل الرئيس الروسي فلاديمر بوتين مشروع الممر البحري الشمالي الذي يتطلب موانئ جديدة وكاسحات جليد ثقيلة لنقل البضائع، أحد أولوياته ويطلق داعمو المشروع عليه اسم "قناة السويس الشمالية". وتُشغل موانئ دبي العالمية التي تسيطر عليها حكومة دبي 78 مرفأ بحريا وبريا مدعومة بأكثر من 50 شركة تنشط في المجال في أكثر من 40 دولة.