رثاء المرحوم الشيخ محمد محمد السلمان الصباح

  • 3/19/2016
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

تأثرت كثيرا وحزنت مثل غيري من محبي الشيخ محمد محمد السلمان الصباح رحمة الله عليه فقد كنت أتابع حالته الصحية متمنيا له الشفاء وأسأل عنه كل من يعرفه لأطمئن على صحته وكانت إرادة الله سبحانه وتعالى فوق كل شيء . وكان نبأ وفاته الذي تلقيته وأنا في خارج البلاد صدمة كبيرة لي مع إيماني بقضاء الله وقدره والصدمة تضاعفت بالحزن والألم لأنني لم أستطع المشاركة مع الأهل والأحباء والأصدقاء بالصلاة على روحه الطاهرة والدعاء له بالرحمة الواسعة والمغفرة أمام مثواه الأخير أحمل نعشه على كتفي مع باقي المقربين وأشارك بنفسي بالدفن بذر التراب ورش المياه على قبره الطاهر وأشارك المعزين من أسرة أل الصباح الكرام والأهل والأصدقاء والمحبين لهذا الرجل الذي مهما تكلمت عنه ومهما تحدثت فلن أوفيه حقه رحمة الله عليه جزء من صفاته التي تحلى بها والذي مثواه بجنات الخلد بإذن الله تعالى . إن المرحوم الشيخ محمد محمد السلمان الصباح شخصية نادرة في نظري ونظر كل من يعرفه أو سمع عنه بطيبة الخلق وحسن المعشر والترحيب في كل من يلتقي معهم بهدوء الكلام وصدق النوايا والتواضع الجم الذي لا حدود له ، ولا يعرف التكبر ولا التعالي وعندما تجلس معه تشعر وتحس أنك جالس مع إنسان عادي بطيبة القلب فلقد التقيت وجلست معه في أكثر من لقاء في خارج مكتب عمله كما التقيت معه في إدارة الفتوى والتشريع عندما كان رئيسا لهذه الإدارة وكان يستقبلك بالترحيب وحسن الاستقبال فلا مواعيد مسبقة مثل بعض باقي المسئولين في الدولة الدخول إليهم ومقابلتهم تحتاج لأيام وربما أشهر لتحديد موعد اللقاء معه ولا انتظار عند مدير مكتبه حتى يخبره رحمة الله عليه بأن فلان يريد مقابلتك وإنما ادخل عليه مباشرة مستأذنا مدير مكتبه وأنا أفتح باب المكتب لأجده ينهض من كرسيه بابتسامته الأخوية وهدوء طبعه مرحبا ومحييا ويجلس بجانبي بعيدا عن مكتبه ليتحدث معي في مختلف الأحاديث ليس لها علاقة بالعمل الذي يديره ، وإنما حديث الأخ لأخيه كوني أمر عليه للتحية والسلام لأن مثل هذا الإنسان يستحق السؤال عنه عندما تمر فترة طويلة لم ألتق معه فمن الواجب على الصديق أن يسأل عن صديقه إذا كانت هذه الصداقة حقه لا تبني على المصالح والمنفعة واستغلال طيبة الصديق وهذه النوعية من الرجال مثل الشيخ محمد محمد السلمان الصباح رحمة الله عليه قليلون في هذا الزمن الرمادي فالرحمة الواسعة بإذن الله تعالى لفقيدنا الغالي الشيخ محمد محمد السلمان الصباح وتعازينا الحارة لأسرة آل الصباح الكرام ولأهل الفقيد الغالي والأصدقاء والمحبين للغالي الذي فارقنا إلى الدنيا الآخرة وستبقي أعماله في مناصبه الرفيعة رئيسا لإدارة الفتوي والتشريع سابقا ومستشارا في ديوان سمو ولي العهد وفي كل عمل قام به خدمة لوطنه بصمة دائمة نتذكرها ونثني ونشيد عليها وإن غاب عنا بجسده الطاهر فإن ذكراه باقية في قلوبنا دليلا على المحبة والإخاء لأخ وصديق نفتخر بعلاقتنا الطيبة معه رحمة الله عليه . وإنا لله وإنا إليه راجعون بدر عبد الله المديرس al-modaires@hotmail.com

مشاركة :