سالم المحروقي: الطبيعة العمانية ملهمة الفنان

  • 3/19/2016
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

في زمن قدره عشرون دقيقة فقط ينهي الفنان التشكيلي سالم بن عبد الله المحروقي رسم البورتريه بقلم الرصاص، واللافت في سالم ليس موهبته فقط أو براعته في رسم لوحات جميلة، وإنما إمكاناته الكبيرة التي تمثلت في قهره لإعاقته السمعية وامتلاكه الثقة الكافية لدخول مجال الفن التشكيلي، بقوة لفتت الأنظار بموهبته الكبيرة. يتحدث لنا سالم في هذا الحوار عن رحلته مع الإعاقة والصعوبات التي نجح بتخطيها، ليصبح من الفنانين التشكيليين المعروفين: هو واحد من الفنانين العمانيين المعروفين على مستوى السلطنة، نجح بانتزاع عشرات الجوائز وشهادات التقدير. عن بدايته مع الموهبة يقول: كانت منذ مطلع الشباب حيث وهبني الله موهبة الرسم تعويضاً عن فقداني لحاسة السمع وأحسست أنني كالمحارب الذي يريد صرع خصمه، وخصمي أنا كان إعاقتي التي لم أدعها تنتصر، ولم تنجح بإحباطي وإبعادي عن فعل ما أحبه في هذه الحياة. بدأ المحروقي سالم شبابه برسم لوحات متقنة لشخصيات معروفة، كما برع برسم الوجوه لمن يرغب وكانت البداية الحقيقية الأولى التي وضعته على خريطة طريق الفن التشكيلي في العام 1998 الذي شكل نقلة مهمة بأسلوبه الفني لينطلق في فضاء الألوان والإبداع، وكان ذلك من خلال مشاركته بمهرجان المعاقين الأول الذي حقق فيه نجاحاً كبيراً. بعد هذا النجاح، انطلق المحروقي إلى عالم الإبداع والفن، فتواصلت مشاركاته في مهرجانات مسقط السنوية من دون انقطاع، وأصبح علامة ثابتة في المهرجان، يجلس في ركنه الخاص، ويرسم بورتريه لزوار المهرجان الراغبين في عشرين دقيقة فقط، كما سجل المحروقي حضوره كذلك في معرض مسقط الدولي للكتاب، وكان من الممكن مشاهدته دائما يرسم بعض اللوحات للراغبين.لا يرسم المحروقي الوجوه فقط، فهو يبرع بنقل وتجسيد تفاصيل القلاع والمناظر الطبيعية العمانية الغنية، وليس هذا فقط، فالمحروقي يتمتع بمهارات أخرى عديدة حيث يجد متعة كبيرة في صبغ المنازل الحديثة، ووضع المجسمات الفنية على الجدران كما أقوم بالزخرفة بالطريقة اليدوية، فضلا عن الرسم على الزجاج. وعن نوعية الألوان التي يفضل استخدامها يقول سالم: على مدى سنوات عديدة أستطيع أن أقول إنني استخدمت في عملي جميع ما يخص الفن التشكيلي من ناحية الألوان، فأنا أحب التنويع والتجريب، ولم أعتمد على نوع واحد محدد. يؤكد المحروقي أنه لا يتوقف كثيراً عند موضوع إعاقته، فهو وجد في الفن مجالاً آخر يبدع من خلاله أجمل اللوحات، وما حققه ليس إلا دليلاً على قوة الإرادة التي يمكن من خلالها قهر العقبات. ويتوجه المحروقي بالنصيحة إلى كل أصحاب الإعاقة بألا يترددوا في البحث عن هواياتهم أو مواهبهم ويظهروها إلى العلن دون خجل أو خوف، فالصعوبة الوحيدة برأيه هي الاستسلام للإعاقة وعدم المحاولة لتحسين الواقع وصقل الهواية والاستفادة منها. يذكر أن المحروقي شارك في معارض كثيرة داخل السلطنة وخارجها، تمكن خلالها من حصد العديد من الجوائز والشهادات.

مشاركة :