ظاهرة إيجابية... | إبراهيم محمد باداود

  • 3/19/2016
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

قبل أكثر من أربع سنوات، كتبت مقالًا بعنوان: (مجتمعنا والخمول) أشرت من خلاله إلى دراسة أُجريت على مجتمعنا وأفادت بأن 80% من سكان المملكة خاملون لا يتحركون ولا يمارسون نشاطًا منتظما، وهذا بدوره يُؤثِّر على المستوى الصحي لأفراد المجتمع، إذ أشار أحد أخصائيي العلاج الطبيعي أن قلة الحركة قد تساهم في تعرُّض جسم الإنسان لبعض الأمراض، مشيرًا إلى أن ربع سكان المملكة يُعانون من السكري، إضافةً إلى ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب بسبب قلة الحركة، من ناحية أخرى فإن معدلات السمنة ترتفع في مجتمعنا عامًا بعد عام، ومن أسباب السمنة عدم الحركة، وفي مقدمتها المشي والهرولة والجري والسباحة. ولكن الوضع تغيَّر اليوم، إذ أصبحنا نُشاهد ظاهرة إيجابية تتمثل في انتشار العديد من أندية اللياقة في كثير من المدن المختلفة، واشترك الكثير من فئات المجتمع فيها، كما أصبحنا نشاهد أيضا عددا من الشركات المختلفة والتي تقدم خدمة الغذاء الصحي أو الذي يحتوي على سعرات حرارية قليلة، وأصبحنا نرى افتتاح مواقع مخصصة للمشي ومزودة ببعض أجهزة اللياقة، ففي مدينة جدة على سبيل المثال وخلال الثلاث سنوات الماضية، تم افتتاح العديد من المواقع المخصصة للمشي، وما إن تقوم بالمرور على أحد هذه المواقع -سواء في الصباح الباكر أو في المساء- إلا وتجدها عامرة بالرجال والنساء الذين يزاولون رياضة المشي. هناك العديد من الفوائد لممارسة رياضة المشي والتمارين الرياضية، إذ أنها تساهم في رفع مستوى الللياقة وحرق السعرات الحرارية وتحسين الحالة المزاجية، وزيادة الثقة في النفس والاسترخاء، في حين لا تزال ممارسة الرياضة بالنسبة للبعض تُشكِّل عبئًا ثقيلًا وعملًا صعبًا فهو يستطيع أن يبقى أمام القنوات الفضائية ساعات طويلة كل يوم، ولكنه لا يستطيع أن يمارس الرياضة لمدة ثلاثين دقيقة يوميًا ولو حتى المشي. مجتمعنا مجتمع فتيّ، فأكثر من 50% منه أعمارهم أقل من 25 عاما، ولذلك فإن علينا أن نُشجِّع الشباب والشابات لممارسة مثل هذه الرياضة، وأن نجعلها جزءا من ثقافة الأسرة بدلًا من تركهم فريسة للمأكولات الضارة، التي تساهم في زيادة أوزانهم وفقدهم للياقتهم، كما نشكر الجهات التي تقوم بتوفير وإعداد المواقع الملائمة لممارسة الرياضة لما لها من دور هام في إيجاد مجتمعًا قويًا قادرًا على التنمية والتقدم بدلًا من الخمول والكسل. Ibrahim.badawood@gmail.com

مشاركة :