رحم الله الأديب والإذاعي الكبير عبدالكريم بن محمود الخطيب صاحب البرنامج الإذاعي الشهير (الأرض الطيبة) والذي انتقل عن عالمنا مطلع الأسبوع الماضي، ويُعد الخطيب إحدى القامات الإعلامية في المملكة العربية السعودية وعلم من أعلام المملكة ورائد من رواد الإذاعة، أديب وقاص ومؤرخ له العشرات من المؤلفات والمراجع منها التي تتحدث تاريخيا عن مسقط رأسه ينبع رحمه الله. ارتبط اسمه ببرامج حيوية كانت هي الأكثر حبا ووصلا إلى قلوب المستمعين وبقية ذكرياتها راسخة في الأذهان. الجدير بالذكر أن الإعلامي عبدالكريم الخطيب كرم ضمن الرواد المكرمين في معرض الرياض الدولي للكتاب عام 2006م، وحصل على جائزة ومنحة الملك سلمان لتاريخ الجزيرة العربية في دورتها الرابعة عام 2012م وكرمته اثنينية عبدالمقصود خوجة الأدبية عام 2014م. وفاز بجائزة أوائل المؤلفين السعوديين عن كتابه «تاريخ ينبع» والتي منحتها له وزارة التعليم العالي عندما كانت تشرف على المعارض الدولية، وله أكثر من ثلاثين إصدارا بين قصة ورواية وتاريخ، وتتلخص مسيرة المؤلف فترات حافلة من تاريخ إعلامنا الحديث في وقت كان المذياع وسيلة الاتصال الأولى، وبوابة التدخل الثقافي والتنوير المعرفي الأوسع انتشارا، تاركا بصمات وآثار عبر برنامجه الإرشادي الزراعي الذي استمر ثمانية عشر عاما متواصلة «الأرض الطيبة» نال عنه جائزة أفضل برنامجا بالشرق الأوسط عام 1974م من منظمة الأغذية والزراعة العالمية، وفي عام 1982م حصل على جائزة أفضل معد برامج مائة تمثيلية إذاعية، بخبرته في معالجة بعض مظاهر وظواهر المجتمع السعودي ما بين الحداثة والانغلاق، فكان برنامجه الاجتماعي «مجلس أبي حمدان» حصاد ثلاثة عشر عاما من المعالجة الدرامية لعادات وقيم المجتمع السعودي، متنقلا من الإعداد والتقديم البرامجي إلى العمل الإداري منفتحا على ساحات التوثيق والتأليف مضيفا فصولا جديدة لحياته العملية. وللفقيد مؤلفات أشهرها: ينبع في عهد الملك عبدالعزيز، ‏أمير وتاريخ، تاريخ ينبع، أدب من رضوى، حارة البحارة، شجرة الليمون، الأسر العريقة في ينبع، ينبع الزمان والمكان‏، تاريخ جهينة، شعراء ينبع وبنو ضمرة، وجه في الزحام، مسيرة نصف قرن إعلام، شاعر من ينبع، سوق الليل رواية اجتماعية، ميناء الجار، هذه بلادنا ينبع. ولعل العمل الأنسب والتكريم الأمثل لهذا الرمز الإعلامي والإذاعي الكبير وتخليداً لذكراه والحفاظ على البرامج ذات الإرث الثقافي ستجد بإذن الله التفاعل والتقدير، من هيئة الإذاعة والتلفزيون، وكلنا أمل أن يحظى تكريم الراحل التجاوب المعهود من المسؤولين في الهيئة. وهنا أتقدم بأحر التعازي القلبية إلى أبناء الفقيد وهم الدكتور محمود والأساتذة محمد وخالد وكمال وجميع افراد الأسرة الكريمة في وفاة الفقيد تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته والهم أهله وذويه الصبر والسلوان. عاطف القاضي atifalgady@