قال الشيخ الدكتور سعود الشريم إمام وخطيب المسجد الحرام، إن العناد ضارب بأطنابه في قلوب كثير من الناس، حيث يرون في العناد نشوة وزهوا غايتهم الانتصار للنفس لا للحق، تطفح بأمثالهم وسائل التواصل المقروءة والمسموعة ويهدمون بالعناد ولا يبنون ويبعدون به ولا يقربون ويفرقون ولا يجمعون. وأكد في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس في المسجد الحرام أن البشر كلهم خطاؤون وأن الكمال لله، جل شأنه، والعصمة لأنبيائه ورسله، صلوات الله وسلامه عليهم، غير أن الإصرار على الخطأ والتمادي فيه وخلق المعاذير والمسوغات للبقاء عليه وعدم الرجوع عنه إلى الحق لهو الخلق المشين والخلة المنبوذة التي يلفظها ذوو الحجا والمروءات. وأوضح أن العناد طبع لئيم لا ترونه في قلب امرئ ملأ الله قلبه إيمانا وحكمة وعلما، ولكنه يتغلغل داخل القلوب المستكبرة والحاسدة والمستنكفة، قلوب لا تعترف بالخطأ ولا يرضيها الحق بل ترى في الرجوع إليه ذلة ومهانة وقصورا. وعرف الدكتور الشريم العناد بحالة من التعبير عن الرفض بالقيام بعمل ما، حتى لو كان واجبا، أو الانتهاء عن عمل، حتى لو كان محرما، والإصرار على ذلك دون تراجع، ومن هنا جاء معنى اللوم في العناد لأن فيه مخالفة للطبيعة البشرية السوية المؤيدة بالشريعة السمحة. وأشار إلى أن العناد ينمو ويشتد عندما تقحم الإرادة نفسها لتحل محل العقل والمنطق ومن ثم تتقبل الشذوذ عن الحق بل حتى الشذوذ عن الجماعة والسواد الأعظم. وفي المدنية المنورة تحدث الشيخ علي الحذيفي إمام وخطيب المسجد النبوي في خطبة الجمعة أمس عن فضل وآداب وآثار وشروط عبادة عظيمة شرعها الله لعباده وهي الدعاء. وقال إن الله سبحانه وتعالى قد قدر أسباب كل خير وسعادة في الدنيا والآخرة وقدر أسباب كل شر في الدارين فمن أخذ بأسباب الخير والفلاح ضمن الله تعالى له صلاح دنياه وكان له في الآخرة أحسن العاقبة ومن عمل بأسباب الشر حصد جزاء عمله شرا في حياته وبعد مماته. وأفاد الشيخ الحذيفي بأن من أسباب الصلاح والإصلاح والفلاح وتتابع الخيرات وصرف النوازل والعقوبات ورفع المصائب الواقعة والكروبات الدعاء بإخلاص وحضور قلب وإلحاح. وبين إمام وخطيب المسجد النبوي أن الدعاء محقق للمطالب كلها الخاصة والعامة الدينية والدنيوية في الحياة وبعد الممات. وقال إمام وخطيب المسجد النبوي إن الحاجة للدعاء تشتد دائما خاصة في هذه الأحوال العصيبة في هذا العصر مع كثرة الفتن وظهورها وحلول الكوارث المدمرة ونزول الكروبات بالمسلمين وظهور الفرق المبتدعة التي تفرق صف المسلمين وتستحل الدماء والأموال المعصومة وتسعى إلى الفوضى والتخريب والإفساد في الأرض وتفتي بالجهل والضلال. وأكد أنه بالدعاء تستقبل الشدائد والكروبات، وقد ذم الذين يتركون الدعاء عند نزول العقوبات والكروبات والفتن. وأوضح الشيخ علي الحذيفي أن الدعاء سبب عظيم لنزول الخيرات والبركات ودفع الشر أو رفعه عن الداعي وعن المسلمين وهو أقوى الأسباب للخروج من الشر الذي وقع والمكروه الذي حل فكم من دعوة غيرت مجرى التاريخ من شر إلى خير وحسن إلى أحسن.
مشاركة :