خطيب الحرم المكي يدعو إلى الاستفادة من وسائل الإعلام والتقنية الحديثة

  • 11/19/2016
  • 00:00
  • 14
  • 0
  • 0
news-picture

دعا الشيخ الدكتور فيصل غزاوي إمام وخطيب المسجد الحرام، إلى الاستفادة من الوسائل الإعلامية ووسائل التقنية الحديثة، مع الحرص على تحري صحة ما ينقل وما يذكر، مؤكدا أن من مجالات نصرة الدين الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والبلاغ، فليحرص المرء على تبليغ ما تعلم ونشره بين الناس، فالمرء ليس مطالبا بأن يتكلم فيما لا يعلم. وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها في المسجد الحرام أمس "دين الله منصور لا محالة، والقيام بنصرته فريضة دينية، لذا وجب على كل واحد منا أن يبذل جهده في سبيل نصرته مهما كان موقعه وحاله، ومن نصرة الدين النصيحة التي لها أثر عظيم في توجيه الناس وردهم إلى الحق، وهذا ما أوصى به النبي - صلى الله عليه وسلم -". وبين الدكتور غزاوي أن التعليم يعد أيضاً من مجالات نصرة الدين، فتعليم الناس تعليماً عاماً لا يخص به أحد دون الآخر خير الأعمال وأنفعها، كما أن الدعوة إلى الله تعد من أهم مجالات نصرة هذا الدين الخالد، حيث إن الدعوة إلى الله لها أثر عظيم في انتشار الإسلام وقبول الناس للحق، مؤكداً أن الدعوة إلى الله تكون بالحكمة والموعظة الحسنة. وأشار إمام وخطيب المسجد الحرام إلى أن المواساة تعد من مجالات نصرة الدين، فالأمة تعيش الآن قضايا عظيمة وظروفا حرجة، مضيفا "يجب أن نكون مناصرين لإخواننا، بأن نعيش همومهم ونستشعر حالهم وندعو لهم ونساعدهم بما آتانا الله، وأن نقف دائماً ونذكر بقضاياهم والدفاع عنهم وعن حقوقهم وتبيين المظالم التي وقعت عليهم في ساحات الإعلام المختلفة". وحذر من تقليد الناس بعضهم لبعض في الشر وتعاونهم في عوائد مخالفة للشرع وتقاعسهم عن تبليغ دين الله ونشر الخير، وسكوتهم عند رؤية المنكرات ومشاركتهم فيها، فكل ذلك يسهم إسهاماً كبيراً في غربة الدين وفساد الأمة، فيجب على من هداه الله إلى الإسلام وأكرمه بهذا الدين ألا يتخلى عن دينه ولا يخذله مهما كان التقصير، فيسعى إلى نصرته والدعوة إليه بقدر استطاعته وقدر حاله. وأوضح أن هناك مثبطات وعوائق قد تكون سبباً في عدم مشاركة المسلم في نصرة الدين، ومنها شعور المرء بتقصيره وأن عنده ذنوباً ومعاصي تمنعه من أن ينصح غيره أو أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، وهذا خطأ كبير يقع فيه المسلم، مشيراً إلى أن العاصي والمقصر لا يعفى من ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بحجة التقصير في العمل أو الوقوع في بعض المنكرات، وعلى هذا فالمسلم العاصي والفاسق قد يحدث الله على يديه ما يكون سبباً في نصرة هذا الدين، كما أن في ذلك إشارة إلى أن العاصي والفاسق ينبغي ألا يحتج بسبب عصيانه بعدم العمل بنصرة هذا الدين. وقال الدكتور فيصل غزاوي "إن من المثبطات والعوائق كذلك أن يقول المرء إن الناس لا ينفعهم النصح ولا يجدي فيهم الوعظ ولا يؤثر شيئاً في حياتهم، فيدخله اليأس من حالهم، وهذا خطأ كبير، فالمرء ليس مكلفاً بهداية الناس، لكن عليه الدعوة بالتي هي أحسن والنصح والتذكير، عسى الله أن ينفعهم بذلك، كما أن من العوائق كذلك عن نصرة الدين أن يخشى المرء من سخرية الناس واستهزائهم، فيجب عليه الصبر على ذلك، فكم صبر نبي هذه الأمة - صلوات الله وسلامه عليه - على الأذى الشديد من قومه في سبيل نصرة هذا الدين وإظهاره للناس". وبين إمام وخطيب المسجد الحرام أن نظرة المرء المسلم إلى تقصير غيره تعّد من المثبطات والعوائق لنصرة هذا الدين، فإذا قصّر غيره في الدعوة إلى الله يجب أن يكون دافعاً له لأن يدعو إلى الله - عز وجل - لا أن يعيب الناس وهو في المقابل لم يقدم شيئاً، فمن قال هلك الناس فهو أهلكهم، داعياً إلى أن يكون الجميع على ما كان عليه السلف الصالح من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتعليم الناس الخير وتبليغ الدين بالطرق والوسائل المتعددة، فليُسخّر كل مسلم إمكانياته وقدراته في سبيل خدمة دين الله ونصرته وإعزازه. وفي المدينة المنورة تحدث الشيخ صلاح البدير إمام وخطيب المسجد النبوي في خطبة الجمعة أمس، عما يكتب في وسائل التواصل الاجتماعي. وقال "الأقلام مطايا العقول وألسنة الضمائر وآلة التحرير وقوام المعرفة، والكتب بساتين تجلي البصائر وتؤنس الوحشة وتزيل الهم وتبدد الظلمة، والقراءة سجية الفطناء، ومن الكتاب أدباء حكماء يراعون المصلحة وينشدون الخير ويراقبون من في السماء". وأوضح أن هناك من الكتاب فئة لا حرفة عندهم ولا صنعة، ولا حصاة لهم، لطخوا أعماق الصحف والمواقع بمقالات عوار طائشة تهوي في غير عقل ولا رشد، جاءوا فيها بالطم والرم والدنيء والرديء والمهزول والغث، أقلام وكتاب يسوقون الدهماء إلى مجهلة ومهلكة ومفسدة، همهم إهاجة الشر وإيقاظ الفتنة وإيقاع الخصومة بين الناس والنيل من الدين وانتقاص القيم والأخلاق والطعن في البلاد والعلماء وولاة الأمور. وبين الشيخ البدير أن وسائل التواصل الاجتماعي اكتظت بالكتاب والمدونين والمغردين، ولا يرى الجميع إلا العيون المحدقة والرؤوس المطرقة والهامات الجاثمة والوجوه المكبة على تلك الأجهزة، وكل يقرأ ويكتب ويدون ويغرد وينشر ويذيع، ويا ليت ذلك كان فيما يوصل نفعاً ويثمر خيراً ويدفع شراً ويكون في الآخرة ذخراً، إلا من رحم الله، وقليل ما هم. وحذر المسلمين من الاستدراج إلى زوايا وقضايا مما يعرف حدثياً بـ "الهاشتاق"، يدونها مجاهيل قد بدت من عنوانيها خباياهم وظهرت من وسومها نواياهم، ومن وقع في الوحدة والهوة تزاحم عليها وسارع إليها وشارك بالكتابة والتعليق بلا تمييز ولا رؤية، فكل صغير وكبير في الأعمال مسطور في الصحائف. وطالب إمام وخطيب المسجد النبوي كل من عثر في بساط الخطيئة بأن يطوي بساطاً عصا الله عليه، والتوبة ومسح ما كتب، حاثاً المسلمين على أن تكون كتاباتهم ومشاركاتهم في تلك الوسائل سبباً يقربهم إلى المولى الكريم.

مشاركة :