شهدت تركيا أمس السبت، عملية انتحارية جديدة أسفرت عن سقوط أربعة قتلى إضافة إلى المهاجم في شارع الاستقلال السياحي في اسطنبول، بعد أقل من أسبوع على هجوم انتحاري تبنته مجموعة كردية في أنقرة. وفي ظل حال الإنذار الشديدة التي تسود البلاد، استهدف الاعتداء، وهو سابع عملية ضخمة تضرب البلاد منذ يونيو/حزيران، جادة الاستقلال التجارية الشهيرة، على الضفة الأوروبية من إسطنبول، والتي يقصدها مئات الآلاف يومياً. وجاء في حصيلة موقتة للاعتداء أنه أسفر عن 36 جريحاً منهم سبعة في حالة خطرة. ومن هؤلاء المصابين 12 أجنبياً، كما ذكرت وزارة الصحة هم ستة إسرائيليين وإيرلنديان وأيسلندي وإيراني وألماني وعربي. وفي وقت لاحق، أوردت قنوات التلفزيون التركية نقلاً عن مصادر طبية أن ثلاثة إسرائيليين وإيرانياً قتلوا في الاعتداء الانتحاري الذي استهدف إسطنبول السبت وأوقع 36 جريحاً. وأوضح محافظ اسطنبول واصب شاهين هذا بالتأكيد اعتداء انتحاري، هجوم إرهابي. وأضاف أن منفذ الهجوم كان يستهدف في الواقع مبنى رسمياً قريباً هو فرع الإدارة المحلية لحي بيوغلو. وكرر نائب رئيس الوزراء نعمان كورتولموش تصميم الحكومة على التصدي للإرهاب. وقال في تصريح صحفي لن نستسلم أمام الإرهاب. وترأس رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو بعد الظهر في إسطنبول اجتماعاً أمنياً طارئاً، كما ذكرت وسائل الإعلام التركية. ولم تعلن أي جهة حتى الآن مسؤوليتها عن التفجير. وقال مسؤولان تركيان إن الأدلة تشير إلى أن المهاجم ينتمي على الأرجح لحزب العمال الكردستاني المحظور أو تنظيم داعش. وقال أحد المسؤولين إن المهاجم كان يستهدف في الأصل منطقة أكثر ازدحاماً. وأوضح رافضاً الكشف عن اسمه المهاجم فجر القنبلة قبل الوصول إلى منطقته المستهدفة لأنه كان خائفاً من الشرطة. وقال مسؤول آخر إن التحقيقات تركز على ثلاثة مشتبه بهم محتملين كلهم رجال واثنان منهم من مدينة غازي عنتاب الجنوبية بالقرب من الحدود السورية. ولم يكن هناك المزيد من التأكيد في هذا الشأن. وأغلقت الشرطة الشارع الذي اصطفت فيه نحو ست سيارات إسعاف وبدأت فرق التحقيق الجنائية في تمشيط المنطقة بحثاً عن الأدلة. وحلقت طائرات الهليكوبتر التابعة للشرطة فوق موقع التفجير وهرب المتسوقون المذعورون من المنطقة إلى الشوارع الجانبية الضيقة. وسارع العديد من البلدان بإدانة الهجوم. ونددت الولايات المتحدة بقوة بالاعتداء الإرهابي المروع، وتعهدت الوقوف إلى جانب تركيا. وأعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية جون كيري في بيان الولايات المتحدة تتضامن مع تركيا حليفتنا في الحلف الأطلسي في التصدي لتهديد الإرهاب المشترك. وأضاف كيربي أن هذا الاعتداء المروع هو الأخير ضمن سلسلة أعمال عنف لامبرر لها تستهدف أبرياء في مختلف أنحاء تركيا من مواطنين وزوار أجانب موضحاً أن الولايات المتحدة ستظل على اتصال وثيق مع السلطات التركية خلال التحقيق. ووصف وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الذي يزور إسطنبول حالياً التفجير بأنه هجوم يكشف الوجه القبيح للإرهاب، ووصفت فرنسا الحادث بأنه خسيس وجبان، ووصف الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج الهجوم على تويتر بأنه جريمة إرهابية أخرى ضد مدنيين أبرياء وضد تركيا الحليفة. ونصحت ألمانيا التي أغلقت قبل أيام سفارتها وقنصليتها ومدارس في أنقرة وإسطنبول بسبب مخاوف أمنية مواطنيها السائحين في إسطنبول بالبقاء في فنادقهم. وأدان الهجوم حزب الشعوب الديمقراطي التركي المؤيد للأكراد. وقال الحزب في بيان كما هو الحال في هجوم أنقرة هذا عمل إرهابي استهدف المدنيين بشكل مباشر... أياً كان من نفذ هذا الهجوم فهو أمر غير مقبول ولا مبرر له. (وكالات)
مشاركة :