صيادو لبنان يدفعون فاتورة اشتباكات حزب الله وإسرائيل على الحدود

  • 10/29/2023
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

صور (لبنان) - يتكبد الصيادون في مدينة صور اللبنانية مثل غيرهم مرارة الصراع الدائر في الشرق الأوسط. ففي ظل الاشتباكات بين إسرائيل وجماعة حزب الله اللبنانية يصبح الإبحار في مناطق الصيد القريبة من هذه الاشتباكات أمرا خطيرا للغاية. وقال الصياد عماد الزوزو "وضعنا بالبحر نحنا مأساة نحنا بالقبل ما عنا سمك، وسمكنا قليل بالبحر، والآن أجانا وضع الحرب والخوف". وتضرر عمل الزوزو جراء تداعيات الحرب التي اندلعت في السابع من أكتوبر تشرين الأول بين إسرائيل وحركة حماس. حيث تتبادل جماعة حزب الله المتحالفة مع حماس إطلاق النار مع إسرائيل على الحدود. ورغم اقتصار الاشتباكات إلى حد كبير على الحدود حتى الآن، يقول الصيادون إنهم لا يبحرون سوى على بعد أميال قليلة من مدينة صور حيث يمكن سماع دوي الانفجارات الناجمة عن القتال على بعد 20 كيلومترا. وقال عادل عبد وهو صياد آخر "الجيش ينبهنا أن لا نذهب إلى الأماكن الجنوبية مثل البياضة والناقورة لأنها خطر... نحن أنفسنا خائفين الوضع الأمني مخيف". وأفاد مصدر أمني لبناني أن الصيادين سُمح لهم بممارسة الصيد بصورة طبيعية في صور ولكن دون الاقتراب من الحواجز العائمة التي تفصل بين المياه اللبنانية والإسرائيلية. ويعمل نحو ألفي شخص في مجال صيد الأسماك في صور، مركز الحضارة القديمة الذي أبحر منه الفينيقيون عبر البحر المتوسط. وفي الميناء القريب من المدينة القديمة، شوهدت قوارب صيد صغيرة مطلية باللون الأبيض مربوطة بينما كان الصيادون يضعون الأسماك في الدلاء. ولا يستطيع سكان مدينة صور تحمل المزيد من هذه الصعاب في ظل معاناتهم شأنهم شأن بقية اللبنانيين من انهيار النظام المالي في البلاد قبل أربع سنوات، مما أدى إلى سقوط الكثيرين منهم في براثن الفقر. وتظهر أرقام الأمم المتحدة أن إنتاج الأسماك والمأكولات البحرية في لبنان يدر عائدا يقدر بنحو 377 مليون دولار سنويا ويمثل مصدر دخل لأكثر من أربعة آلاف أسرة. وقال إبراهيم سويدان، الذي بدأ ممارسة الصيد منذ 40 عاما عندما كان في العاشرة من عمره، إنه لم يمارس الصيد منذ أسبوعين بسبب الخوف على حياته مما حرمه من جني أموال كانت ستساعده على اجتياز فصل الشتاء. وأضاف أن قوارب الصيد لم تبحر بسبب خوف الصيادين. وتشهد الحدود الإسرائيلية اللبنانية منذ ثلاث أسابيع، تبادلا متقطعا لتبادل النيران بين الجيش الإسرائيلي من جهة، وحزب الله وفصائل فلسطينية من جهة أخرى، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى من الطرفين. وأعلن الجيش الإسرائيلي الأحد أنه هاجم خلية مسلحة في جنوب لبنان بدعوى إطلاقها النار باتجاه مزارع شبعا. وقال في بيان "هاجم الجيش الإسرائيلي خلية مسلحة في جنوب لبنان، والتي نفذت عمليات إطلاق نار باتجاه جبل دوف (مزارع شبعا) في وقت سابق من الأحد، وتمت مهاجمة البنى التحتية العسكرية لمنظمة حزب الله". وأضاف "كما تم خلال الهجوم تدمير العديد من الأسلحة، التي كان مسلحون يعتزمون بها تنفيذ عمليات إطلاق إضافية باتجاه الأراضي الإسرائيلية". وأشار الجيش إلى أنّ طائراته الحربية "هاجمت البنية التحتية العسكرية لمنظمة حزب الله، ردا على عمليات إطلاق نفذت من لبنان باتجاه منطقة جبل دوف". وفي وقت سابق الأحد، قال حزب الله ، إنه "بعد متابعة ورصد دقيق اكتشفنا قوة ‏مشاة إسرائيلية في موقع المالكية ومحيطه، فقمنا باستهدافها ‏على الفور بالأسلحة المناسبة، وأوقعنا فيها إصابات مؤكدة". وأشار  الحزب  في بيان آخر إلى استهدافه موقع السماقة في مزارع شبعا اللبنانية ‏المحتلة بـ"الأسلحة المناسبة"، وتحقيق "إصابات مباشرة" في القوات الإسرائيلية. ولليوم الـ23 على التوالي، يشن الجيش الإسرائيلي الأحد غارات مكثفة على غزة، وقتل إجمالا 8005 فلسطينيين، بينهم 3342 طفلا و2062 سيدة و460 مسنا، بحسب وزارة الصحة. كما قتل 114 فلسطينيا في الضفة الغربية منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، وفقا لوكالة الأنباء الرسمية (وفا). فيما قتلت حركة "حماس" أكثر من 1400 إسرائيلي وأصابت 5132، وفقا لوزارة الصحة الإسرائيلية. كما أسرت ما لا يقل عن 230 إسرائيليا، بينهم عسكريون برتب رفيعة، ترغب في مبادلتهم بأكثر من 6 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، في سجون إسرائيل.

مشاركة :