يعلن غداً عن بطل تحدي القراءة العربي في دورته السابعة لفئة أصحاب الهمم، حيث شارك 22506 طلاب وطالبات في التصفيات على مستوى الدول، واشترطت لجنة التحكيم لفئة أصحاب الهمم، قراءة إجمالي 25 كتاباً. ويأتي التتويج المرتقب الذي يستضيفه مسرح أوبرا دبي بعد إعلان أسماء أصحاب المراكز الأولى في فئة أصحاب الهمم على مستوى الدول المشاركة في التظاهرة القرائية والتي شهدت مشاركة قياسية بلغت أكثر من 24.8 مليون طالب وطالبة يمثلون أكثر من 188 ألف مدرسة في 46 دولة حول العالم، وتحت إشراف نحو 150 ألف مشرف ومشرفة قراءة. وتشتد المنافسة بين المتأهلين إلى التصفيات النهائية، بين أبطال الدول المشاركة، وكل منهم يطمح إلى حمل اللقب ونيل جائزة قدرها 200 ألف درهم. وتوج غريب محمد اليماحي، بطلاً للدورة السابعة من تحدي القراءة العربي على مستوى دولة الإمارات العربية المتحدة عن فئة أصحاب الهمم، من بين 190 طالباً وطالبة شاركوا في التحدي. واستطاع غريب، الذي يعاني إعاقة بصرية، من نظرته الإيجابية المتفائلة وتعاونه اللامحدود وحبه الخير لكل المحيطين به، أن يحقق التفوق في دراسته منذ الصغر، على نحو أذهل الجميع دون أن يلتفت إلى التحديات التي وقفت حجر عثرة في طريقه، ولعل أبرزها تعلم طريقة برايل التي تتطلب وقتاً وجهداً لإتقانها. وتمكن من أن يبرز مواهبه ومهاراته خاصة في اللغة العربية، فقد كان شغوفاً بالقراءة، حيث قرأ العديد من الكتب في مختلف المجالات قاربت مئة وثلاثين كتاباً، معتمداً في ذلك على المزج بين طريقة القراءة السمعية وطريقة برايل، وقد أثمر ذلك عن حصوله على المركز الأول في العديد من المسابقات منها: «قارئ الشهر»، و«الكاتب المبدع». ويقول: «قدمت العديد من الأعمال الكتابية الإبداعية من قصص قصيرة ومقالات، الأمر الذي جعلني مؤهلاً للمشاركة بكفاءة وتميز في مسابقة تحدي القراءة العربي لأصحاب الهمم. وقد ساعدتني والدتي على التفوق حيث كانت دوماً تحفزني وتشد من أزري». ويضيف: «الشعور الأجمل كان عندما توجت بالمركز الأول في مسابقة تحدي القراءة العربي في فئة أصحاب الهمم على مستوى دولة الإمارات، وهذا الإنجاز يدفعني للأمام، وسأعمل على بذل قصارى جهدي للفوز بالتحدي على مستوى العالم العربي». وعن مثله الأعلى يقول غريب: «مثلي الأعلى هو صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، فسموه قائد ملهم لنا جميعاً بأفكاره الحكيمة ورؤيته الثاقبة التي ترى دائماً أن الإنسان هو أغلى ثروة في حياة الشعوب، والذي يحفزني في الحياة هو حب وعشق وطني، لأنه أحاطني بكل أنواع الرعاية والاهتمام». ويتابع: «قصتي بدأت عندما فقدت بصري، حيث انهارت نفسي وتحطمت أحلامي وأصابني اليأس من هذه الحياة، لدرجة أنني كنت رافضاً لكل شيء، لكن أسرتي وقفت إلى جانبي وأخذت بيدي حتى تيقنت أن هذا ابتلاء من الله تعالى وعليّ أن أرضى بقضائه وقدره، لذلك تسلحت بالإيمان والإرادة القوية وجعلت من إعاقتي مصدر قوة وحافزاً يدفعني للأمام، فانطلقت لإثبات الذات وحصلت على أعلى الدرجات في الصف الثاني عشر». ويتحدث غريب عن تجربته مع القراءة: «بدأت تجربتي مع القراءة منذ الصغر عندما كنت في الصف الثالث الابتدائي، حيث نصحتني معلمتي بأن أجعل الكتاب صديقاً لي، وكنت أحب القراءة كثيراً لدرجة أنني قرأت ما يزيد على 130 كتاباً. أسرتي كانت تحفزني دائماً وتوفر لي الكتب المسموعة، وكذلك مدرستي التي أشركتني في العديد من المسابقات، وخاصة (تحدي القراءة العربي) التي غيرت الكثير في شخصيتي، وزادت من ثقتي في نفسي وقدرتي على تحمل المسؤولية، فالاختلاف عن الآخرين قد يكون نعمة». ويقول: «إذا أُتيحت لي الفرصة لتغيير شيء في هذا العالم، فإنني سأسعى جاهداً إلى وضع القوانين التي تحد من ظاهرة إدمان الألعاب الإلكترونية خاصة في مرحلة الطفولة حفاظاً على صحة الطفل من مختلف النواحي.. مصدر قوتي هو فضل الله عز وجل، ثم والداي، ثم الكتاب الذي يعد خير جليس في هذا الزمان، ونصيحتي لأصحاب الهمم أن يشكروا الله تعالى على جميع نعمه التي لا تعد ولا تحصى، وأن الله تعالى إذا أخذ شيئاً من شخص أبدله بنعم كثيرة، كما أنصحهم بأن يجعلوا هذه الإعاقة مصدر قوة وحافزاً لهم يدفعهم إلى الأمام». مشاركون يشارك في التحدي هذا العام: مريم محمود أحمد بطلة الأزهر الشريف، وعبدالله عمار محمد السيد من مصر، ومريم قوادرية من الجمهورية الجزائرية، وزينب إبراهيم من مملكة البحرين وعبدالله ياسين عمر من جمهورية جيبوتي، وصابرين حسين عودة من العراق، ونوال محمد خضر من المملكة الأردنية، وريما عويد السلمي من المملكة العربية السعودية، وود نواف عبد المجيد الظفيري من دولة الكويت، وعلي محمد سليمان من الجمهورية اللبنانية، وعثمان أوبريك من المملكة المغربية، وهيفاء خلدون عدواني من سوريا، ويوسف بن داوود من تونس، وزياد بن طارق العادي من سلطنة عُمان، وعلي محمد الصويص من دولة قطر، ورقية محمد سراج الدين محمد من السودان.
مشاركة :