بغداد - قوبلت دعوة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر بغلق السفارة الأميركية بالعراق وطرد السفيرة "نصرة" للفلسطينيين بعدم التفاعل في صفوف نواب البرلمان، حيث لم يوقع على طلب لعقد جلسة لمناقشة الأمر سوى 32 نائبا، في أحدث دليل على أن مقترح الصدر الذي شكّل موضوع سخرية في بعض الأوساط العراقية، لن يجد طريقه إلى التفعيل. وقال 32 نائبا في طلب قدموه إلى رئاسة البرلمان العراقي إنه "بالنظر إلى عمليات الإبادة والظروف الإنسانية الصعبة التي يعيشها أهلنا في غزة المحاصرة بسبب العدوان المعلن رسميا من قبل الكيان الصهيوني والتهديد الغاشم بتهجير أكثر من مليون مواطن فلسطيني من شمال غزة نتقدم استنادا إلى المادة 28 من النظام الداخلي لمجلس النواب بطلب عقد جلسة استثنائية مغلقة تخصص فقط لمناقشة قضية طرد السفيرة الأميركية وغلق السفارة وتعليق العلاقات الدبلوماسية مع كل الدول الداعمة للكيان الصهيوني"، وفق وكالة "شفق نيوز" الكردية العراقية. وطالب الصدر الجمعة الحكومة الاتحادية والبرلمان بالتصويت على قرار يقضي بغلق سفارة الولايات المتحدة في العراق احتجاجا على دعم واشنطن لإسرائيل في حربها على غزة، مهددا باتخاذ "موقف آخر" في حال عدم الاستجابة لطلبه. وقال في بيان على صفحته بموقع "إكس" "أطالب الحكومة العراقية والبرلمان العراقي بكل فئاته وتوجهاته ولأول مرة ولأجل مصالح عامة لا خاصة بالتصويت على غلق السفارة الأميركية في العراق للدعم الأميركي اللامحدود للصهاينة الإرهابيين ضد غزة". ومنذ اندلاع الحرب في غزة هددت الفصائل المسلحة العراقية الموالية لإيران باستهدف المصالح الأميركية في البلاد، فيما تبنت جماعة "المقاومة الإسلامية" في العراق هجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة استهدفت خلال الأيام الماضية القوات الأميركية في عدد من القواعد من بينها عين الأسد وفيكتوريا وحرير. وكان هادي العامري زعيم تحالف "الفتح" الموالي لإيران قد هدد منذ نحو أسبوعين باستهداف المصالح الأميركية في البلاد في حال تدخلت واشنطن لدعم إسرائيل في صراعها مع حماس في غزة. وأشارت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" الأسبوع الماضي إلى أن عشر هجمات استهدفت قواتها في العراق وثلاثة استهدفتها في سوريا، مشيرة إلى أنها "اتخذت مجموعة من الإجراءات لحماية القوات المنتشرة في الشرق الأوسط" في غمرة تصاعد هجمات تشنها جماعات مدعومة من إيران. وقال متحدث "البنتاغون" في وقت سابق إن "واشنطن سترد بشكل حازم" علي أي تصعيد ضد قواتها في الشرق الأوسط"، مضيفا "سنفعل كل ما يتعين علينا القيام به لضمان حماية قواتنا وسنحافظ على حقنا الأصيل في الدفاع عن النفس". واستهدف ميليشيات عراقية مسلحة مدعومة من إيران خلال السنوات الماضية القوات الأميركية في البلاد وسفارتها في بغداد بالصواريخ وتوقفت هذه الهجمات العام الماضي في إطار هدنة. ويتواجد في العراق نحو 2500 جندي أميركي في مهمة لتقديم المشورة والمساعدة للقوات المحلية في قتالها مع تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" الذي سيطر في العام 2014 على مساحات شاسعة من أراضي البلدين.
مشاركة :