إسرائيل تعاقب الأمم المتحدة

  • 11/1/2023
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تجرأ أمين عام الأمم المتحدة وأشار إلى معاناة فلسطين تحت الاستعمار الإسرائيلي لعقود من الزمن، لم يدعُ إلى وقف إطلاق نار إنساني فقط، بل تجرأ أكثر من ذلك وقال إن هجمات حماس لم تأتِ من فراغ ولا تبرر لإسرائيل القتل الجماعي الذي تشهده غزة.. إسرائيل التي تتصرف دائما وكأنها فوق القانون لم تتعود على مثل هذا النقد. إسرائيل لديها ثغرات وممارسات كثيرة تجعلها عرضة للنقد وخاصة من الشعوب والإعلام الحر والمفكرين المستقلين، واقع إسرائيل يقول إنها دولة استعمارية تدعي أنها تنشد السلام وحل الدولتين لكن ممارساتها ضد الفلسطينيين هي ممارسات مناقضة لمزاعمها، ممارسات عنصرية وإرهابية وغير إنسانية، ومخالفة للقوانين الدولية. هي حالة استثنائية تحظى بالدلال الاستعماري الذي يسمح لها بتكسير القوانين واللعب بالنار، وتحريم انتقادها ومهاجمة من يفعل ذلك كما فعلت مع أمين عام الأمم المتحدة.. تاريخ إسرائيل في التعامل مع المعارضين لأهدافها وسياستها وممارساتها تاريخ مدون في دول مختلفة ومنها الحليف القوي الذي لا يجرؤ على الكلام كما قال ذلك يوما ما السيناتور بول فلندي في كتاب بعنوان (من يجرؤ على الكلام). إسرائيل المدللة تجرؤ على القيام بعمليات تصل حد الإبادة أمام أعين المجتمع الدولي الذي قد يندد أو يشجب، أو يعبر عن القلق، وقد ينتقد، وقد يتراجع ويعتذر، وربما يرد للتوضيح في حالة تشبه الاعتذار أو التلطيف كما فعل أمين عام الأمم المتحدة بعد هجمة إسرائيل الشرسة عليه ومطالبته بالاستقالة. هناك فرق بين الفعل وردة الفعل، بين الدفاع عن النفس وبين الهجوم. مصادرة الأراضي، والتجويع والتهجير القسري والتنصل من اتفاقيات السلام، ومخالفة القوانين الدولية، والقصف العشوائي، هذه الممارسات لا علاقة لها بالدفاع عن النفس ولا تعبر عن رغبة بالسلام الشامل العادل، وإنما تعبر عن حرب وجودية تهدف إلى تصفية قضية فلسطين. وهكذا تذهب الجهود الدبلوماسية والاتفاقيات والقرارات السلمية التي يتم الاتفاق عليها ويستغرق إعدادها سنوات وسنوات، كل ذلك تتنصل منه إسرائيل وتمارس هوايتها المعتادة في عدم احترام تلك الاتفاقيات وبالتالي عدم الالتزام بها، وتسمي ذلك دفاعا عن النفس. وسوف تهاجم من ينتقد سلوكها حتى لو كانت الأمم المتحدة.

مشاركة :