لماذا قد لا تعمل أدوية الاكتئاب؟ 7 أسباب وراء عدم الفعالية

  • 11/1/2023
  • 01:35
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

  بمرور الوقت قد يتلاشى تأثير أدوية الاكتئاب تدريجيًا، ما يجعل أعراض الاكتئاب باديةً على المرء من جديد، وقد يكون ذلك بسبب تراجع حساسية مستقبلات الدماغ للدواء، لكن هذا ليس السبب الوحيد لضعف نشاط أدوية الاكتئاب، بل قد يبدأ الإنسان في تناول دواءٍ جديد أثَّر سلبًا على دواء الاكتئاب، أو ربَّما قد بدأ تناول أدوية الاكتئاب لتوّه، ومعلومٌ أنَّ ظهور مفعولها يستغرق أسابيع، فإضافةً إلى ما سبق، لماذا قد لا تعمل أدوية الاكتئاب؟ وماذا تفعل حيال ذلك؟ رغم ثبوت فاعليتها ووصف الأطباء لهذه الأدوية لمرضى الاكتئاب، لكن قد لا يشعر المريض بفاعلية الأدوية، أو تختفي فاعليتها فجأةً دون سابق إنذارٍ؛ لأي من الأسباب الآتية: رُبَّما قد بدأت في تناول دواءٍ جديد ألغى فاعلية دواء الاكتئاب، أو حدّ منها على الأقل، كما أنَّ بعض الأدوية لها آثارٌ جانبية تلغي آثار مضاد الاكتئاب. وبالمثال يتضح البيان، فإنَّ تناول أدوية الكورتيكوستيرويد مثلاً (مثل بريدنيزون) له آثار جانبية مثل التقلبات المزاجية وسرعة الانفعال، ما قد يجعلك تشعر أنَّ أدوية الاكتئاب لا تعمل، وإنَّما المشكلة هي أنَّ الدواء الآخر صارت له الهيمنة فقط. وقد تُؤثِّر بعض الأدوية في المقدار المُتاح من المادة الفعالة لدواء الاكتئاب في الجسم، بما يُقلِّل مستوياتها، مثل بعض المضادات الحيوية. لذا إِنْ كُنتَ قد بدأت دواءً جديدًا مؤخرًا، فراجع الطبيب لعلّ ذلك الدواء يكون هو السبب في تلاشي أثر دواء الاكتئاب. ينبغي تخزين أدوية الاكتئاب بطريقة صحيحة؛ كي لا تفقد فاعليتها، وهذا يعني إبقاؤها بعيدة عن الرطوبة، وعن ضوء الشمس، والتقلبات المباغتة في درجات الحرارة. لذا إن شعرت بأنَّ دواء الاكتئاب ما عاد يعمل معك، فانظر كيف تُخزِّنه والعوامل التي يتعرَّض لها الدواء في المكان الذي خزَّنته فيه، فمثلاً قد تترك الدواء في السيارة بضعة أيام خلال الصيف، وهذا سيُفسِد الدواء بالتأكيد ويُفقِده فاعليته. الاكتئاب شائعٌ لدى المصابين بأمراضٍ مزمنة، بل قد يكون أحد أعراض بعض هذه الأمراض، مثل اضطراب الغدة الدرقية. المهم أنَّ هذه الأمراض المزمنة قد تُصعِّب رحلة علاج الاكتئاب بالأدوية، وتجعلها غير فعالة بالدرجة المطلوبة، ويُعدّ الاكتئاب شائعًا لدى المصابين بـ: لذا ينبغي التعامل مع الأمراض المزمنة بما يُناسِبها من دواءٍ أو طرقٍ علاجية أخرى، ثُمَّ انتظار نتائج مفعول أدوية الاكتئاب. اقرأ أيضًا: هل تعلم أن نقص هرمون السعادة ليس سببًا في الاكتئاب؟ إليك التفاصيل   أدوية الاكتئاب ليست سحرًا، تُزِيل الاكتئاب في غمضة عينٍ مهما كان ما يُحِيط بك، وقد تمر بمشكلاتٍ في حياتك أو تحدّيات هائلة في العمل تُلقِي بثقلها عليك، ما يُفضِي إلى توترٍ مستمر، وربَّما تشعر بغياب أي أثرٍ لدواء الاكتئاب. هذا التوتر المُتجدِّد أو المستمر يُغيِّر كيمياء الدماغ بما يكفي ليُضاد تأثير أدوية الاكتئاب، وخلال أوقات التوتر، قد تُهاجِمك أعراض الاكتئاب، وتحتاج إلى دعمٍ ممَّن يحيطونك برعايتهم. تتغيَّر عمليات التمثيل الغذائي في الجسم مع التقدُّم في العمر، وكذلك بنية الجسم، وقد يتأثَّر انتشار دواء الاكتئاب في الجسم نتيجة لهذه التغييرات، وكل تغيُرٍ في واحدة من هذه الخصائص المذكورة كفيل بتضييع أثر دواء الاكتئاب، فكيف بها إن اجتمعت معًا؟ على سبيل المثال، فإنَّ الجهاز الهضمي تتراجع سرعته مع تقدُّم العمر، ما يُؤخِّر فاعلية بعض الأدوية؛ إذ يتأخَّر امتصاصها. لذلك قد تكون أدوية الاكتئاب سليمةً، وليس بها مشكلة، وإنَّما لم تعُد بنفس التأثير السابق للتقدُّم في العمر، أو قد يُعانِي الرجل مع هبوب رياح الشيخوخة أمراضًا مزمنة تُؤثِّر سلبًا في فاعلية أدوية الاكتئاب كما سبق ذكره. قد يكون جسمك قد اعتاد مضادات الاكتئاب وتحمّلها "Tolerance"، فلم يعُد تأثيرها كما كان في السابق. هل تتذكّر الأيام الأولى من تناول الدواء؟ بالتأكيد كان تأثيره ساحقًا، أمَّا الآن فكأنَّك تتناول دواءً وهميًا لا حقيقيًا. وأشارت دراسات إلى أنَّ 25% من الناس الذين يتناولون أدوية الاكتئاب من فئة مُثبِّطات استرداد السيروتونين الانتقائية "SSRI" يُعانُون تراجعًا في فاعليتها بمرور الوقت. ولم يُعرَف بعد سبب هذه المشكلة، لكن يظن الباحثون أنَّ مستقبلات الدماغ تقل حساسيتها تجاه الدواء بمرور الوقت ومع الاستمرار على تناول الدواء، ومِنْ أشهر أدوية الاكتئاب التي قد يصحبها ذلك التأثير: من الشائع أن تشعر أنّ حالتك النفسية صارت أسوأ بعض الشيء في بداية تناول أدوية الاكتئاب، هذا طبيعي، لكن بعد ذلك تشعر بتحسُّنٍ، ويظهر أثر الدواء الحقيقي. لذا إن كُنت بدأت لتوّك في تناول دواء الاكتئاب، فإنَّ فاعليته الحقيقية تظهر في غضون أسابيع. وفي البداية قد تُعانِي بعض الآثار الجانبية المزعجة، مثل القلق، والإرهاق، أو زيادة الوزن، وكلُّ ذلك طبيعي، وما عليك إلَّا الاستمرار في تناول الدواء وفق توجيه الطبيب، وانتظار أثره الموعود. اقرأ أيضًا: هل يمكن للتنويم المغناطيسي أن يقضي على الاكتئاب؟ إذا شعرتَ أنَّ أدوية الاكتئاب فقدت فاعليتها، فلا تتخلّ عن النصائح الآتية إلى أن تزور الطبيب أو يستعيد الدواء فاعليته: تعمل أدوية الاكتئاب بتوازنٍ دقيق، فإن لم يكن ذلك التوازن نشطًا الآن، فغالبًا ما يستعيد الدواء فعاليته ويرجع إلى مساره الصحيح. فقط لا تتوقف عن تناوله طالما وصفه لك الطبيب. قد يُؤدِّي التوقف عن تناول الدواء فجأةً إلى ظهور أعراضٍ أخرى، قد تكون أكثر ضراوة، ومِنْ ثَمَّ فلن تخسر الكثير إن واظبت على تناول الدواء حتى لو لم تشعر بفعاليته، وعلى الأقل المداومة على ذلك إلى أن تستشير الطبيب.   تحدَّث إلى طبيبك، فهو بالتأكيد خبيرٌ في مثل هذا النوع من المشكلات، فقد يُوصِي بتغيير الجرعة أو يصف دواءً آخر لك، كما أنَّه سوف يُقدِّم لك الدعم اللازم لمواجهة الاكتئاب، والنصائح المهمة لتجاوز الاكتئاب بعيدًا عن الأدوية. ما إن تتناقش مع طبيبك بشأن الأعراض التي تُعانِيها، وغياب أثر الدواء، فقد يشرع الطبيب في وضع خطة علاجية جديدة، وحسب مراجعة لعديد الدراسات عام 2019، في ناحية خسارة أدوية الاكتئاب فاعليتها إثر تحمل الجسم لها، فقد تناولت بعض الاستراتيجيات لاستعادة نشاطها مجددًا، مثل: سواء كانت أدوية الاكتئاب تعمل أم لا، فلا تُهمِل نفسك أبدًا، خاصةً إذا كُنتَ تُعانِي الاكتئاب، ومِمَّا ينبغي فعله في هذا الصدد:

مشاركة :