تقرير إخباري: معارك دموية ضارية مع توسيع إسرائيل للعملية البرية في غزة

  • 11/1/2023
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

قتل وجرح مئات الفلسطينيين اليوم (الثلاثاء) في غارات مكثفة شنتها إسرائيل على قطاع غزة بموازاة توسيع عمليتها البرية والاشتباك مع مسلحي حركة حماس وفصائل أخرى. وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه يخوض معارك ضارية داخل قطاع غزة مع مقاتلين فلسطينيين، قبل أن يعلن لاحقا عن مقتل واصابة عدد من جنوده خلال الاشتباكات، تزامنا مع توسع العملية البرية. وتبنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس عدة هجمات ضد قوات الجيش الإسرائيلي المتوغلة في قطاع غزة، كما واصلت إطلاق القذائف الصاروخية تجاه وسط وجنوب إسرائيل. وأعلنت القسام أنها أبلغت وسطاء لم تحددهم بأنها ستفرج عن عدد من المحتجزين الأجانب لديها في قطاع غزة خلال الأيام القليلة القادمة في ظل عدم حاجتنا لاستمرار احتجازهم. وكثف سلاح الجو الإسرائيلي هجماته على مناطق مختلفة في قطاع غزة. وأعلنت إسرائيل في السابع من الشهر الجاري عن حالة الحرب لأول مرة منذ 50 عاما، وأطلقت على الحرب ضد قطاع غزة أسم "السيوف الحديدية". وجاء ذلك بعد شن حماس لهجوم غير مسبوق أطلقت عليه اسم "طوفان الأقصى"، تخلله اقتحام مقاتليها عدد من البلدات الإسرائيلية المتاخمة لقطاع غزة، أودى بحياة أكثر من 1400 قتيل إسرائيلي. اشتباكات عنيفة في التوغل البري وتوغلت قوات وآليات الجيش الإسرائيلي من منطقة شمال غرب غزة وتمركزت بمنطقة الكرامة شمال المدينة، فيما تمركزت آليات أخرى في غرب مدينة غزة، بحسب مصادر أمنية فلسطينية. وقال الناطق باسم كتائب الأقصى أبو عبيدة إن الجيش الإسرائيلي تقدم في مناوراته البرية في ثلاثة محاور شمال غرب وجنوب مدينة غزة، مؤكدا أن القسام تواصل التصدي المدروس للقوات المتوغلة وخاضت وما تزال مواجهات واشتباكات ضارية معها. وأعلن أبو عبيدة عن تدمير 22 آلية عسكرية للجيش الإسرائيلي متوغلة في قطاع غزة وتنفيذ عمليات تسلل والتفاف وإغارة في جميع محاور التوغل ما أدى إلى قتل وإصابة عدد كبير من الجنود. من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي عن بدء الاجتياح البري لقطاع غزة بشكل رسمي بعد ثلاثة أيام من توغلات محدودة على أطراف القطاع. وجاء الإعلان، على لسان قائد لواء الجنوب في الجيش الإسرائيلي، الميجر جنرال يارون فينكلمان، حيث أصدر الأوامر لانطلاق القوات البرية نحو الاجتياح البري لقطاع غزة. وقالت حركة حماس إن التوغلات البرية للجيش الإسرائيلي جرى تحت غطاء كثيف من القصف الجوي والمدفعي في محاولة بائسة لتحقيق إنجاز لتغطية الفشل العسكري والأمني. وذكرت الحركة في بيان أن كتائب القسام والمقاومة، تخوض معارك بطولية وتشتبك بقوة مع أرتال الدبابات والآليات العسكرية المتوغّلة شمال وجنوب مدينة غزة. ووصفت وزارة الصحة في غزة الهجوم المكثف الذى شنته طائرات حربية إسرائيلية على مخيم جباليا للاجئين في شمال القطاع بأنها "إبادة جماعية" بعد قتل وجرح أكثر من 400 شخص جراء قصف أكثر من 20 منزلا دفعة واحدة، على حد تعبيرها. من جهتها، قالت وزارة الداخلية التي تديرها حركة حماس إن الطائرات الإسرائيلية قصفت حيا سكنيا بما فيه من منازل فوق رؤوس قاطنيه في مخيم جباليا بسبعة 7 قنابل تزن الواحدة منها ألف طن من المتفجرات. وقال شهود عيان إن مئات الضحايا بين قتيل وجريح كانوا ملقون على الأرض وفي الساحات والأقسام في المستشفى (الإندونيسي) شمال القطاع جراء الاستهداف الإسرائيلي لمخيم جباليا. ويعد مخيم جباليا أكبر مخيمات اللاجئين الثمانية في قطاع غزة وأسسته الأمم المتحدة العام 1948 ويعيش فيه أكثر من 116 ألف لاجئ على مساحة تبلغ فقط 1.4 كيلو متر مربع. وقبل ذلك، أعلن مسعفون وعمال إنقاذ عن انتشال 45 قتيلا على الأقل وعشرات الإصابات في غارة إسرائيلية استهدفت عمارتين سكنيتين في مخيم النصيرات للاجئين وسط القطاع. وفي ساعات الظهر، قتل وأصيب العشرات في هجمات إسرائيلية على حي الزيتون ومخيم الشاطئ للاجئين في مدينة غزة ومناطق متفرقة من شمال قطاع. المستشفيات تمتلئ بالضحايا وأعلنت وزارة الصحة في غزة أن الجيش الإسرائيلي ارتكب 18 مجزرة خلال الساعات الماضية راح ضحيتها 216 قتيلا معظمهم من النازحين من مناطق سكنهم. وأفاد الناطق باسم الوزارة أشرف القدرة خلال مؤتمر صحفي في مجمع الشفاء الطبي بارتفاع عدد "المجازر" التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي بحق عائلات قطاع غزة إلى 926 راح ضحيتها آلاف القتلى، على حد قوله. وبحسب القدرة ارتفع إجمالي حصيلة هجمات إسرائيل منذ السابع من أكتوبر الجاري إلى 8525 منهم 3542 طفلا و2187 سيدة وإصابة 21543 آخرين بجراح مختلفة. وأضاف أن وزارة الصحة تلقت 2000 بلاغ عن مفقودين منهم 1100 طفل مازالوا تحت الأنقاض، لافتا إلى مقتل 130 كادرا صحيا وتدمير 25 سيارة إسعاف وخروجها عن الخدمة. هجمات صاروخية من حماس وواصلت كتائب القسام إطلاق رشقات صاروخية مكثفة باتجاه وسط وجنوب إسرائيل، كما تبنت سرايا القدس الجناح العسكري للجهاد الإسلامي عمليات إطلاق مماثلة. وقالت القسام في سلسلة بلاغات عسكرية إنها قصفت تل أبيب وغوش دان وكلاهما على دفعتين، وأسدود وبلدة نير اسحاق وقاعدة نيفاتيم الجوية برشقات صاروخية "رداً على المجازر الإسرائيلية بحق المدنيين" في قطاع غزة، على حد قولها. فيما أعلنت وسائل إعلام عبرية عن إصابة 4 إسرائيليين بجروح جراء سقوط قذيفتين في أسدود، حيث وصفت حالة أحدهم (50 عاما) بالخطيرة بينما الآخرون وصفت حالتهم بالطفيفة. في المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي عن تمكن طائرات حربية بتوجيه استخباري من تصفية القيادي العسكري في حركة حماس نسيم أبو عجينة قائد كتيبة بيت لاهيا في شمال قطاع غزة. وذكر الجيش في بيان للناطق باسمه افيخاي ادرعي أن القتيل شغل في الماضي منصب قائد القوة الجوية في حماس ولعب دورًا في تطوير القدرات المسيرة والطيران الشراعي في الحركة. خطر نفاد الوقود وأعلنت وزارة الصحة في غزة بدء العد التنازلي لتوقف المولد الرئيسي للكهرباء في كل من مستشفى الشفاء والإندونيسي، أكبر مستشفيات القطاع، مع نهاية يوم غد الأربعاء. وقال مسئولون في الوزارة إن المولدات الاحتياطية في المستشفيين لن تتمكن من تغطية الاحتياجات الكهربائية، مما سيؤدي إلى توقف عمل العديد من الأقسام الحيوية، بما في ذلك قسم العمليات والعناية المركزة. وما تزال إسرائيل ترفض السماح بإدخال المشتقات البترولية مع شحنات المساعدات بشكل محدود بحجة أن حماس قد تستولي عليها. ودخلت دفعة جديدة من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة عبر معبر رفح البري مع مصر مكونة من 83 شاحنة تحمل كمية من المستلزمات الطبية والأدوية الطارئة والمياه والمواد الغذائية. ودخلت 167 شاحنة منذ 21 أكتوبر إلى القطاع، بحسب ما أعلنت الأمم المتحدة صباح اليوم، وهو رقم ضئيل مقارنة بالاحتياجات الإنسانية الهائلة للسكان، وفق ما تقول منظمات إغاثية دولية. وتتكدس أطنان من المساعدات عند معبر رفح الحدودي الفاصل بين مصر وقطاع غزة بانتظار أن تفتشها إٍسرائيل، بحسب مصادر فلسطينية ومصرية. ويرزح القطاع الذي يقطنه 2.3 مليون نسمة تحت وطأة ضربات جوية إسرائيلية متواصلة بعد هجوم مقاتلي حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر الجاري.

مشاركة :