ناقشت رسالة دكتوراة عمانية بقسم التاريخ في كلية الآداب والعلوم الاجتماعية بجامعة السلطان قابوس، طريق الحرير بين سلطنة عمان وجمهورية الصين الشعبية، وأدواره الحضارية، بحسب بيان للجامعة اليوم (الثلاثاء). وذكر البيان أن هذه الرسالة للطالبة مريم سعيد البرطماني، وجاءت تحت عنوان "طريق الحرير البحري بين عمان والصين وأدواره الحضارية من القرن الثامن إلى الخامس عشر الميلادي". وأوضح البيان أن الدراسة سعت إلى تتبع دور طريق الحرير البحري بين عمان والصين وأدواره الحضارية ما بين القرون من الثامن إلى الخامس عشر الميلادي، من خلال دراسة محطاته وأهم موانئه، والأخطار المرافقة له، وذكر لأهم الرحالة والتجار العمانيين والصينيين الفاعلين فيه، وما نتج عن استغلاله من تأثيرات حضارية ما بين البلدين. وأكد أن الدراسة توصلت إلى عدد من النتائج أهمها: أن الطريق البحري قد اختصر المسافات مقارنة بالطرق البرية، متجنبا صراعات سياسية، وأثنية، ودينية بين المناطق التي تسلكها الطرق البرية، والحرص على نقل أنواع معينة من البضائع التي تتضرر عند نقلها على الطرق البرية. وأضاف البيان " ثبت من خلال تقارير المسح الأثري في سلطنة عمان وجود تأثيرات فنية صينية في زخرفة بعض محاريب المساجد العمانية بأشكال مختلفة من الأواني الصينية المدمجة في الجدران حول محاريب بعض المساجد العمانية في عدة ولايات عمانية، مثل: مسجد العين في ولاية منح (تبعد عن العاصمة مسقط نحو 160 كلم)، وفي مسجد الصواوفة في ولاية سناو (تبعد عن العاصمة مسقط نحو 200 كلم)". وقالت الباحثة وطالبة الدكتوراة مريم البرطماني في تصريحات خاصة لـ((شينخوا)) "قمت بتقسيم الدراسة إلى مقدمة وتمهيد وأربعة فصول وخاتمة، وركز الفصل الأول على الطرق والموانئ البحرية في عمان والصين من القرن الـ 9 إلى الـ 15م. وأضافت أن الفصل الثاني تناول السفن العمانية والصينية والملاحة البحرية في ثلاثة مباحث، وعالج الفصل الثالث الرحلات البحرية العربية والعمانية مع الصين في ثلاثة مباحث، وتناول الفصل الرابع مظاهر العلاقات السياسية والتجارية والحضارية بين البلدين وذلك في ثلاثة مباحث. وأوضحت الطالبة العمانية أنها أعتمدت على المنهج التاريخي القائم على وصف الحدث وتحليله في إطار تتبع مسار طريق الحرير البحري بين عمان والصين وأدواره الحضارية لأهميته. وأكدت البرطماني أنها استخدمت دراسة المنهج المقارن عند التطرق إلى نصوص المصادر العربية والصينية والإنجليزية، بالإضافة إلى أنها استثمرت بعض تقارير نتائج البحث الأثري للوصول إلى الحقائق التاريخية. وقالت "تمحورت إشكالية الدراسة في الإجابة على سؤال محوري يتلخص في إبراز اسهامات طريق الحرير البحري، وموانئه العمانية والصينية، والسفن المبحرة فيه، واسهامات الرحالة وتجار البلدين في بناء علاقات سياسية، وتجارية، وحضارية بين عمان والصين من القرون الـ (9 إلى 15) ميلادي". أشرف على رسالة الدكتورة فاطمة بلهواري، الأستاذة المساعدة بقسم التاريخ، وشارك في الإشراف الدكتور بدر بن هلال العلوي، الأستاذ المساعد بالقسم نفسه. وترأس لجنة المناقشة الدكتور مصعب محلا، وبعضوية الممتحنين الخارجيين: الدكتور محمد صادق معين من جامعة تورانتو بكندا، والدكتور طارق فتحي سلطان من جامعة الموصل العراقية، والممتحن الداخلي الدكتور علي بن سعيد الريامي، رئيس قسم التاريخ بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية بجامعة السلطان قابوس. ترتبط سلطنة عمان والصين بعلاقات تاريخية تمتد إلى أكثر من ألف سنة، كما تربطهما علاقات سياسية و اقتصادية واستثمارية وتجارية وطيدة منذ اقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، ومنها أن الصين تستورد نحو 80 بالمائة من صادرات النفط العماني سنويا. كما أن الصين هي أكبر مستثمر في ولاية الدقم العمانية (تبعد عن العاصمة مسقط نحو 550 كلم) وتستثمر فيها من خلال الحديقة الصناعية الصينية العمانية بالدقم، وستصل جملة استثمارات الصين بها عند اكتمالها 10.7 مليار دولار.
مشاركة :