سؤال عريض يتردد في الأوساط الاتحادية هذه الأيام ويرتبط بالتفريط باللاعبين الكبار في الفريق الكروي الأول والذين حققوا إنجازات على مدار سنوات، والسؤال هذه المرة يتمحور ليس على الجوانب الفنية التي أشبعها الجميع فنيون وأعضاء شرف اتحاديين وغيرهم، ولكن السؤال يتمحور في كون أن اللاعبين غادروا الاتحاد دون أن تستفيد منهم خزينة النادي، ومحور السؤال الدائر في الأوساط الاتحادية من يحاسب إدارة محمد فايز ومن بعده عادل جمجوم على هذا التفريط في حقوق العميد المالية، والأسماء كبيرة ومن العيار الثقيل، فأسطورة الاتحاد محمد نور غادر للنصر ببلاش، ونايف هزازي بمبلغ بخس 6 ملايين ريال وهو يساوي 25 مليونًا، وغالطت الإدارة الاتحادية كثيرًا في القيمة المالية لهزازي، وذكر عادل جمجوم في آخر تصاريحه بأن الصفقة بلغت 11 مليون ريال، ثم نجحت «المدينة» في تقديم مستند اتفاقية الانتقال لتبرهن للجميع بأن المبلغ الحقيقي كما هو مكتوب في الاتفاقية 6 ملايين ريال، وأن المعلومات التي تقدمها الإدارة هي تضليل للجماهير والرأي العام، أما إذا تمسكت بإثباتها فتلك قضية أخرى تحتاج إلى مستندات جديدة وتوريد مبالغ لخزينة العميد، ومن بعد نايف هزازي غادر سعود كريري دون أن يستفيد الاتحاد منه ريالًا واحدًا منتقلًا للهلال، وتلك قصة بسيناريو غريب جدًا، فاتفاقيته مع إدارة محمد بن داخل 9 ملايين و500 ألف ريال لـ3 سنوات ألغيت، وقلصت المدة إلى سنتين ورفعت القيمة إلى 13 مليونًا و500 ألف ريال، وأخطر ما ورد في عقد كريري هو البند 26 الذي سمح للاعب أن يترك النادي قبل نهاية عقده على أن يحتفظ بكافة حقوقه، وهذا ما حدث بالضبط وكأنه سيناريو مرتب، فاللاعب غادر وترك الاتحاد قبل أن ينتهي العقد، والخاسر العميد والمستفيد اللاعب. جميع الصفقات السابقة هي صفعات للاتحاد تلقى بها ضربات موجعة فنية ومالية، ومن يصدق أن محمد نور ونايف هزازي وسعود كريري يخرجون من الاتحاد دون مردود مالي، وعلى أقل تقدير كان هذا الثلاثي سيدر على خزينة العميد ما يقارب الـ100 مليون ريال، ولكنه التفريط الذي يعيشه الاتحاد، أما تبريرات إدارة العميد بأن جميعهم تنازلوا عن مستحقات مالية، فهي أضحوكة لمن أراد أن يستمتع بالضحك. واستعاد الاتحاديون مسلسل التفريط وهم يتابعون مباراة الفريق أمس الأول أمام الفتح، فالحارس علي المزيدي الذي ذاد عن مرمى الفتح ببسالة هو أحد الأسماء التي فرطت بها إدارة الاتحاد.. لاعب صغير في السن وفي خانة يحتاجها الفريق، وبمجرد بزوغ نجم فواز القرني تم التنازل عن المزيدي بسهولة، فمستوى القرني تراجع لعدم وجود المنافسة، والبديل مفقود في حراسة عرين النمور، لتكشف تلك الصفقة مستوى التفكير الذي تدير به إدارة الاتحاد النادي، والظهير الأيسر في فريق الفتح مشعل السعيد هو الآخر غادر الاتحاد بالمجان، وحتى تكتمل المنظومة الفنية فإن الظهير الأيمن في الفريق الاتفاقي إبراهيم هزازي قد ترك الاتحاد بالمجان، والأخير له ميزة مختلفة عن غيره، فقد تمسك بمستحقاته المالية ولا زال يضيق الإدارة الاتحادية الأمرين في كل فترة تسجيل. بمراجعة دقيقة للأسماء التي فرط بها الاتحاد دون مردود مالي وهم الأسطورة محمد نور صاحب الـ21 بطولة، والهداف الخطير صقر الكرة السعودية نايف هزازي، وقائد المنتخب الوطني الأول سعود كريري، وحارس المرمى الشاب علي المزيدي، والظهير الأيسر مشعل السعيد، والظهير الأيمن إبراهيم هزازي.. قد يكون التغيير ضمن منظومة الاحتراف، ولكن أن يكون الاحتراف بمغادرة اللاعبين دون أي مردود مالي هذا هو الابتكار الجديد والاختراع الكبير الذي قدمته الإدارة الاتحادية للكرة السعودية، والخاسر الأكبر هو العميد وخزينته الخاوية على عروشها. المزيد من الصور :
مشاركة :