قررت نقابة الممثلين في هوليوود الامتناع عن الاحتفال بالهالوين متنكرين في أزياء شخصيات الأفلام والمسلسلات كباربي وأبطال “مارفل” الخارقين، مقاطعين الأستوديوهات الكبيرة التي ينفذون إضراباً بوجهها، واكتفوا بالأشباح ومصاصي الدماء والزومبي والعناكب والضفادع. لوس أنجلس (الولايات المتحدة) – حرص الممثلون الهوليووديون خلال احتفالهم الثلاثاء بعيد الهالوين على أن يقاطعوا في هذا المجال أيضاً الأستوديوهات الكبيرة التي ينفذون إضراباً بوجهها، من خلال امتناعهم عن التنكر بهيئة شخصياتها، كباربي وأبطال “مارفل” الخارقين، مكتفين بالأشباح ومصاصي الدماء. وتحتفل الكثير من المدن حول العالم بأيام الهالوين التي تستمر حتى 31 أكتوبر، من خلال المسيرات والمسرحيات وعروض الطهى على شرف المتوفين، وذلك عشية عيد جميع القديسين. ولا يزال التحرك المطلبيّ الذي بدأه الممثلون في يوليو متواصلاً رغم فكّ إضراب كتّاب السيناريو، متسبباً تالياً بحال من الشلل تصيب حركة إنتاج الأفلام والمسلسلات الأميركية. وبينما كانت المفاوضات جارية، أصدرت نقابة الممثلين “ساغ – أفترا” تعليمات صارمة لأعضائها تتعلق بسبل الاحتفال بعيد الرعب، قضت بمنع التنكّر بملابس الشخصيات التي تظهر في الأفلام أو البرامج التلفزيونية الناجحة حالياً، كما منعت تجسيد شخصيات ولو حتى من عالم الرسوم المتحركة الخاصة بالشركات المذكورة، لاسيما “ميليفيسنت، سنو وايت، رابنزل”، وغيرها من البرامج كـ”سبونج بوب وأصدقائه” مثلاً. وهددت النقابة بطرد كل من يخرق هذه التوجيهات الجديدة. ولن يقتصر الأمر على شخصيتي “باربي” و”وينزداي”، بل على سبيل المثال، قد يرغب محبو فيلم السيرة الذاتية لكريستوفر نولان “أوبنهايمر” بتجسيده، وهو ما يُمنع على أعضاء النقابة القيام به لأن الفيلم تابع لشركة “يونيفرسال”. pp وبدلاً من ذلك، وفق النقابة، يمكن للأعضاء اختيار أزياء لا تُعتبر ترويجاً لأيّ برامج أو أعمال على الشاشة، كالأشباح، الزومبي، العناكب، والأموات الأحياء. وأضافت النقابة في بيان أصدرته أخيراً “فلنستخدم قوتنا الجماعية للتعبير عن موقف قويّ وواضح تجاه أصحاب العمل لدينا مفادها أننا لن نروّج لمحتواهم من دون عقد عادل”. ولوحظ التزام واسع بهذه التوجيهات في صفوف المشاركين في الاعتصام في لوس أنجلس الثلاثاء. فأمام مقرّي “نتفليكس” و”باراماونت”، بدا الممثلون متنكرين بطريقة عامة جداً، إذ اختاروا التنكّر على هيئة ساحرات أو خفافيش أو حتى ضفادع بدلاً من الظهور على شكل أبطال خارقين مثلاً أو بطلات فاتنات، كما يفضّلون عادة في عيد الهالوين. وقالت الممثلة سونيا غريس التي كانت متنكرة على شكل تلميذة لوكالة فرانس برس “سيكون من الغريب بعض الشيء الاحتجاج على هذه الشركات وفي الوقت نفسه دعمها”. أما زميلتها كريستان كوبلاند التي كانت تطلق صيحات الاستهجان ضد رؤساء الأستوديوهات الكبرى ومنصات البث التدفقي، فاختارت زيّ قطة. ويطالب الممثلون منذ ثلاثة أشهر بتحسين أجورهم وبضمانات في ما يتعلق بالذكاء الاصطناعي. وخلافاً للجمود الذي شهدته المفاوضات في الصيف وعدم إحرازها أيّ تقدّم، تكثفت المفاوضات في الأسابيع الأخيرة. وبات الطرفان يجتمعان بصورة شبه يومية ويبديان تفاؤلاً حذراً من دون التوصل إلى تسوية حاسمة. pp وكان كتّاب السيناريو توصلوا إلى اتفاق مع الأستوديوهات على الرواتب في الشهر الماضي، ما أنهى إضراباً استمر خمسة أشهر تقريباً. لكنّ المطالب المتعلقة بالرواتب التي أعلنت عنها “ساغ – أفترا” أعلى من تلك التي طرحها كتّاب السيناريو. ويطالب الممثلون بزيادة أكبر على رواتبهم والحصول على نسبة من الأرباح التي يحققها عمل ناجح بدل الحصول على مكافأة بسيطة. وإذا لم يُفكّ الإضراب في الأيام المقبلة، فلن يكون بالإمكان على الأرجح معاودة الإنتاج السينمائي والتلفزيوني هذه السنة، إذ أن عجلة العمل في هوليوود تتوقف أصلاً في زمن أعياد نهاية السنة. وقالت الممثلة ميكل ماكوسلين التي تشارك في تنظيم الإضراب مع النقابة “أعتقد أن وجودنا جميعاً هنا يخيف الأستوديوهات منذ 110 أيام”. وشدّدت على أن “الوقت حان لتتفاوض” شركات الإنتاج مع الممثلين وتعطيهم ما يحتاجون إليه. ورأت أن هذا الإضراب المطوّل يجب ألاّ يمنع الممثلين من قضاء وقت ممتع في عيد الهالوين. وأضافت “ثمة الكثير من الأشخاص من غير الممثلين يدعموننا، لذلك بالطبع نريد الاحتفال بعيد الهالوين معهم (…) لكننا نريد أيضاً أن نبقى أقوياء ونقاتل من أجل التوصل إلى اتفاق عادل”.
مشاركة :