- رؤية المملكة 2030 أولت حماية البيئة أهميةً قصوى بوصفها إحدى الركائز الرئيسة الثلاث لتحقيق التنمية المستدامة، واتُّخذت خلال السنوات القليلة الماضية خطوات مهمة في هذا المجال تمثلت في اعتماد الإستراتيجية الوطنية للبيئة التي تضمنت عشرات من المبادرات للارتقاء بجميع النطاقات البيئية، وإعادة هيكلة قطاع البيئة من خلال إنشاء صندوقٍ للبيئة وخمسة مراكز بيئية متخصصة، واعتماد نظام جديد للبيئة يتوافق مع أفضل الممارسات العالمية. - لتأكيد الرقابة والالتزام بهذه الجهود فقد تأسس المركز الوطني للرقابة على الالتزام البيئي في عام 2020 م ليراقب ويؤكد الالتزام بالمحافظة على البيئة وحمايتها وصون مواردها ؛ وتحقيق التوازن البيئي، حيث يعمل هذا المركز وفق أطر الحوكمة ككيان مستقل مالياً وإدارياً بالتكامل مع باق مكونات الإطار المؤسسي للمنظومة الوطنية للبيئة؛ ومن خلال مراقبة التزام كافة الأنشطة التنموية بالأنظمة والمعايير والاشتراطات البيئية المعتمدة؛ والحد من التلوث بوضع الخطط والبرامج، والحلول المناسبة من خلال وضع الضوابط والاشتراطات البيئية ومتابعة إنفاذ الأنظمة واللوائح البيئية، وذلك لتحقيق تطلعات القيادة الرشيدة حيال الارتقاء بالالتزام البيئي وتحقيق التوازن بين التنمية وحماية البيئة . - ينطلق هذا الوعي بالبيئة من سعي حثيث لتحسين جودة الحياة واستدامة المعيشة للأجيال القادمة، فهذه الجهود لن تتعزز مالم يكن هنالك شراكة مجتمعية بين القطاع الحكومي والخاص والغير ربحي، ووعي من الأفراد لفهم السلوكيات التي تتسبب في الإيذاء اليومي أو اللحظي للبيئة، للسيطرة على التلوث والانبعاثات الضارة. - مشروع دراسة الالتزام البيئي في مصانع الاسمنت بالمملكة من ضمن مشاريع كثيرة يتبناها مركز الالتزام البيئي، لضمان الأداء الصحي لمصانع الإسمنت بالمملكة بتأكيد خلوها من الانبعاثات بمختلف أنواعها، مع وضع الحلول المناسبة في حال وقع التلوث ، حيث أن الأغبرة المنبعثة من مصانع الاسمنت تلحق أضراراً بيئية بالأرض والزراعة وقاع البحر، وتؤثر على العاملين والسكان القريبين من المصانع، ومن الأمراض التي تتسبب فيها صناعة الإسمنت للعاملين فيها بشكل خاص وعلى صحة الإنسان المجاورين بشكل عام هي مرض داء الرئة Silicosis ، والسعال وضيق التنفس ، والربو ، بسبب تأُثيرها على الأغشية المخاطية في الجسم وغير ذلك من المخاطر ما يستلزم رقابة بيئية عبر دراسة محكمة توائم بين التطور الصناعي مع قياس أداء الالتزام البيئي، وقدرة كل على مصنع السيطرة على الانبعاثات الصادرة، وحصر الطاقة الانتاجية لكل مصنع، وعدد خطوط الانتاج، والمداخن ومحطات الكهرباء ، مايساهم في رصد المصانع التي تعمل بلا رخصة تشغيل بيئي، و معرفة المصانع التي لديها خطة إجراءت تصحيحة في سبيل الحصول على تراخيص التشغيل البيئي، و توجيه مصانع الأسمنت المخالفة لتقديم خطط تصحيح بيئي، محددة ببرنامج زمني، وتكلفة تقديرية، ومتابعة تنفيذها وقياس نسب الإنجاز بواسطة المركز الوطني للرقابة على الالتزام البيئي، كما يدعم هذا المشروع استبدال الوقود الثقيل بالغاز الطبيعي لخفض الانبعاثات سواء من مداخن الأفران أو محطات الكهرباء الموجودة بالمصانع. - دعم الوعي بأهمية الحفاظ على البيئة يعد اللبنة التأسيسية لفكر صناعي مهني يوازن بين الانتاجية والربحية بدون إضرار للبيئة لحفظ المقدرات الوطنية والمجتمعية، ويعزز ذلك الوعي المجتمعي بأهمية الحفاظ على البيئة ، وحبذا لو تبناها المركز الوطني للرقابة على الالتزام البيئي بصناعة الفكر للطلبة من خلال الورش والدورات التدريبة باعتبار الوعي البيئي من أهم روافد الوعي الحضاري في الوقت المعاصر.
مشاركة :