هي المملكة لا تتوقف عن الركض، ولا تستكين للهدوء دون فعل وعمل، لديها شغفٌ كبيرٌ في تواصل الإنجازات، بحراك لا يتوقف، يليه ويتبعه ما نراه من أعمال خالدة، وليس هناك من لم يلفت نظره ما تحققه المملكة على أرض الواقع باتجاهها نحو المستقبل، ونحو المزيد من العمل الفاعل، والطموحات التي لا حدود لها. * * ووِفق رؤية المملكة 2030 أصبح العمل يتم وفق خطط مدروسة، وبناء على تصور كامل، وتحديد أزمنتها وأهدافها ونتائجها مقدَّماً، بما لا ارتجال في الخطط، ولا تسرُّع في تحقيق هذه الأهداف، إذ ينبغي أن يكون ذلك ضمن الصورة المرسومة لما يجب إنجازه، وأن يكون في حدود إطارها المتناغم مع الرؤية المباركة. * * وها هي المملكة تضيف نجاحاً جديداً إلى نجاحاتها، وتضم إنجازاً حديثاً إلى مجمل إنجازاتها، وتتبوأ مركزاً إضافياً في مسلسل تقدُّمها رياضياً بانسجام مع الاهتمام غير المسبوق بالنشاط الرياضي، بترشيحها (وحيدة) لتنظيم كأس العالم عام 2034م، تثميناً من اتحاد الفيفا لكرة القدم ومن الاتحادات الدولية والقارية لإمكانات المملكة وقدراتها الهائلة لتقديم أفضل تنظيم لهذا المحفل الرياضي العالمي. * * يقودنا كل هذا إلى التذكير بما سبق أن صدر من قرارات لتخصيص الأندية، واستقطاب لنجوم العالم في كرة القدم ليلعبوا في الدوري السعودي، واستضافة أشهر الفرق العالمية لتقيم مباريات السوبر في ملاعب المملكة، والتوسع في بناء المنشآت الرياضية والملاعب، وزيادة الميزانية المخصصة للرياضة، والاهتمام بأنواع الرياضات الأخرى، واستضافة العالميات منها. * * لكن قبل كل هذا، يجب أن نعيد إلى ذواكرنا أن وراء هذا الإنجاز الجديد ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الذي عمل وتابع، وقدَّم كلَّ جهد، ووظَّف كل الإمكانات، وإذا به يحصد ما سعى سموه إليه، وهو ترشيح المملكة لتنظيم كأس العالم، بهدوء، وصمت، معتمداً على قاعدة: اتركوا العمل يتكلم، وشعار: قليل من الكلام كثير من العمل. * * كانت حكمة ودراية وخبرة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء وراء حسم ملف استضافة كأس العالم، وبهذا الإجماع غير المسبوق في نسبة تأييد الملف السعودي، حيث انفرد الملف بتأييد تاريخي، وكأنه يأتي تثميناً وتتويجاً لما يحظى به القطاع الرياضي من دعم كبير من القيادة، واهتمام خاص من سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان. * * كانت هناك ثقة من الاتحادات الإقليمية والدولية بدعم الأمير محمد بن سلمان واهتمامه باستضافة كأس العالم، مستذكرين اهتمام سموه ودعمه للقطاع الرياضي بالمملكة، ما عزَّز ريادة المملكة في مختلف الرياضات والمنافسات العالمية، حتى أنها أصبحت اليوم موطن الأحداث الرياضية الكبرى الدولية، ولها دور ريادي بارز في ترسيخ روح المنافسة، وزيادة الشغف بالرياضة لرفع جودة الحياة. * * هذه الاستضافة سوف تحقق للمملكة الكثير من الآثار الإيجابية في الاقتصاد، والبنية التحتية، والاستثمار، والسياحة، ولهذا جاء ملف الاستضافة مدروساً بشكل علمي وعميق، وتم تقديمه مبكراً، وبتأييد أكثر من 125 اتحاداً كروياً من مختلف دول العالم، ما يؤكد قوة المملكة وقدرتها على التأثير، باعتبارها دولة رائدة قارياً وعالمياً. * * شكراً سمو الأمير محمد بن سلمان على حرصكم الدائم على تلبية احتياجات ورغبات الشباب السعودي، وتمكينهم من أن يستمتعوا بتنظيم كأس العالم في بلادهم، ضمن سلسلة من المبادرات التي تُعنى بالشباب، ويقودها سموكم باهتمام وحرص دائمين.
مشاركة :