سلمان ملك المرحلة وصانع تاريخها - خالد بن حمد المالك

  • 10/12/2016
  • 00:00
  • 84
  • 0
  • 0
news-picture

لم يكن الملك سلمان بلا تاريخ، أو من غير تجربة، أو من لم يلهمه الله حكمة القيادة، وكفاءة الاقتدار في مواجهة التحديات، فسلمان وريث مجد، وسليل فارس، وقامة بين القادة، فيه من صفات والده الكثير، القوة والأناة والصبر والشجاعة، وحسن التصرف مع كل حالة بما تتطلبه من موقف وإقدام. ** هو اليوم يقود الأمة العربية والإسلامية بعقله لا بعاطفته، وبالتفاف الأشقاء والأصدقاء حول قيادته مَلِكاً لا يَهاب، وزعيماً يُحسب لكلمته الحساب المقدر، بوصفه خادماً للحرمين الشريفين، وقائداً يُحسن إدارة دفة الأمور في السلم والحرب، فلا يتهور في مواقفه، ولا يتراخى في أخذ القرار الصحيح. ** في عهده حافظ على مكانة المملكة، وعلى قوتها وحضورها الدولي الفاعل، ولم يسلِّم مصالح بلاده للمغامرين في الداخل أو الخارج، أو يتهاون في الدفاع عن مكتسباتها، رغم شراسة التحديات، وبلوغ المؤامرات هذا الحجم المدوّي، بل واجه كل ذلك بشجاعة وإقدام، ووقف أمام هذه الأخطار المحدقة بنا الموقف البطولي الذي أضاف به مجداً إلى أمجاده الكثيرة. ** هو سلمان بن عبدالعزيز، يتصرّف ويعمل بنبض قلبه ومشاعره نحو وطنه ومواطنيه وأمته، مقدام لا يتراجع، شجاع لا يخاف، وجسور لا يتردد في أخذ المواقف المناسبة كلما شم بأن هناك من يُخطِّط للإيقاع بالوطن، أو أن هناك رائحة لمؤامرة تُستدرج بها بلادنا إلى مكامن الخطر، وبهذه القيادة الحكيمة أمكن لأحد القادة التاريخيين العظام وهو سلمان بن عبدالعزيز بأن يجعلنا نعيش في ظلِّ وطن آمن. ** لكن قدرنا أن ينخفض سعر برميل البترول إلى أكثر من النصف، فتتأثر بذلك إيرادات المملكة إلى ما يعادل ذلك، وأن تخوض قواتنا المسلحة الباسلة حرب الوقاية «باسم عاصمة الحزم» في اليمن الشقيق، بتكاليفها العالية دفاعاً عن الوطن، وإفشالاً للمؤامرة الإيرانية الخطيرة، وأن يكون لبلادنا موقفها التاريخي المسؤول من الوضع في سوريا والعراق، وكلها بثمنها وتكاليفها، ما ألهم الملك سلمان إلى أخذ قرارات مفصلية تحد من آثارها وتداعياتها، وتبقي المملكة دولة قوية ومُهابة، لكونها القلب النابض للعرب. ** هذه مرحلة تاريخية عابرة، ستليها - إن شاء الله - عودة أسعار النفط إلى مستويات عالية، وهزيمة إيران والحوثيين والمخلوع صالح في اليمن، وعودة السلام والاستقرار لدولنا ومنطقتنا، وسيذكر الناس كم كان الملك سلمان حكيماً وواعياً ومدركاً حين اتخذ قرار الحرب، وحين أخذ بقرارات الترشيد، وحين واصل تنفيذ المهم من المشروعات ومن برامج التنمية، فلم يسمح بإيقاف توسعة الحرمين الشريفين، ولا بتوقف مشروعات السكك الحديدية، أو توسعات المطارات، وركز على الاهتمام بالتعليم والصحة وغيرها كثير. ** لهذا نقول: سِر بنا يا سلمان كما تفعل الآن ودائماً، فبهذه الخطى المحسوبة سوف نحافظ على الوطن، نطوره، ونحميه، ونعزز من مكانته بين دول العالم، فالرؤية وبرنامج التحول الوطني، هي طريقنا الذي رسمته لنا، كي نبقى أقوياء، وأصحاب نفوذ بلا مطامع، فهمّنا واهتماماتنا أن نكون أشداء على عدونا، متعاونين مع من يتعاون معنا، تقودنا يا سلمان، وتزرع فينا حب الوطن والإخلاص له، فأنت ملك المرحلة، وأنت صانع تاريخها.

مشاركة :