ظل والد مريم رافضا لعملها في السينما، لذلك قام بزيادة أجرها في كل فيلم جديد، بهدف إبعاد المنتجين عن ابنته، لكنهم كانوا يوافقون على المبلغ الذي يحدده، وهكذا انخرط أبناء مهندس الري «مريم ويوسف» في الوسط الفني. وعن أول أجر تقاضته في السينما، قالت: أخذت عن فيلم «ليلة غرام» ألف جنيه، ووضعها أبي في حسابي بالبنك، وقال لي: عندما تتزوجي خذي نقودك، وبعدها عملت فيلمين، وكل فيلم تقاضيت عنه ألفي جنيه، ثم ارتفع أجري إلى 2500 جنيه، ثم جاء المخرج محمود ذوالفقار، ليتفق مع والدي حول فيلم «الشك القاتل»، فطلب منه والدي ثلاثة آلاف جنيه، وكانت زيارته لمنزلنا، بداية صفحة جديدة في حياتي». لم تنته تجربة فيلم «ليلة غرام» 1951، دون أن يتعاقد المنتج جبرييل نحاس مع والد مريم على ثلاثة أفلام أخرى، وفي كل فيلم جديد، كان مهندس الري يشترط مضاعفة الأجر، حتى لا يوافق نحاس، لكن الأخير أبرم العقود معه دون اعتراض، وبذلك دخلت النجمة الصاعدة إلى مرحلة الاحتراف، وتآلفت مع حياة الأضواء والشهرة. اللافت في هذه الفترة أن أفلام «الأبيض والأسود» تصدرت المشهد السينمائي، ولم يغامر أحد من المنتجين باستثناء عدد قليل ـ بإنتاج فيلم بالألوان الطبيعية، لتكلفته العالية، واضطراره إلى تنفيذ الطبع والتحميض في معامل باريس، ولكن النجمة الصاعدة كانت أكثر حظا، حين قامت ببطولة فيلمها الملون الأول «رد قلبي» للمخرج عز الدين ذو الفقار. عشقت مريم التمثيل، وعبر مسيرة قاربت 400 فيلم، تعاملت مع أجيال من الفنانين والمخرجين، وتنقلت من أدوار الفتاة الرومانسية إلى المرأة الناضجة، ورحبت بدور الأم وهي لم تتجاوز الأربعين من عمرها، لتزداد تألقاً، وتثبت أن لديها قدرات تمثيلية هائلة، فيما ظلت نجمات أخريات، يخفين أعمارهن الحقيقية، ويلجأن إلى عمليات التجميل، ليحافظن على أدوار البطولة المطلقة.
مشاركة :