في الحلقة الفائتة صعدت مريم فخر الدين إلى قمة الأضواء والشهرة، لتصبح من أشهر نجمات جيل الخمسينيات، وتتابعت أيام الطفولة والصبا، وتحدثنا عن نشأتها في بيت والدها مهندس الري وأمها المجرية، وكيف طرق بابها كبار المخرجين والمنتجين، لتتحول من فتاة غلاف إلى أيقونة سينمائية، ويطاردها المعجبون وطالبو الزواج، لكن نجمة الرومانسية كانت على موعد مع مفاجآت أكثر إثارة. ظل والد مريم رافضا لعملها في السينما، لذلك قام بزيادة أجرها في كل فيلم جديد، بهدف إبعاد المنتجين عن ابنته، لكنهم كانوا يوافقون على المبلغ الذي يحدده، وهكذا انخرط أبناء مهندس الري «مريم ويوسف» في الوسط الفني. وعن أول أجر تقاضته في السينما، قالت: أخذت عن فيلم «ليلة غرام» ألف جنيه، ووضعها أبي في حسابي بالبنك، وقال لي: عندما تتزوجي خذي نقودك، وبعدها عملت فيلمين، وكل فيلم تقاضيت عنه ألفي جنيه، ثم ارتفع أجري إلى 2500 جنيه، ثم جاء المخرج محمود ذوالفقار، ليتفق مع والدي حول فيلم «الشك القاتل»، فطلب منه والدي ثلاثة آلاف جنيه، وكانت زيارته لمنزلنا، بداية صفحة جديدة في حياتي». لم تنته تجربة فيلم «ليلة غرام» 1951، دون أن يتعاقد المنتج جبرييل نحاس مع والد مريم على ثلاثة أفلام أخرى، وفي كل فيلم جديد، كان مهندس الري يشترط مضاعفة الأجر، حتى لا يوافق نحاس، لكن الأخير أبرم العقود معه دون اعتراض، وبذلك دخلت النجمة الصاعدة إلى مرحلة الاحتراف، وتآلفت مع حياة الأضواء والشهرة. اللافت في هذه الفترة أن أفلام «الأبيض والأسود» تصدرت المشهد السينمائي، ولم يغامر أحد من المنتجين باستثناء عدد قليل ـ بإنتاج فيلم بالألوان الطبيعية، لتكلفته العالية، واضطراره إلى تنفيذ الطبع والتحميض في معامل باريس، ولكن النجمة الصاعدة كانت أكثر حظا، حين قامت ببطولة فيلمها الملون الأول «رد قلبي» للمخرج عز الدين ذو الفقار. عشقت مريم التمثيل، وعبر مسيرة قاربت 400 فيلم، تعاملت مع أجيال من الفنانين والمخرجين، وتنقلت من أدوار الفتاة الرومانسية إلى المرأة الناضجة، ورحبت بدور الأم وهي لم تتجاوز الأربعين من عمرها، لتزداد تألقاً، وتثبت أن لديها قدرات تمثيلية هائلة، فيما ظلت نجمات أخريات، يخفين أعمارهن الحقيقية، ويلجأن إلى عمليات التجميل، ليحافظن على أدوار البطولة المطلقة. اعتبر النقاد أن مريم فخر الدين فنانة متسقة مع ذاتها، ورغم أنها ليست دارسة لفن التمثيل، فإنها صقلت موهبتها من خلال أدوارها المتتالية، واستطاعت أن تدخل قلوب الملايين من عشاق السينما، بل إنها تمردت على أدوار الفتاة الرومانسية أو الميلودرامية، وأظهرت قدرتها على الأداء الكوميدي في الدراما التليفزيونية، مثل دورها اللافت في مسلسل «أوبرا عايدة» مع النجم الكبير يحيى الفخراني. تقول مريم: «في الماضي، كنت أحب الدراما المأساوية «التراجيديا» والآن أحب المواقف الكوميدية، وقد تلقيت العديد من المكالمات التلفونية على دوري في مسلسل أوبرا عايدة، وهنأني أصحابها على هذا الدور، وهذا أسعدني جداً، وجعلني أقول إن الفنان خصوصا الممثل، سيظل دائما في حاجة إلى اكتشاف مواهبه في كل ألوان الأداء التمثيلي، ومن الخطأ حصره في إطار أو قالب واحد طوال عمره». هكذا مرت البرنسيسة على أطياف سينمائية عدة، وتراوحت مسيرتها بين تيارات مختلفة، فقدمت أفلاما تراجيدية ورومانسية وميلودرامية، وفي سنواتها الأخيرة، برعت كثيرا في أدائها الكوميدي من خلال بعض المسلسلات الدرامية، فقد بلغت مرحلة النضج الفني، وتراكم الخبرات التمثيلية، ولكن طلتها تراجعت تدريجيا، وصارت مقلة في الظهور على الشاشة. اعتبر النقاد أن ممثلة من طراز مريم فخر الدين، لا تقل موهبتها عن نجمات هوليوود مثل ميريل ستريب (68 عاماً) التي مازالت في قمة عطائها الفني، لكن الأمر مختلف في السينما العربية، فكلما تقدم العمر بالفنان تباعدت عنه النجومية، وأسندت إليه أدوار ثانوية. جيل الهوانم عن بدايتها في السينما، قالت مريم إنها تنتمي إلى جيل «الهوانم»، ورغم متاعب التصوير، والعمل لساعات طويلة، كان فريق العمل يجتمع على المحبة والاحترام، والالتزام بالمواعيد ومعظم فنانات هذا الجيل كن من صديقاتها، ومنهن صباح وشادية وهند رستم، وقد تشاركن في بطولة أفلام كثيرة. لاشك أن مريم فخر الدين، كانت نجمة مدللة، وغامر المنتجون بإسناد أدوار البطولة إليها، بل ظهرت في أول أفلامها «ليلة غرام» كبطلة على نجمات سبقناها في الظهور على الشاشة، فقد لعبت النجمة الكبيرة ماجدة دور شقيقتها في الرضاعة، بل رحبت بالظهور أمام وجه جديد، وهذه الروح كانت سائدة في هذا الوقت. وهناك أفلام جمعت فخر الدين بكوكبة من النجمات، ومنهن فاتن حمامة في «لا أنام»، وهند رستم في «رد قلبي»، وصباح في «الأيدي الناعمة»، ومن الأجيال اللاحقة سعاد حسني، ونادية لطفي، ونجلاء فتحي، وميرفت أمين، وغيرهن. قائمة الممنوعات كان المهندس محمد فخر الدين، يوقع عقود الأفلام نيابة عن ابنته القاصر، ويودع النقود في البنك، وأخبرها أنها تستطيع أخذها عندما تتزوج، ورفض أن يأخذ شيئا من أجور أفلامها، رغم أن راتبه لم يتجاوز الستين جنيها، وظل ينفق عليها، بوصفه أبيها وولي أمرها المسؤول عنها وعن الإنفاق على أسرته. وضع الأب الحازم قائمة بالممنوعات، واشترط على المنتجين أن تظهر ابنته على الشاشة بملابس محتشمة، ولا مجال للقبلات والمشاهد الرومانسية الساخنة، بل طلب من المخرج أحمد بدرخان، أن يكون أول مشهد تمثله مريم، وهي تصلي، حتى تكون قدوة لفتيات جيلها. في هذه الأجواء، ظلت الفتاة الصغيرة حائرة بين السينما، وقلق أبيها عليها، ورغبته أن تتزوج في أسرع وقت، ولكنها تسببت له في الحرج، عندما طرق بابه عشرات الراغبين في الزواج من النجمة ذات الجمال الباهر، ولأنها ورثت حزمها وعنادها من والدها، فلم تقبل أن ترتبط بشخص لا تجد فيه المواصفات الكافية لشريك العمر، ورفضت إغراءات المال التي انهالت عليها من رجال عجائز، وانتظرت مجيء فارس الأحلام. رنة خلخال اختلفت بدايات مريم مع الفن عن معظم النجمات الأخريات، وبينما تحدث بعضهن عن متاعب الصعود إلى القمة، وكيف تدرجن من أدوار «الكومبارس» إلى البطولات المطلقة، سنجد أن «البرنسيسة» جاءتها النجومية على طبق من ذهب، وسارت في طريق مفروش بالورود وزحام المعجبين، وباتت الإصدارات الفنية -آنذاك- تلاحق أخبارها داخل «البلاتوه»، بينما الفتاة الصغيرة لم تفارق طفولتها بعد، ومازالت تلعب في شرفة منزلها مع شقيقها يوسف. بحثت ابنة مهندس الري عن سر هذا الاهتمام، وهل سينتهي مثل سحابة عابرة، وتظهر فتاة غلاف أخرى في مسابقة المجلة الفرنسية «إيماج» وتخطف منها الأضواء، لكن النحات الكبير عبدالقادر مختار «1922- 2013» كان له رأي آخر، وصنع تمثالا لمريم في ثوب فلاحة مصرية، وأثار هذا التمثال إعجاب المخرج أحمد بدرخان، واستطاع أن يقنع صديق والده بأن تمثل ابنته في فيلمه الجديد «ليلة غرام» ويخطفها معه إلى «البلاتوه». جرت هذه الأحداث في عام واحد فقط، وتنقلت النجمة الصاعدة من فيلم إلى آخر، ومعها قائمة الممنوعات التي اشترطها والدها على المنتجين والمخرجين، وكانت هي أكثر حرصا على الالتزام بسلوكها المتزن، وطلتها المتأنقة باحتشام، ما دعا زملاءها إلى الإعجاب بطريقتها في الحديث، واعتزازها بنفسها، وضحكتها التي تقارب ابتسامة فتاة خجولة، ومغادرتها الأستوديو فور انتهاء التصوير. بعد سنوات قالت مريم عن اشتغالها في السينما: «أي خسارة تهون أمام حبي للسينما، صراحة لو مكثت شهرا بلا عمل، توحشني رائحة (البلاتوه) ومصابيح الإضاءة التي تحرق عيني، فأنا لا يهمني المال، لأنني مفلسة طول عمري، ولا أملك سوى الستر». الشك القاتل طرق المخرج محمود ذوالفقار باب النجمة الصاعدة، ليتعاقد مع والدها على بطولة فيلمها الرابع «الشك القاتل»، وفوجئ بأنه يطلب ثلاثة آلاف جنيه، وأخفقت محاولاته في تخفيض المبلغ، فقال لمهندس الري: هذا مبلغ كبير، فماذا ستطلب مني إذا أردت أن أتزوج ابنتك؟ فوجئ الأب بطلب المخرج، وحاول أن يخفي سعادته بهذا الطلب، فقد حان الوقت لينتهي قلقه على ابنته، ويراها زوجة سعيدة، وعلى الفور استأذن من ضيفه، ليجد مريم تلعب مع شقيقها يوسف في الشرفة، فنادى عليها، وقال لها: هل تقبلين هذا الرجل زوجا لك؟ فقالت: كيف أقبله وأنا لا أعرفه جيدا، فأخبرها أنه محمود ذوالفقار المنتج والمخرج المعروف. لم تكن مريم تعرف أن ذوالفقار يكبرها بنحو 23 عاما، ولكنه كان نجما شهيرا في هذا الوقت، وعلى قدر من الوسامة والأناقة، ومثَّل وأخرج الكثير من الأفلام، وهو من عائلة فنية ضمت المخرج عزالدين ذوالفقار، والنجم صلاح ذوالفقار، فأدركت أن ارتباطها به، سيجعلها تواصل العمل في السينما، بل سيساعدها في تخطي عقبات كثيرة. الطريف أن ذوالفقار دفع مهراً قدره 300 جنيه فقط، وبعد زواجه من مريم في عام 1952، عاشت معه في شقة بإحدى البنايات بوسط القاهرة، ومثلت فيلم «الشك القاتل» دون أن تتقاضى أجراً، فهي زوجة المخرج، وأثناء التصوير كان يعطيها مصروفا يوميا «ربع جنيه» ويحضر لها ساندوتشات «البوفتيك» الذي تحبه. بذلك انتقلت الوصاية عليها من أبيها إلى زوجها، وقام المهندس بتنفيذ وعده لابنته، وأعطاها رصيدها في البنك كاملا، دون نقصان، فقد أبى أن يأخذ من أجرها في السينما قرشا واحدا، وفي هذا الوقت شعر أنه استراح من مسؤوليتها، وأنها تزوجت الرجل المناسب. قالت مريم في مذكراتها، إن ذوالفقار اشترط أن تتم مراسم الزفاف في جو عائلي، ورفض أن يجلس إلى جوارها في «الكوشة» لأنها فتاة صغيرة، فقد كانت وقتها دون العشرين من عمرها، وقد ساهمت في تأسيس عش الزوجية، ولم تهتم بأنه يتعاقد على أفلامها نيابة عنها، فهو زوجها الذي فضلته عن سائر الرجال الذين أرادوا الارتباط بها. الزوجة المثالية تناقلت المجلات الفنية -آنذاك- خبر زواج النجمة الصاعدة بمخرج «الشك القاتل»، فقد نشرت مجلة «الجيل» تحقيقا مطولا عام 1956، عن الأسطورة السينمائية الحالمة التي تجيد سبع لغات، وكانت مريم قد أنجبت ابنتها إيمان، ومضى على زواجها من ذوالفقار أربع سنوات، وتحدثت عن سر سعادتها في القفص الذهبي. وضعت الأسطورة الحالمة «روشتة» للزوجات ليعشن حياة مثالية مع أزواجهن، بقولها: «كل بيت من الممكن أن يتحول إلى «عش غرام» إذا لم تسرف الزوجة في الغيرة الزائدة، وتدبر ميزانية لبيتها دون إسراف، وتضع أعصابها في ثلاجة» لكنها لم تنصح الأزواج بشيء، لأنها تراهم لا يستجيبون للنصائح، فزوجها محمود لا يستمع إلى كلامها، حين تنصحه بأكل الكوسة بالزبادي، ويدحرج الطبق أمام ابنته إيمان. لم تكن مريم تمثل دوراً على الشاشة، بل عاشت أياماً هانئة مع زوجها بعد ولادتها لابنتها إيمان، واستأنفت تصوير أفلامها، واستحضرت «دادة» لتهتم بالمولودة أثناء غيابها عن المنزل، وأحيانا تأتي بها إلى الاستديو، وتقوم بإرضاعها أثناء فترات الراحة. لم يعكر صفوها في هذا الوقت، سوى رحيل والدها المهندس محمد فخر الدين، دون أن يرى حفيدته «إيمان»، وتضاربت مشاعرها بين الحزن على أبيها، والفرح بقدوم مولودتها الأولى، وتنقلت من بطولة سينمائية إلى أخرى، وكان أي منتج يحضر للتعاقد معها ترسله إلى زوجها، ليبرم العقود نيابة عنها، وحسب قولها إنه كان يودع النقود في حسابه بالبنك لا حسابها. نفت مريم أنها كانت مستاءة لما يفعله زوجها، فقد تكفل ذوالفقار بجميع مصروفات المنزل، وجلب لها أرقى الملابس من مصر وباريس، وبدّل سيارتها بأخرى جديدة كل عام، ويعطيها كل يوم ربع جنيه، لتشتري ساندوتشات البوفتيك والمياه الغازية. أوضحت النجمة أنها اعتادت في منزلها على أخذ «المصروف» من والدها أو أمها، وفي الغالب «تعريفة وقرش صاغ» ولم ترغب في التمرد على زوجها، بل إنها ساهمت معه في تأسيس شقة الزوجية من مدخرات أفلامها الأولى، والتي تسلمتها من أبيها بعد زواجها من مخرج « الشك القاتل». حكاية حب ظلت النجمة الصاعدة على هذا الحال حتى قامت ببطولة فيلم «رد قلبي» عام 1958، للمخرج عز الدين ذوالفقار، ثم «حكاية حب» 1959، إخراج حلمي حليم، وشاركها بطولته المطرب عبدالحليم حافظ، وهذان الفيلمان من علاماتها البارزة في تاريخها السينمائي، وحققا إيرادات عالية، وحظيا بنسبة مشاهدة عالية عند عرضهما في القنوات التلفزيونية حتى الآن. لاحقت النجمة الرومانسية أصداء نجاح «رد قلبي» وحضر العرض الأول لفيلم «حكاية حب» عدد من كبار الصحافيين والأدباء، ومنهم الصحافي الكبير مصطفى أمين، والأديب الشهير يوسف السباعي، واكتفت بشكرهما دون أن تقدم لهما واجب الضيافة، وكان يقف بجانبها المنتج والمخرج حلمي حليم، وهمس في أذنها: «هل يتكلف فنجان القهوة مبلغا كبيرا؟» فقالت له إنها لا تملك أي نقود. في تلك الليلة، حدث التحول في حياتها، فحين أخبرت المنتج حلمي حليم بحكايتها، نصحها بألا تغضب محمود، وأن تتفق مع المنتجين على أجر ستة آلاف جنيه، وتعطي نصفهم لزوجها، وتأخذ النصف الآخر، وبذلك تتجنب الخلافات مع ذو الفقار، ويصير معها نقود، ولا تتعرض بعد ذلك لمواقف محرجة، حتى لا تحمل لقب «النجمة المفلسة». حملة «قطار الرحمة» لجمع التبرعات عندما قامت ثورة يوليو 1952، كانت مريم فخرالدين دون العشرين من عمرها، وتزامن اشتغالها بالسينما مع دخول بلدها إلى مرحلة فارقة في تاريخها الحديث، لذلك انخرطت نجمة الخمسينيات في أعمال تطوعية، تعبيراً عن حماسها الوطني، وشاركت -آنذاك- في حملة «قطار الرحمة» مع كوكبة من الفنانين والفنانات، وطافت معهم في رحلة من القاهرة إلى أسوان لجمع التبرعات للفقراء. هذا الجانب من شخصية النجمة الصاعدة، لم يلق اهتماما من الصحافة الفنية في هذا الوقت، بقدر ملاحقة أخبارها كفتاة غلاف تحولت إلى بطلة سينمائية، وزواجها من المخرج محمود ذوالفقار، ثم انفصالها عنه، بينما لم ينتبه أحد إلى رغبتها في المشاركة بالعمل العام، وكيف تفكر في مستقبل وطنها. عن تلك الفترة قالت مريم: «كنت ضمن وفد الفنانين، الذين استقلوا قطار الرحمة من القاهرة إلى أسوان، من أجل جمع التبرعات، وأسفر عن جمع مئة ألف جنيه -مبلغ كبير في هذا الوقت- كل هذا من أجل توزيع هذه المبالغ على الفقراء في مصر، وقد صلت وجلت في القرى والنجوع، طوال ثلاثين يوما من أجل هذا الهدف». ألمحت مريم إلى أن حماسها -آنذاك- لم يكن فارغا، بل كان كفيلا بأن تحمل السلاح، وتدافع عن وطنها ضد المخاطر، وكانت وزملاؤها يملأهم الحماس للاشتراك في الاتحاد الاشتراكي «منظمة تأسست في عهد عبدالناصر بعد إلغاء الأحزاب»، حتى انها كانت تمتلك بطاقة انتخابية، وتمارس حقها الانتخابي. بعد وفاة الرئيس جمال عبدالناصر في 28 سبتمبر عام 1970، شعرت مريم بالإحباط الشديد، ولكنها لم تفقد حماسها الوطني، وإدراكها أن للفن الدور المؤثر في تشكيل الوعي والوجدان، لهذا حرصت عبر مسيرتها على المشاركة في الأعمال الهادفة، ومنها «رد قلبي»، و«الأيدي الناعمة»، و«طائر الليل الحزين» بجانب أدوارها الرومانسية ذات المضامين الراقية، مثل «حكاية حب» و«لا أنام». في الحلقة المقبلة: ـ لغز هروب النجمة الرومانسية إلى الشقة رقم «13» ـ «الأيدي الناعمة» يعيد ارتباط مريم بزوجها الأول
مشاركة :