أمسِ، فجأة مرّ بنا اليوم العالمي للسعادة، بعضنا شعر به وبها، وأما اليوم فهو يوم الشعر خالصاً، ولابد أن نلحظ هذا الجوار الطبيعي، والتعاقب اللصيق بينهما، إذ يترجم ذلك رفقة عمر أزلي، شقّ طريقاً طويلاً جداً من الأهوال والدفاع عن النفس، تماماً كرفقة آدم وحواء عبر السماوات والأرض. رفقة حتمية، لا مندوحة عنها، ولا معنى للحياة ولا استمرارية لها إلا بها، مهما اعترى تلك الرفقة أو اعتورها من الشجو والشجن والشجار. فلا رجال على ظهر الكوكب بلا نساء، كما لا شعر بلا سعادة، قولاً واحداً. أما في مواسم العنف ومعاداة الخصب، حيث دروب الحياة عادت غير آمنة، فإن السعادة تتخذ سمتاً آخر، فهي حينئذٍ ليست رديفة الفرح بالضرورة، وإنما قد تعني المتعة، والنبض الحي والمشاعر الجياشة. فالشعر المتألم والاحتجاجي الغضوب، والشعر المادح أو القادح أو المفاخر.. كل ذلك يهزك بالنشوة عند سماعه، حينما يكون خالصاً وصادقاً، ولن تحتاج وقتذاك إلى مسوغ إضافي لتبرير الشعور بالغبطة. إنها سعادة تفجرها المعاني العميقة وتجليات الروح وخلجات النفس الشفيفة.. لذلك فكل شعر يسبب السعادة بالضرورة، حتى ما يثير الشجن منه يطربك، وهذا تحديداً ما نعنيه بالرفقة التي لا مناص منها . ثم من قال إن مراثي تماضر الخنساء لا تثير المتعة مهما بكت وعددت المآثر الفقيدة؟ وما الذي يجلب السعادة إلى النفوس أصلاً أكثر مما يفعل شعور اللذة والطرب؟ صحيح هو قول في المأساة وظنونها، وفي الفقد وشجونه، إلا أنه في الوقت ذاته قول في باطنه رحمة الاحتفاء بالحياة، والتباهي بحسن الخلق، فهي تمتدح جودة حياة أخيها من حيث ظنت أنها تئن وتتنهد لمصابها، فلا ندري والحال.. أنحزن لفقدها أخاها أم نفرح لتلكم التجربة الكبيرة التي جسدها صخر الذي تأتم الهداة به كأنه علم في رأسه نار؟ غير أننا على أي حال نحتفي بالحياة.. شكراً للشعر وللشعراء، على كل هذا الجمال، وكل هذه السعادة التي نبهونا إليها.. وإننا لندعو بدعوة اليونسكو إلى أنه قد آن الأوان لنأخذ قول الشعراء مأخذ الجد. وههنا ننتقي أربعة من فرسان القصيد في الإمارات، وفي جعبتنا العشرات من اللآلئ الغوالي والقصائد العوالي التي نظمها غيرهم من شعراء هذه الأرض الطيبة، ولا يتسع لهم المجال، ولكنها بطاقة معايدة نقدمها اليوم لعشاق الشعر (ديوان العرب) وعلامتهم الحضارية المميزة، في يوم الشعر العالمي.. العويس..العاشق الرومانسي أرأيت كيف حبيبتي تتألقُ أتظن أن شبيهها قد يخلقُ أو ما رأيت حريرها مسترسلاً يغري النسيم فيستجيب ويخفق حور المها بالمقلتين.. ووجنة ورد الخمائل بالندى يتفتق وتخال بسمتها إذا هي أقبلت نشوى أصابت في الهوى ما تعشق أنا لا ألومك إن فتنت بحسنها بعض الجمال به فتون مطلق مازلت أنزلها الحشا فإذا بها بين الجوانح من فؤادي ألصق فلكم سكرت من اللمى وأعادني نغم الندا وأنامل تترفق فصحوت من شفة ليسكرني الشذا فأنا المعنى من حبيب يغدق ولسوف أسقيه الهوى من مدمعي ليظل عهدك كالخميلة يورق فرحي بها فرح السجين بلحظة عند اللقاء بأهله إذ يطلق بطاقات سلطان العويس ولد سلطان بن علي العويس في بلدة الحيرة، بإمارة الشارقة سنة 1925 م، وتلقى دروسه في حلقات علمها، ثم ركب البحر أسوة بأبناء جيله، ليصبح طواشاً يتاجر في اللؤلؤ، ولكن بعد ظهور اللؤلؤ الصناعي، وكساد تجارة اللؤلؤ الطبيعي، اتجه العويس لتجارة المواد الغذائية، والأدوات المنزلية، وراجت تجارته بين مدن المنطقة والهند، التي عاش في ربوعها زهاء أربع سنوات، تعلم خلالها اللغة الإنجليزية والأوردو، ثم عاد إلى بلاده ليستكمل علومه فبرع باللغة العربية، والشعر والنثر. نظم العويس أولى قصائده وهو دون العشرين من عمره، ثم تفرغ لعالم الأعمال بعد ظهور النفط، وازدهار المنطقة، أوقف جزءاً من ثروته لصالح أعمال الخير، كما أعلن سنة 1987 م عن جائزة سنوية، قيمة للإبداع الفكري الأدبي، وأخرى للابتكار العلمي، وحملت كلتاهما اسمه، كما أسس مكتبة العويس التي تضم أربعين ألف كتاب، وترك ديواناً غنياً بالأشعار، تحت عنوان، ديوان سلطان العويس، ووافته المنية سنة 2000م. راشد الخضرأيقونة الشعر الشعبي الإماراتي شرتا الصبا وان هـب ذنـان أيذكّـر القـلـب امْحَبـوبـه شروى نسايـم جبـل لبنـان يا اللي هـل الدنيـا هذو بـه لي صاحبٍ ف الحب زعـلان وابلاسبـب يـا ذي اعجوبـه من مثل هـذا كنـت فرقـان حسبي علـى نـاسٍ سعو بـه ان كان شي معروف و إحسان امشو بيـه والـلا امشـوبـه بـو مبسـمٍ لولـو ومرجـان والعسل مـن ريجـه أيذوبـه ريح اعرقه مسـك وريحـان واخن مـن عـطـرٍ لفـوبـه له فـي سويد القلـب صيـوان حريـر وامشيّـد اطنـوبـه ان سار ما شاكي به انسـان وان زارنـي يهـلا وهوبـه ما روم اعاتبهـم ولـو كـان اخـاف تلحقنـي اعقـوبـه سألوا عن احوالي وش افـلان كنهم غتـارى مـا درو بـه يدرون والله هــوب سهيـان لكـن هـذا الحـب دوبــه قلت ابهواكـم مــات شفقـان والروح خذتوهـا امغصوبـه ترضون يـا سكـان لوطــان اموت قبـل الوصـل نوبـه؟! لقلوب فـي ليهـوب نيــران واهل الهوى الحب ابتلـو بـه لو ما هوى دعجيـن لعيـان ما صارت الدنيـا امحسوبـه يا سيف يا صفـوة الخـلان ما تثيب مـن قلبـه غدو بـه عقب الهجر ضيـع البرهـان وآزم شرى محسـن وتوبـه صلى الفجر والنور مـا بـان ويقـول طـول الليـل يوبـه انا الخضـر هـزاع لفنـان في شف مـن ترفـه أينوبـه قلبي بخمـر الحـب سكـران ما هوب من خمرة عنـوبه راشد الخضر هو راشد بن سالم بن عبد الرحمن بن جبران السويدي أيقونة الشعر الشعبي الإماراتي، ولد في عجمان 1905 وتوفي عام 1980 م، ويعتبر من أبرز شعراء الشعر الشعبي في دولة الإمارات العربية المتحدة. تأثر الخضر بالجو الأدبي المحيط به، فوالده هو الشاعر سالم بن عبد الرحمن بن جبران، وأبناء عمومته الشاعر ناصر بن سلطان بن جبران، والشاعر راشد بن محمد بن جبران. كما أن إمارة عجمان بطبيعتها تربة خصبة تفتحت بها الكثير من المواهب الشعرية. نذكر منهم: ماجد بن علي النعيمي، ناصر بن محمد الشامسي، راشد بن ثاني..وآخرين غيرهم.. ولم يكن الأمر يقتصر على شعراء عجمان فحسب.. بل توافد شعراء الإمارات الأخرى جعل من عجمان منتدىً ثقافياً شعرياً يرسل عبر الأثيرالقصيدة على أنها اللغة الشعبية المتعارف عليها. سافر بعدها الخضر إلى البحرين وعاش فيها ردحاً من الزمان واتصل بشيوخها ومدحهم. حمد بوشهاب..الشعر إكسيرًا للحياة ما صوّح الشعر يا ليلى ولا ذبلا لكنه بأريج الحب قد ثملا كالورد يغفو على كف الندى فإذا كف النسائم مسته انتشى جذلا واخضل يخطر مختالاً ونفحته ما ضوّع السهل منها عطر الجبلا قد أسلس الحب منه كل مفردة وأحكم الحسن منه الوصف والمثلا ورقق اللفظ معناه فصيره نبعاً تسلسل فياضاً لمن نهلا يا رقة الشعر فيك الحب ما فعلا حتى تحولت شهداً يخجل العسلا فإن شدا فحمام الدوح نغمته وإن همى فرذاذ القَطر ما هملا يا فارس الشعر لا تبخل بجيّده إن استطعت وإن لم تستطعه فلا فليس في لغة النقاد مرحمة إذا رأوا في ثنايا شعرك الخللا فلا تقل غير ما تسمو العقول به ما لذ سمعاً ومرأى راق فاكتملا فأخلدُ الشعر في الألباب أجوده ما زان لفظاً ومعنى حقق الأملا وما الشوارد إلا كالأوابد في نفارهن فلا تستعجل الجملا واحكمه قافية واختر فرائده من الروائع إن مدحاً وإن غزلا طرقت في الشعر أغراضاً منوعة ولم أغادر من الأبواب مدّخلا مدحتُ أرّختُ ساجلت الذين لهم علم وما كنت إلا المتقن العملا إن صنف الجهل خلف الركب راحلتي فالحكم للعلم لا ما صنف الجُهلا وقد تيقنت أن الشعر أصدقه ما قيل في الحب جارَ الحبُّ أو عدلا لولا المحبة لم تسمُ النفوس ولم ترقَ الشعوبُ ولا ورق الربى هدلا تبارك الحبّ ما أحلى شمائله فلا تسل عن مزاياه سوى العُقلا بطاقات حمد بوشهاب هو حمد بن خليفة بن حمد بن خليفة بن مصبح بن عيسى الفلاحي، ولقب بـ (بوشهاب) فقد عرف به جده حمد بن خليفة، ولد شاعرنا في عجمان عام 1932م. تعلم في كتاتيب عجمان ثم التحق بالمدرسة المحمدية. أحب الشعر مبكراً وكتبه في سن التاسعة وظل محافظاً على القصيدة العمودية طوال عمره، سواء في شعره النبطي أو الفصيح. تنقل للعمل ما بين جزيرة سقطرى في بحر العرب والكويت والسعودية والبحرين في الخمسينيات من القرن الماضي. ثم انتقل للعيش في دبي مطلع السبعينيات من القرن الماضي. كانت المنطقة في ذلك الوقت تمر بنهضة أدبية، وخاصة عجمان التي اكتظت بعلماء الدين والشعراء. كان للشاعر حمد عدة اهتمامات من أهمها: اهتمامه بتوثيق التراث الإماراتي من الشعر الشعبي. ومن ثم أشرف على إصدار عدد كبير من الدواوين الشعرية لشعراء النبط في الإمارات. للشاعر حمد بن خليفة أبو شهاب عدة مؤلفات ودواوين، أهمها: * ديوان سلطان بن علي العويس عام 1978. * ديوان تراثنا من الشعر الشعبي الجزء الأول عام 1980، والجزء الثاني عام 1981. * ديوان شاعرات من الإمارات- عام 1984. * ديوان ربيع بن ياقوت، المجموعة الكاملة عام 1988. * ديوان صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان عام 1991. رسالة اليونسكو أصدرت منظمة اليونيسكو في باريس أمس، على لسان مديرة المنظمة إيرينا بوكوفا، رسالة بمناسبة اليوم العالمي للشعر جاء فيها: كتب ويليام شكسبير، الذي رحل عن هذا العالم قبل 400 عام، في مسرحيته حلم ليلة في منتصف الصيف: أما الشاعر فهو في نوبات جنونه ينقل بصره من السماء إلى الأرض، ومن الأرض إلى السماء، فتصوّر له مخيلته أشكال أشياء غير معروفة او مألوفة، ويستطيع بقلمه أن يجسّدها وأن يخلق من لا شيء شيئاً يسميه. وتنوه اليونيسكو بقيمة الشعر باعتباره رمزاً لإبداع العقل البشري، إذ تشيد بالرجال والنساء الذين لا يملكون سوى أقلامهم وألسنتهم للتعبير عن أفكارهم وآرائهم وخواطرهم. ويساهم الشعر في توسيع آفاق إنسانيتنا المشتركة، ويساعد على تعزيزها وترسيخها ويجعلها أكثر تضامناً وإدراكاً لكينونتها، إذ يرى الشاعر في هذا العالم ما لا يراه فيصفه ويصوّره ويسميه، يرى الشاعر ما لا يسبر غوره من آيات الجمال المحيطة بنا التي يمر بها سواه مرور الكرام، ويرى ضروب المعاناة الهائلة وأصناف البؤس الشديد التي لا يكترث لها غيره. وتساهم الأقلام التي تنظم الشعر، والأصوات التي ترويه أو تلقيه، قيمة التنوع اللغوي وحرية التعبير وتعزيزهما. وتساهم أيضاً في المساعي العالمية الرامية إلى تعليم الفنون ونشر الثقافة. وتكفي قراءة كلمة واحدة من قصيدة أحياناً لاستعادة الثقة بالنفس والتمكن من الصمود في مواجهة الشدائد والبلايا، واستعادة الأمل والابتعاد عن اليأس والقنوط والتقاعس عن التصدي للتوحش والهمجية. وفي هذا العصر الحديث الذي يطغى عليه استخدام الآلات في مختلف جوانب الحياة، وكذلك سعي الناس إلى الحصول على كل شيء في طرفة عين، يتيح الشعر إيجاد حيّز لنوازع الحرية والمغامرة المتأصلة في النفس البشرية. وتملك كل ثقافة فنون الشعر الخاصة بها وتتخذها وسائل لنقل المعارف والقيم الاجتماعية والثقافية والذاكرة الجماعية، التي تعزز الاحترام المتبادل والتلاحم الاجتماعي والجنوح إلى السلم، سواء أكان ذلك أغنية أريرانغ الكورية، أم أغاني بيريكوا المكسيكية، أم أناشيد الهدهد الخاصة بشعب الايفوغاو، أم رقصة العرضة السعودية، أم أناشيد غوروغلي التركمانية، أم فن آيتيش القيرغيزي. وإنني لأحيي في هذا اليوم الشعراء والممثلين والرواة، وكل أولئك الأشخاص المجهولين الذين وقفوا حياتهم على الشعر ونذروا أنفسهم له، ينظمونه أو يروونه أو يلقونه بعيداً عن الأضواء أو في المحافل المشهودة، وفي الحدائق أو في الشوارع. أحمد راشد ثاني..أخيراً توقفَ عن رثاء المرآةِ أخيراً يسألني عن دوافِعِ الموجِ وأخبرُهُ عن حذاءِ البحرِ يسألني عن أسباب السماءِ وأخبرُه عن قبعةِ القَمرِ أخيراً صَمَتَ، فأخذتُ أجمعُ الحصَى من على شطآنِ الكلامِ وأضعُهُ في كأس القصيدةِ أخيراً توقفَ عن رثاء المرآةِ ونامَ على الماء كظل وردةٍ أخيراً شُفيَ من الدّم أي موجة يصفونَ لي الصحراءَ وينسونَ حبةَ رمل في موجةٍ مازالت تركضُ على البحرِ يصفونَ خطواتي الكثيرة على شاطئ البحر بينما لا يعرف البحر في أي موجة غَرِقْت الطائر الذي أكل أنهضُ وأرحلُ عن البيتِ في البيتْ أكتبُ موجةً وعليها ظل غيمةٍ كان يَظُنها سمكةً الطائرُ الذي أكلْ ابن الحياة أحمد راشد ثاني ولد الشاعر الراحل أحمد راشد ثاني في خور فكان بإمارة الشارقة عام 1962، وبدأ كتابة الشعر في أواخر السبعينيات. ظل طيلة حياته على صلة بالشعر والمسرح والبحث من دون توقف، وفي الشعر تحديداً أصبح خياره في تجارب لاحقة خيار قصيدة النثر. ويمتلك رؤية نقدية لكل شيء حوله. بجانب تجاربه في الكتابة للمسرح. في العام 1990 أصدر أحمد راشد بحثاً توثيقياً عن الشاعر ابن ظاهر، وفي العام 2002 أصدر حصاة الصبر، وهو الجزء الأول من السرد الشفاهي الذي جمع فيه القصص والخرافات المحلية. وفي العام 2003 أصدر دردميس وهو الجزء الثاني من السرد الشفاهي الذي حاول فيه استكمال مشروعه في الجمع. وفي العام الذي تلاه إصدار كتاب إلا جمل حمدان في الظل بارك، وهو الجزء الثالث. ومن الشعر أصدر: دم الشمعة، (ياماكل خنيزي ويا خارف ذهب)، ها يداي فارغتان، ويأتي الليل ويأخذني، والفراشة ماء مجفف، وغيرها من الكتب. توفي 20 فبراير 2012م. الصايغ: الشعر روح أينما حلت أنبتت لفت الشاعر الإماراتي حبيب الصايغ، رئيس اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، إلى أن الشعراء يكتبون الشعر لينقذوا أنفسهم من السقوط في هوة الفراغ الذي يجرد الكائنات من كينوناتها ويمسخها إلى أدوات. وأشار إلى أن الشعر سلاح في يد الشاعر ليحمي ذاته ويمد مظلته لتحمي الآخرين من إفرازات العولمة والشركات العابرة للقارات واقتصاد السلع والصفقات التي لا تستثني أحدا. جاء ذلك في كلمة لرئيس اتحاد كتاب وأدباء الإمارات بمناسبة اليوم العالمي للشعر، الذي اليوم. وقال الصايغ الذي يشغل أيضا منصب أمين عام الاتحاد العام للكتاب العرب، إن الشعر روح أينما حلت أنبتت.. في الرواية يفعل الشعر فعل السحر، وفي السينما يستدرج الدهشة من مكامنها.. فيما يتسرب في القصة عبقه الآسر، وفي خطبة المنبر يكفكف دمع الرقة ويستوقف الجفاف، وفي القصيدة يتجلى ويجلو وجه الجمال. وفي ظل ما تشهده الحياة العربية اليوم من عنف وصراع مرير منبعه كل ما هو ضد الجمال وضد الحياة أضاف الصايغ قائلا إن الشعر مظلة باتساع المدى يرفعها الشعراء في وجه كل /داعش/ يسقط من رحم الفراغ وفي وجه كل سلطة تستمرئ سلطتها في وجه كل عدم وعدمي.. في وجه كل قوة سقطت من قوتها الرحمة والجمال الشعر مظلة لمن يريد أن يستظل بفيئها بلا شروط سوى أن يريد.
مشاركة :