المهرجانات المسرحية.. شعارات بلا تأثير

  • 3/21/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

ما فائدة المهرجانات المسرحية؟، سؤال لم يتوقف عن طرحه المسرحيون الذين استضافتهم الحلقة النقاشية مهرجانات المسرح العربي في أفق عقدها الخامس: أي حضور وأي تأثير التي عقدت صباح أمس في فندق هوليداي انترناشيونال، لتنبثق من بين ثناياه أسئلة أخرى، تناولت جدوى المهرجانات العربية ومدى أهميتها، وانعكاساتها على الجمهور الذي أدار ظهره للعروض المسرحية، تاركاً للخشبة وأهلها الفرصة للتحليق في فضاءات لم تعد تلفت انتباهه. جمعت الحلقة النقاشية التي أدارها الدكتور سعيد السيابي، عدداً من المسرحيين الذين انتابهم هم المسرح، ففتحوا خزائن قلوبهم، وأخرجوا من بين أرففها ما يعتريهم من آلام ومنغصات، وتحدث فيها كل من المخرج كامل الباشا من فلسطين، والدكتور فاضل سوداني من العراق، والمخرج عبدالله ملك من البحرين. والدكتور ناصر عبد المنعم من مصر، والمخرج محمد الضمور من الأردن، مؤكدين أن المهرجانات أصبحت ساحة للمجاملات، وأن دورها أصبح مقتصراً على طرح شعارات دون تنفيذ، ومطالبين بتحويل المسرح إلى سلعة يدفع ثمنها الجمهور راضياً. شعارات كغيمة مملوءة بعلامات استفهام، انهال الدكتور ناصر عبد المنعم مطراً، فقد طرح أسئلة متتالية أثارت الحسرة في نفوس المسرحيين، مؤكداً من خلال طرحه أن المهرجانات تطرح شعارات فقط، في ظل غياب قاعدة بيانات دقيقة للمهرجانات العربية، ما يصعب مهمة امتلاك رؤية واضحة لها. وذكر عبد المنعم أن المهرجانات العربية نوعان، مهرجانات مستقرة أو شبه مستقرة، وهي التي لم تتأثر بالتحولات السياسية العربية، خاصة في السنوات الخمس الأخيرة، كمهرجان قرطاج، ومهرجان المسرح العربي، أما الثانية فهي مهرجانات عربية متعثرة وغير مستقرة بسبب التبعيات الاقتصادية والسياسية، التي تظهر وتختفي بحسب قدرتها على التعامل مع هذه المعوقات التي سببت توقفها. مجاملات وتساءل فاضل سوداني عما إذا كانت هناك فائدة من المهرجانات العربية والأموال التي تُصرف عليها، لافتاً إلى أنها بدلاً من أن تخلق تقاليد نوعية، خلقت مجاملات لا فائدة منها، ومؤكداً على ضرورة أن تتحمل المؤسسات الثقافية الكثير من المسؤولية، بشرط أن تتحلى بديمقراطية لتكون قادرة على تحمل تمرد الفنان. كما تساءل عن سبب غياب المؤلف البصري، وفرض المؤلف الأدبي نفسه على المسرح، ولفت إلى الحاجة الماسة لناقد متخصص يقدم مؤشرات حقيقية حول الفعل المسرحي، واصفاً ناقد اليوم بالمسكين الذي يفضل التحول إلى صحافي بسيط ليُضمن رأيه في الصحف والمجلات، ومؤكداً على الحاجة الماسة إلى مؤلف بعقلية نقدية واعية جريئة في الطرح. تجريب وتخريب وأكد عبدالله ملك في مداخلته على الفرق الشاسع بين الأهداف السامية العامة ونظيرتها الذاتية الخاصة، وبين عرض يتجلى فيه الممثل والمؤلف من خلال ديكور معبر ومخرج واع يوظف عناصر المسرح لخدمة مقولة النص، وبين عرض يستعرض فيه المخرج أدواته على حساب بريق الممثل وطهارة الفكرة. لافتاً إلى أن المهرجانات العربية أصبحت مملة روتينية سياحية سياسية مادية، وحتى نتخلص من هذا الوضع، علينا التخلص من أشباه الفنانين من الدخلاء، والتوجه للناس من خلال الأعمال الجيدة، وبناء متفرج وفنان يحترمان المسرح ويؤمنان بدوره الحقيقي. وتحدث محمد الضمور في كلمته عن تجربة المسرح الأردني، حيث تحتفل الأردن حالياً بمرور 25 عاماً على انطلاق أول مهرجان فيها، مشيراً إلى أن الهدف من هذه المهرجانات هو الاطلاع على تجربة الآخر، والتواصل مع كافة فئات المجتمع المحلي، وخلق جيل واع في المسرح. وذكر الضمور أن الندوات والملتقيات الفكرية التي تقام على هامش المهرجانات أهم من العروض المسرحية نفسها، كونها تسعى إلى تطوير الفعل المسرحي. قرار سياسي بصراحةِ مسرحي أرهقته هموم أبو الفنون، أكد المخرج الفلسطيني كامل الباشا على ضرورة أن يتحول المسرح إلى سلعة، مشيراً إلى أن ذلك لا يعني الوصول به إلى مستوى الإسفاف، لأن العمل الفني إن لم يتحول إلى سلعة لها ثمن يدفعه الجمهور راضياً، سيبقى المسرحيون يطرحون نفس السؤال كل عام وهو ما فائدة المهرجانات؟. وأشار الباشا إلى أن أي مسرح متقدم يقف خلفه قرار سياسي، وبدون هذا القرار ستبقى جهود المسرحيين مشتتة.

مشاركة :