الفنان التشكيلي”سعود القحطاني” يروي جمال مدينة أبها وينقلها للعالم بأعماله الفنية.

  • 11/3/2023
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تالقة هي أقدم الأشجار العملاقة المعمرة التي تقع في إحدى قرى منطقة عسير (جنوب غرب السعودية)، وعلى الرغم من أنها عاشت لأكثر من 100 عام في ظروف قاسية، فإنها لا تزال مستمرة بالنمو والازدهار. ولرمزيتها في الاستدامة والإبداع والانسجام، اختار الفنان التشكيلي الرائد سعود القحطاني أن يقيم معرضه «تآلق» في «غاليري آرت فيجن» بالرياض، ليحكي من خلال أعماله الفنية على مدار أكثر من نصف قرن قصة حبه لمدينة أبها، التي بدأت تحت هذه الشجرة. سعود القحطاني من الفنانين الأوائل الذين أثروا الساحة التشكيلية باللوحات والجداريات والمجسمات، وكان من أوائل المبادرين بنشر وتعليم الفن التشكيلي، حيث بادر في عام 1399هـ بفتح مرسم خاص للهواة لممارسة الفن التشكيلي وتشجيع الفنانين بمدينة أبها، واستمر في العمل والإبداع ليؤكد عنايته والتزامه الذي يوليه لتراثه الفني ويعكس رؤيته الفريدة ومهاراته الفنية من خلال أعماله المستمرة. ولأن اللوحات الفنية واحدة من أقدم وسائل التعبير الفني، التي استخدم لأجلها الفنانون على مر العصور مجموعة متنوعة من الأدوات لرسمها؛ كانت السكاكين والفرش واحدة من أقدم وأهم الأدوات التي استخدمها القحطاني في بداياته عام 1369هـ ليرسم بها أجمل لوحاته من ذلك الوقت وحتى يومنا هذا. لوحة «قرية المفتاحة القديمة» تصدرت معرض «تآلق»؛ كونه العمل الفني الذي وقّع عليه الأمير خالد الفيصل، كأول عمل فني يرسم في قرية المفتاحة التشكيلية الجديدة بيوم الافتتاح بمرسم الفنان سعود القحطاني الأول، وأظهرت الأعمال الفنية التي عرضت، وبلغ عددها 150، تنوع الأعمال الفنية والمدارس المختلفة التي اشتغل عليها القحطاني خلال 55 عاماً، لتؤكد من خلال ألوانها الحية وتفاصيلها الدقيقة اهتمامه بإبراز جوانب خاصة من مدينة أبها، مثل معالمها البارزة وطبيعتها الساحرة وثقافتها الفريدة. يقول سعود القحطاني لـ«الشرق الأوسط»: لأبها والمنطقة الجنوبية خاصة وكل مناطق المملكة المختلِفة التضاريس تأثير واضح على ألوان الفنان، ومدينة أبها ملهمة بجمالها الساحر وتنوع في مشهدها من خضرة الأرض وازرقاق السماء وألوان الجبال المتعددة ومصافحة الغيوم والضباب، كل هذه الاختزالات اليومية الجميلة لا بد أن تحاكي فكر أي فنان ومبدع. القحطاني الذي انتهج في أعماله الفنية المحاكاة بالواقعية، مروراً بالتجريب والانطباعية والتأثرية التجريدية إلى ما بعد السريالية، يرى أن المدينة والعيش فيها هو اختزال وقتي يخزّن في رصيد الذاكرة للفنان والعمل عليه تجارب مؤكدة تصنع اللوحات، وتصبح المراحل عنده شيئاً طبيعياً، فالفنان كلما أجاد مرحلة ينتقل تلقائياً إلى مرحلة أخرى مع ازدياد وعيه بما يقدمه من تجربة. وعن الرسائل التي يريد إيصالها للمشاهدين، يقول سعود: «الرسائل كثيرة، نحن فنانون بالفطرة والفن السعودي أصبح رسالة واضحة عن مدى ثقافة الفنان والمتلقي في بلدنا الغالي، والذي أصبح يشار إليه بالبنان في كل محفل ثقافي وفي كل مزاد فني، وهي الرسالة الأهم بأن الثقافات الحضارية ممتدة وتنمو بنمو الاهتمام بها».(معدل)

مشاركة :