بغداد مازن الشمري دعا خطيب صلاة الجُمعة الموحدة في مدينة الرمادي العراقية المنتفضة ضد رئيس الوزراء نوري المالكي إلى عودة رجال الأمن إلى مراكزهم بعد انسحابهم منها نتيجة التفلت الأمني خلال الأسبوع الماضي. واتهم الشيخ عدنان مشعل في خطبته بجامع الدولة في الرمادي الحكومة الحالية بـ «العمل على إشاعة روح الطائفية في العراق» من أجل البقاء في السلطة كما هو الحال في سوريا. وقال «نحن لا نريد إطلاق سراح المجرمين والقتلة، بل نطالب بالإفراج عن الأبرياء من المعتقلين وإلغاء العمل بالمادة أربعة من قانون الإرهاب ونظام المخبر السري». ودعا مشعل رجال الشرطة والمرور والدفاع المدني إلى العودة إلى عملهم، متعهداً بأن يوفر لهم أبناء العشائر الحماية اللازمة. ورأى أن الساسة يحاولون المتاجرة بمطالب المعتصمين من أجل مصالح مالية أو مناصب أو مقاعد برلمانية. وفي الفلوجة، دعا إمام وخطيب جمعة الاعتصام جميع معتصمي المحافظات الست المنتفضة إلى عدم ترك ساحات اعتصاماتهم، وشدد على أن القصف والتهديد «لن «يخيف المعتصمين»، وفي حين لفت إلى أن الحكومة أقرت بأن «مطالبنا دستورية»، طالب رئيس مجلس الوزراء نوري المالكي بـ «عدم التجاوز على الدستور». وقال الشيخ علي محيبس خلال خطبته التي أطلق عليها شعار «يا أبناء عشائرنا نحرر معتقلينا وفرسان ساحاتنا»، إن على المالكي وحكومته أن لا يتجاوزا على الدستور الذي وضعاه ووافقا عليه». وأضاف محيبس أن «صلاة الجمعة وساحات الاعتصام باقية ولن يخيفنا قصف وتهديد كوننا وقفنا بوجه الاحتلال الأمريكي قبل سنوات ولم يستطيعوا مواجهة رجال المقاومة التي أحرقت دباباتهم وأسقطت طائراتهم»، مشيرا إلى أن «المعتصمين في العراق خرجوا بمطالب وصفتها الحكومة نفسها بالدستورية فلماذا لا ينفذونها ويقدمون لشعبهم الخدمات والمشاريع ويحاسبون المليشيات التي قتلت أهل السنة والجماعة وهجرت الأسر من حزام بغداد وديالى». من جهته، دعا خطيب جمعة كربلاء وممثل المرجعية الدينية، أحمد الصافي، إلى مساندة القوات الأمنية في مواجهة ما أسماه «التنظيمات الإظلامية»، مشيداً بالوقفة العشائرية التي ساندت القوات الأمنية في معاركها في الأنبار. وقال الصافي في خطبة صلاة الجمعة التي أقيمت في الصحن الحسيني بمدينة كربلاء «لابد من الإشارة إلى أن كافة القوى الظلامية لا تعرف إلا القتل والدمار»، مشيراً إلى أن «الشعوب الإسلامية تئنّ من ممارسات هذه القوى التي تنسب أساليبها الدموية المشينة إلى الدين الإسلامي الذي هو بريء منها». واعتبر خطيب جمعة كربلاء «مساندة القوات الأمنية مهمة وطنية، وهي لا تختص بطائفة دون أخرى، ولا تختص بفئة دون الآخرين، والدليل على ذلك أن جميع مكونات الشعب العراقي تقف اليوم مع القوات المسلحة وأبناء العشائر في مطاردتهم للإرهابيين». وشدد الصافي على ضرورة «الابتعاد عن جميع الممارسات الطائفية أو المساس بحقوق المواطن التي كفلها الدستور»، ورأى أن الاستقرار السياسي والاجتماعي للبلاد مرهون باحترام الآخر ولحقوقه المشروعة وعدم التجاوز على القانون تحت أي مسمى. سياسياً، حمَّل ائتلاف «متحدون للإصلاح» رئيس الوزراء نوري المالكي المسؤولية القانونية عن «المعاناة الإنسانية والانفلات الأمني قي العراق، بسبب القرارات الفردية وسياسة الاستهداف السياسي التي يتبناها، متجاوزاً الحكومة المحلية ومجلس محافظتها المُنتخَب».
مشاركة :