بدأ مسؤولون أمريكيون، وأوروبيون، بالتحدث مع الحكومة الأوكرانية حول ما قد تنطوي عليه مفاوضات سلام محتملة مع روسيا؛ لإنهاء الحرب، وفقاً لما نشرته، أمس، شبكة «إن بي سي» الأمريكية. ونقلت الشبكة عن مسؤول أمريكي كبير، ومسؤول أمريكي كبير سابق، مطلعين على المناقشات التي بدأت وسط مخاوف بين المسؤولين الأمريكيين والأوروبيين، من أن الحرب وصلت إلى طريق مسدود، وبشأن القدرة على مواصلة تقديم المساعدات لأوكرانيا. وقال المسؤولان إن المحادثات تضمّنت الخطوط العريضة لما قد تحتاج كييف إلى التخلي عنه للتوصل إلى اتفاق مع موسكو، وقد جرت المحادثات، التي وصفها المسؤولان بأنها «حساسة»، خلال اجتماع لممثلي أكثر من 50 دولة تدعم أوكرانيا، بما في ذلك أعضاء حلف شمال الأطلسي «الناتو»، المعروفة باسم مجموعة الاتصال الدفاعية الأوكرانية. وأكد المسؤولان أن المناقشات تمثل اعترافاً بالديناميكيات عسكرياً على الأرض في أوكرانيا، وسياسياً في الولايات المتحدة وأوروبا. وأفادا بأن هناك عدم ارتياح في الحكومة الأمريكية إزاء قلة الاهتمام العام الذي حظيت به الحرب في أوكرانيا منذ بدء الحرب في غزة، وأعربا عن خشيتهما أن هذا التحوّل قد يجعل تأمين مساعدات إضافية لكييف أكثر صعوبة. وبحسب المصدر، بدأ بعض المسؤولين العسكريين الأمريكيين بشكل خاص في استخدام مصطلح «الجمود» لوصف المعركة الحالية في أوكرانيا، حيث يقول البعض، إن الأمر قد يقتصر على الجانب الذي يمكنه الاحتفاظ بقوة عسكرية لأطول فترة. فيما لا يحرز أي من الجانبين خطوات كبيرة في ساحة المعركة. وصرح المسؤولان أيضاً في أحاديث خاصة، إن كييف ليس لديها على الأرجح سوى مهلة حتى نهاية العام الجاري أو بعد ذلك بوقت قصير، قبل بدء مناقشات أكثر إلحاحاً حول مفاوضات السلام مع موسكو. وقد طلب الرئيس الأمريكي جو بايدن أن يأذن الكونغرس بتمويل إضافي لأوكرانيا، لكن حتى الآن، فشلت الجهود في إحراز تقدم؛ بسبب المقاومة من جانب بعض الجمهوريين في الكونغرس. وقبل أن تبدأ الحرب في غزة، أعرب مسؤولو البيت الأبيض علناً عن ثقتهم في أن التمويل الإضافي لأوكرانيا سوف يمرره الكونغرس قبل نهاية 2023، في حين اعترفوا سراً بالمخاوف بشأن مدى صعوبة ذلك. ولكن بعد 7 أكتوبر الماضي، تحوّل تركيز بايدن إلى الشرق الأوسط، وتحوّل خطابه المفترض في أوكرانيا إلى خطاب في المكتب البيضاوي حول الأسباب التي تدعو الولايات المتحدة إلى تقديم الدعم المالي لأوكرانيا وإسرائيل. وبحسب وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، أنفقت إدارة بايدن 43.9 مليار دولار على المساعدة الأمنية لأوكرانيا منذ بدء الحرب في فبراير 2022. بينما يقول مسؤول أمريكي، إن الإدارة لديها نحو 5 مليارات دولار لإرسالها إلى أوكرانيا قبل نفاد الأموال. وبحسب المصدرين الأمريكيين، كان التقدم في «الهجوم المضاد» الذي شنّته أوكرانيا بطيئاً للغاية، تلاشت معه الآمال في أن تحقق كييف تقدماً كبيراً، بما في ذلك الوصول إلى الساحل بالقرب من الخطوط الأمامية لروسيا، وصرحا أن عدم إحراز تقدم كبير في ساحة المعركة في أوكرانيا لا يساعد في محاولة عكس الاتجاه الهبوطي في الدعم العام لإرسال المزيد من المساعدات. تابعوا أخبار العالم من البيان عبر غوغل نيوز Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App