تلعب الجالية الفيليبينية في الإمارات العربية المتحدة، دوراً مهماً فــــي الحياة اليـــومية، من قيادة سيارات الأجـــرة، الى العمل في المنازل والمراكز التجــارية والمطاعم والشركات والبنوك وغيــرها. لكن مشاركتها في المشهد الفني تبدو ضئيلة، إن لم تكن معـــدومة. قليلة هي المعلومات عن فنون ابناء الجالية وأنماطهم الابداعية، لذلك قدّم «آرت دبي» لزواره، ضمن برنامج «ماركر» الذي يركز سنوياً على موضوع أو منطقة جغرافية معينة، فرصة التعرف الى انتاجات هذا البلد الفنية، وإلى فنانين شباب، والتركيز على المساحات الفنية التي يديرها فنانون في مانيلا عاصمة الفيليبين. واختيرت الفنانة والقيّمة الفنية والباحثة رينغو بونوان للاشراف على هذه الاحتفالية. وألقى «ماركر ٢٠١٦» الضوء على المساحات الفنية التي يديرها فنانون في مانيلا الحديثة، مقدماً أعمالاً لأربعة عشر فناناً بدءاً من أستاذ الحداثة روبيرتو تشابيت (١٩٣٧-٢٠١٣) وصولاً إلى الجيل الجديد من الفنانين المعاصرين في العاصمة. وسلط البرنامج الضوء على جيل جديد من الفنانين المساهمين بفعالية في نمو الساحة الفنية البديلة في مانيلا، من خلال انتهاجهم أساليب جديدة للممارسات الفنية المبتكرة. وتضمن المعرض مساحات فنية يديرها فنانون خارج ماكاتي، منطقة الفن الرئيسية في مانيلا، منها ٩٨ب، بوست غاليري، بروجيكت ٢٠، وثاوزندفولد. وتطرح هذه المساحات تساؤلات حول طبيعة نظام صالات الفن التقليدية، وقضايا دعم الممارسات الفنية البديلة، والمجتمعات والأمور الاقتصادية. وأضحت المساحات التي يديرها الفنانون في العاصمة حاسمة الأهمية في تنمية الفن الفيليبيني المعاصر من خلال إتاحة الفرصة لفنانين محليين لتقديم أعمال خارج الأطر التقليدية للمتاحف وصالات العرض التجارية. وتركز المعرض حول أعمال الفنان روبيرتو تشابيت، رائد الفن المفاهيمي في الفيليبين، والأستاذ والقيّم الفني الذي لعب دوراً فعالاً في مساحات عدة أدارها فنانون خلال حياته. ودرّس تشابيت لأكثر من ثلاثة عقود في كلية الفيليبين للفنون الجميلة، كما لعب دوراً محورياً في تنشئة الفنانين الشباب خلال حياته. وتقول رينغو بونوان: «هذا هو الوقت المناسب لـ «آرت دبي» لإيلاء الاهتمام بدولة الفيليبين، اذ تستضيف المدينة أحدى أكبر الجاليات المهاجرة في الشرق الأوسط». وتضمن المعرض المتعدد التخصصات والواسع النطاق لوحات، ومنحوتات، وأعمالاً على الورق والأقمشة، وصوراً فوتوغرافية، فضلاً عن الصور المؤثرة لمجموعة متنوعة من الفنانين المعاصرين يتم تمثيلهم عن طريق أربع مساحات فنية مستقلة يديرها فنانون. وتناقش هذه الأعمال مواضيع منها التعاون، المجتمع، العمل، والاقتصاد، لتوفر نظرة خاطفة عن اهتمامات وممارسات الجيل القادم من الفنانين. وتــمـــثل مــســاحــــة ثــاوزنـــدفــــولد أعـــمالاً فــوتــوغرافـية لفـنـانــين منهم جينو خافيير، تزار كريستوف، واوي نافاروزا وتامي ديفيد. وعرض بوست غاليري لوحات لجيسون أوليفيرا وصوراً لجيد إسكويتا. كما قدم بروجيكت ٢٠، أعمال الفنانة المتعددة التخصصات غيل فيسينت (مواليد ١٩٨٤) والفنانة تانيا فيلانويفا (مواليد ١٩٨٣). وقدم ٩٨ب معرضاً جماعياً يتضمن أعمالاً على الورق لإيساي رودريجيز، وأعمالاً متعددة الوسائط لجاى باكينا، إضافة إلى أعمال إعلامية جديدة لميجيل لوبي إنوميرابل. وقدم برنامج «ماركر» جولات يومية بصحبة بونوان، ونقاشات لفنانين، ومعارض للأعمال، فضلاً عن تميزه من خلال تقديم مجموعة مختارة من كتب الفنانين والمونوغراف، والمجلات، وغيرها من المطبوعات المستقلة من الفيليبين. وإضافة إلى المشهد البديل والذي يتم تمثيله في «ماركر»، ومن خلال التركيز على دولة الفيليبين، يقوم فنانون معروفون في شكل أكبر بعرض أعمالهم في أروقة صالات عرض «كونتيمبوراري»، حيث تقدم صالة سيلفرلينس (ماكاتي) معرضاً فردياً رئيسياً لأعمال ماريا تانيغوشي ذات الحجم الكبير، كما بالإمكان إيجاد أعمــال الفنانة نفسها في معرض جماعي من تنسيق كارلير جيباوير (برلين). ويعرض أثر (جدة) أعمال الفنان بوكلونغ أنادينغ المتعدد التخصصات والمقيم في الفيليبين، في حين يشتمل المعرض الجماعي لصالة تيمور غراهن (نيويورك) على أعمال الرسامة المقيمة في بروكلين مايا كروز باليلو.
مشاركة :